التنمر قد يدفع المراهق لإيذاء نفسه.. كيف تساعده؟

اضطرابات الأكل قد تعني أن المراهق يعاني من مشكلة نفسية (غيتي)

قد يكون للتنمر تأثير دائم على من تعرض له ويمكن أن يستمر مدى الحياة، ويعاني المراهقون والأطفال منهم من القلق والاكتئاب وأفكار الانتحار واحتقار الذات لسنوات، وللتغلب على هذه الأحاسيس السلبية يلجأ بعضهم إلى إيذاء النفس مثل جرح أنفسهم أو الحرق.

ويلجأ بعض الأطفال إلى حرق أنفسهم أو نتف شعرهم ويتجه آخرون إلى إيذاء الذات الرقمي إذ ينشرون بشكل مجهول أشياء مؤذية عن أنفسهم عبر الإنترنت.

ودائمًا ما يكون إيذاء الذات علامة على الضيق العاطفي وفي كثير من الأحيان قد يستخدم المراهقون الذين يؤذون أنفسهم هذه السلوكيات المؤذية كآلية للتعامل مع المشاعر والذكريات المؤلمة.

ضحايا “التنمر” قد يتجهون للتدخين ومعاقرة الخمر والمخدرات (غيتي)

ولأن الجرح أو الحرق يمكن أن يترك ندبات وغالبًا ما تكون ظاهرة للآخرين فإن إيذاء النفس يمكن أن يسبب مشاعر خجل قد تجعل المراهقين في بعض الحالات عالقين في دائرة من إيذاء أنفسهم.

يقول الأخصائيون في موقع (فيري ويل فاميلي)، إنه من المهم الإشارة إلى أن إيذاء النفس ليس مرضًا عقليًا إنما سلوك يُظهر بأن الشخص بحاجة إلى تطوير مهارات أفضل في التأقلم، لكن هناك العديد من الأمراض النفسية المرتبطة بإيذاء النفس بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الشخصية.

لماذا يؤذون أنفسهم؟

يعد إيذاء النفس مشكلة واسعة الانتشار ويعاني منها أكثر من 15٪ من المراهقين والشباب في الولايات المتحدة ورغم وجود أسباب مختلفة لذلك إلا أن تخفيف التوتر أبرزها بين هذه الحالات، وتشمل الأسباب الأخرى شغل أنفسهم في أوقات الفراغ وحجب الذكريات المؤلمة أو المزعجة وإطلاق المشاعر الغامرة أو المكبوتة والعواطف والإحباطات ومعاقبة أنفسهم لارتكابهم خطأ.

وتظهر الأبحاث أن التعرض للتنمر يرتبط بزيادة خطر سلوك إيذاء النفس لدى المراهقين، ووجدت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في (كينغز كوليدج لندن) أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة والذين تعرضوا للتنمر بشكل متكرر كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لإيذاء أنفسهم مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للتنمر.

فترات المراهقة تصاحبها الكثير من المتغيرات النفسية (غيتي – أرشيفية)

ووجدت دراسة أخرى أن المراهقين الذين تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت كانوا أكثر عرضة مرتين لإيذاء أنفسهم وإظهار سلوكيات انتحارية، ولكن لاحظ الباحثون من دراسة كينغز كوليدج أن خطر إيذاء النفس يتزايد عند ضحايا التنمر إلا أن غالبية المراهقين الذين تعرضوا للتنمر لا يلجؤون إليه.

وأوصى الباحثون الأخصائيين النفسيين بتحديد المراهقين الأكثر تعرضًا لخطر إيذاء النفس، موضحين أن عوامل الخطر الأخرى تشمل الفقر ووجود مشكلة صحية عقلية سابقة وتاريخ عائلي من إيذاء النفس أو انخفاض معدل الذكاء وسوء المعاملة.

كيف تساعدهم؟

وأوصى أخصائيو موقع “فيري ويل فاميلي” الآباء الذين يشكون في أن أبنائهم المراهقين يؤذون أنفسهم بالتواصل معهم وأن يلاحظوا علامات سلوك إيذاء النفس والتي تظهر من جروح أو كدمات أو حروق أو خدوش أو ندبات متكررة وتناول الطعام غير المنتظم.

يحاول المراهق الذي يؤذي نفسه ارتداء سراويل وأكمامًا طويلة حتى في الطقس الحار، كما يحتفظ بأشياء حادة في غرفته أو في حقائبه دون سبب، كما يحتقر نفسه ويعبر عن مشاعر  الغضب أو اليأس أو الوحدة بحدة.

التعامل مع المراهق يحتاج إلى التفهم والحوار الهادئ (غيتي-ارشيف)

يحتاج الآباء أيضًا إلى التأكد من عدم إصدار الأحكام عند التعامل مع  المراهق الذي يؤذي نفسه، بدلًا من ذلك يُطلب منهم التفهم والإصغاء من دون محاولة إصلاح الموقف أو إلقاء محاضرة عليهم أو مطالبتهم بالتوقف.

ويقول الأخصائيون إن إيذاء النفس ليس أمرا يمكن للمراهقين إيقافه بسهولة بل إنهم يحتاجون إلى المساعدة والتوجيه من أخصائي مؤهل لمساعدة المراهق ليس فقط في إنهاء هذه السلوكيات ولكن أيضًا في التعافي من التنمر أو الأحداث الحياتية الأخرى التي تزعجه.

يمكن أن يساعد المستشار النفسي المراهق في تحديد سبب إيذائه لنفسه وكذلك مساعدته على اكتشاف سبب رغبته في تغيير سلوكه وأيضًا التعرف على طرق أخرى أكثر صحة للتعامل مع مشاعره بالإضافة إلى معالجة مشاعره الأساسية أو أي مشكلات تتعلق بالصحة النفسية مثل القلق أو الاكتئاب.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية