ماذا تمنت نساء غزة في يوم المرأة العالمي؟ (فيديو)

بمناسبة يوم المرأة الذي يحتفل به العالم اليوم الجمعة، استطلعت مراسلة الجزيرة مباشر في غزة غالية حمد أحوال عدد من نساء غزة التي تنوعت أدوارهن ما بين أم وطبيبة وصحفية، ولكن جمعتهن مخيمات النزوح جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.

بداية ترى النازحة الفلسطينية أم العبد أن “المرأة الفلسطينية مش واخدة شيء من حقوقها”، وتبكي أم العبد فراق أولادها الذين استشهدوا داخل مستشفى كمال عدوان بعيدًا عنها.

وقضت الحرب على حلم أم العبد “كنت بحلم أشوف ابني راجل”، وتتدارك أم العبد “لكن ربنا يخلي باقي أولادي”.

وتبكي أم العبد استقبالها لشهر رمضان دون أولادها ومنزلها، مؤكدة أن الحرب قتلت سعادتهم باستقبال الشهر الفضيل.

صحفية وأم ومريضة سرطان

وتشير الصحفية حنين حمدونة المصابة بسرطان الغدة الدرقية إلى معاناتها لتأمين احتياجات ابنها، رغم ما تواجهه يوميًا من تغطية عملها الصحفي المرهق، والمسير يوميًا قرابة ساعة كاملة للوصول إلى مكان يتوفر به إنترنت حتى تتمكن من أداء عملها.

وعن حالتها الصحية تقول حنين إنها عانت منذ بداية الحرب للحصول على الدواء اللازم لها، ما تسبب في سوء حالتها الصحية.

وتكشف حنين عن وصية ابنها لها قائلة “بيقول لي يا ماما لو بدك تروحي في حتة خديني معك حتى لو تموتي خديني معاكي”، مؤكدة أن كلمات ابنها لا تفارقها أينما ذهبت لاحقها.

وترفض حنين ترك عملها في هذا التوقيت تحديدًا لتلقي العلاج خارج غزة، وذلك حتى تتمكن من تغطية الحرب.

وتتساءل حنين الصحفية والأم والمريضة بالسرطان “كيف يمكنها تحقيق المعادلة الصعبة بتوفير احتياجات ابنها وممارسة عملها وتلقي العلاج اللازم لحالتها الصعبة؟”.

“أرض رباط وجهاد”

وتروي الممرضة أسماء أبو دلال قصة استشهاد عائلتها بثبات، مشيرة إلى أن غزة أرض “رباط وجهاد” وفقدانها لعائلتها هو قدر الله.

وفقدت أسماء ابنها الوحيد الذي انتظرت مجيئه 13 عامًا، ولكنها تهدئ قلبها المعذب بلوعة فراقه بأنه شهيد.

وتمارس أسماء عملها بنشاط، وعن ذلك تقول “بعد استشهاد عائلتي ظللت 10 أيام وبعدين رجعت الشغل”، مؤكدة أهمية قيامها بعملها في ظل الحرب.

ورغم الحزن الذي لا يفارق ملامحها، إلا أن هذه الملامح تتبدل بمجرد أن ترى المواليد الجدد خلال فترة عملها، حيث تعتني بأدق التفاصيل الخاصة بهم وكأنهم ابنها الذي فقدته “بشوف فيهم كلهم ابني”.

وتزامن يوم المرأة العالمي لعام 2024، مع مرور أكثر من 5 أشهر على حرب شرسة تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، مثلت بموجبها تل أبيب لأول مرة في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية، للمحاكمة بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

ويشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت حتى الجمعة “30 ألفًا و878 شهيدًا و72 ألفًا و402 إصابة معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية.

المصدر : الجزيرة مباشر