بالأرقام.. تقرير يرصد عواقب “مفزعة” بعد 200 يوم من الحرب على غزة

أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة في القطاع

امرأة تصرخ حاملة طفلتها بعد قصف الاحتلال لحي الشيخ رضوان شمالي غزة
امرأة تصرخ حاملة طفلتها بعد قصف الاحتلال لحي الشيخ رضوان شمالي غزة (الأناضول)

وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، عواقب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 200 يوم بأنها “مفزعة”، مؤكدًا توثيقه “أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة” في القطاع المحاصَر، وعَدَّ ذلك فشلًا دوليَّا بكل المقاييس، وبخاصة في إلزام إسرائيل بالامتثال لقرارات المحكمة الدولية.

وأكد الأورومتوسطي، في بيان له استعرض فيه بالأرقام النتائج الكارثية لجريمة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة، أن المدنيين الفلسطينيين كانوا منذ اليوم الأول للهجوم هم الهدف الأول والحقيقي لجرائم إسرائيل في القطاع.

وقال المرصد إن معدل القتل اليومي بلغ 212 فلسطينيًّا، وإن إسرائيل تقتل يوميًّا 79 طفلًا و50 امرأة، وهي أرقام مرعبة وغير مسبوقة في سياق الحروب المعاصرة.

وأضاف أن قطاع غزة أصبح فعليًّا غير قابل للحياة نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من المباني.

وتابع أن إسرائيل أسقطت أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، إضافة إلى عمليات التجريف، وتدمير جميع المباني بعمق يصل إلى كيلومتر شرقًا وشمالًا من القطاع بهدف إقامة منطقة عازلة.

أكبر عملية تهجير قسري

ووفق المرصد، نفذت إسرائيل أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حين أجبرت بأوامر إخلاء عسكرية وتحت وطأة القصف والقتل مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، حيث يتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح الحدودية التي تتعرض للقصف والتهديد.

وأكد أن إسرائيل لجأت منذ اليوم الأول للهجوم إلى استخدام التجويع سلاحًا في حربها الدامية، من خلال إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات ومِن ثَم عرقلة إدخالها، وتحديد الأنواع المسموح بدخولها، بما في ذلك قتل مئات الجياع خلال انتظار قوافل المساعدات.

وتابع “بشكل منهجي عملت إسرائيل على تدمير النظام الصحي بالهجمات العسكرية المباشرة والحصار، فأخرجت 32 مستشفى من أصل 36 عن الخدمة، بما فيها أكبر مستشفيين؛ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس”.

وأردف “اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 5 آلاف فلسطيني بينهم مئات النساء، من منازل ومراكز إيواء وأثناء التنقل على الطرق خلال عملية النزوح القسري، وتواصل إخفاء جميع هؤلاء قسرًا، وتعرّضهم لأصناف قاسية من التعذيب وصل إلى حد القتل”.

ظاهرة المقابر الجماعية

وأشار الأورومتوسطي إلى بروز ظاهرة المقابر الجماعية لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، حيث وثق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي حالات عديدة تم توثيق حالات دفن نفذتها قوات الاحتلال لأشخاص أعدمتهم ميدانيًّا.

ونوّه إلى أن “المقابر الجماعية المكتشَفة في المستشفيات، خاصة في مجمع الشفاء الطبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، تثير شبهات بأن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق أشخاص معتقلين ومحتجزين ثم أقدم على دفنهم”.

وأفاد المرصد بأنه “عُثر على أشخاص مقيدين وآخرين يبدو أنهم كانوا يتلقون علاجات، ويستدعي كل ذلك فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم غير المسبوقة”.

تحذير من “مذبحة كبرى” في رفح

وحذّر المرصد الحقوقي من “مذبحة كبرى” إذا شن الاحتلال هجومًا آخر واسعًا في مدينة رفح جنوبي القطاع، دون إيلاء اهتمام لنحو 1.2 مليون شخص هناك.

والاثنين، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الجثث المكتشَفة إلى 283، في مقبرة جماعية بمجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وفي السابع من إبريل/نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية بزعم استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.

وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر