ليست للتحية فقط.. للمصافحة وظائف أخرى وهذه أغرب أشكالها بين الشعوب

المصافحة تتضمن أشكالا متعددة بين الشعوب (غيتي)

عودة الموظفين إلى مكاتبهم والطلاب إلى مقاعد الدراسة مع استمرار انتشار وباء كورونا، جعلت الأمور أكثر غموضا من ما كانت عليه، بين العودة إلى الحياة الطبيعية أو استمرار أخذ التدابير الوقائية من وضع للكمامة وتعقيم وتباعد اجتماعي.

يصعُب تحقيق الشرط الأخير مع عودة اللقاءات بعد سنة ونصف من العزلة الجزئية، وأصبح السؤال عن المصافحة مباحة أم لا محيرا ومربكا.

بدأت المصافحة منذ قرون في اعتقاد شائع بأنها نشأت ليثبت المبادر بها أنه يعرض السلام ولا يحمل سلاحا.

اكتشاف الأمراض

يعتقد الدكتور أميش أدالجا أخصائي الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكينز أن هذا الجدل مبالغ فيه وأن أبسط حل هو التطعيم ضد الوباء، وأن يستمر الناس في غسل أيديهم قبل لمس وجوههم.

ولا يتعلق الأمر بمجرد تقليد بل هو تثبيت للروابط الإنسانية بحسب خبراء السلوك، وهو غرض لا تفي به المصافحة عن بعد.

وتقول ديان جوتسمان خبيرة آداب السلوك ومؤلفة كتاب (الآداب الحديثة من أجل حياة أفضل): “لا تكن أول من يمد يده بل راقب الشخص الآخر واسمح له بتوجيه التحية التي يختارها”.

ويتوق الناس إلى التفاعل بحسب تجارب علم النفس التي أثبتت أن الناس لا يصافحون بعضهم من أجل التحية فقط، بل للأمر أهمية أخرى، تتعلق بالشفاء من الأمراض وتقييم الحالة الصحية.

وفي مؤشر على أهمية المصافحة باليد نقلت شبكة (دويتشه فيله) الألمانية عن مجلة الأطباء خبراً مفاده أن الحالة الصحية للشخص يمكن أن تظهر من شدة قبضته عند المصافحة وهو ما قد يعده الأطباء وسيلة للكشف عن الحالة الصحية للمريض.

وتسمح قوة قبضة اليد بتقييم مخاطر أمراض القلب والشرايين وأمراض رئيسية مثل القصور في عضلة القلب.

وبحسب الدكتور موريس هوستن المتخصص في تحليل المقالات الطبية في صحيفة (آريش تايمز)، تبني المصافحة الثقة وتساعد على فهم مشاعر الشخص بسرعة وإرسال إشارات إيجابية للاتفاق والقبول من عدمه.

تحيات غريبة

يعد إلقاء التحية سواء عبر المصافحة أو العناق من الطقوس الاجتماعية المهمة في مختلف الثقافات وإن اختلفت طريقة إلقاء التحية.

ففي نيوزيلندا، يلقي الناس التحية عبر الضغط على الأنف والجبين معًا، وكلما كان الضغط أقوى كانت التحية أقوى وأصدق.

ويلقي الأتراك في بعض مناطق البلاد التحية بين الرجال عبر التناطح بالرؤوس، والتي استبدلوها بعد الجائحة بوضع اليد على القلب في اعتقاد أنها توصل المشاعر الصادقة من القلب إلى القلب بين المتصافحين.

وتنتشر في دول الخليج العربي المصافحة عبر الأنف، وتسمى في الكويت “حب الخشم” (ملامسة الأنف للأنف) وفي الإمارات “الموايه بالخشوم” أو التقبيل على الأنف في حال السلام على شخص أكبر سنا أو مكانة.

ويعتبر سكان الخليج العربي أن الأنف رمزا للعزة والرفعة والأنفة وهي عادة قديمة متوارثة.

ويلصق الرهبان في التبت ألسنتهم للتحية، بينما يتصافح الرجال الإثيوبيون بأكتافهم.

ويلقي الناس التحية في الثقافة اليابانية عبر الانحناء، فيما يضم الهنود كفيهم إلى بعضهما فيما يعرف بـ(ناماستي) لإلقاء التحية.

وتنتشر المصافحة في الثقافة الغربية أيضا وإن وُجدت لها بعض البدائل مثل التحية العالية مع تفريق أصابع اليد أو القبضة التي أصبحت شائعة بعد انتشار الوباء.

لكن يفضل أن تكون التحية التقليدية التي تتضمن اتصالا جسديا مع الأشخاص المقربين فقط لتجنب المواقف المحرجة.

وكان إلقاء التحية في المجتمعات الأوربية يقتصر على قلب القبعة أو تقبيل اليد للسيدات، وفي القرن التاسع عشر كان يُنظر إلى المصافحة على أنها آداب أساسية في العالم الغربي.

وذهب خبير الأمراض المعدية الأمريكي الدكتور أنتوني فاوتشي، العام الماضي، إلى التحذير من المصافحة قائلا “لا أعتقد أننا يجب أن نتصافح مرة أخرى أبدا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف أجنبية