ألمانيا تتهم بوتين بالسعي لزعزعة استقرارها وروسيا تحذر من “سعي للحرب”

ديمتري ميدفيديف
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف (الفرنسية)

اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الأحد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى “زعزعة استقرار ألمانيا” بعدما انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية تسجيل صوتي لمحادثات عسكرية سرية بين ضباط في الجيش الألماني بشأن الحرب في أوكرانيا.

وقال بيستوريوس لصحفيين في برلين: “يتعلق الأمر ببساطة باستخدام هذا التسجيل لزعزعة الاستقرار” في ألمانيا.

وأضاف “من الواضح أن ثمة مسعى لتقويض وحدتنا وزرع الانقسام السياسي داخليًا وآمل بصدق ألّا ينجح بوتين بذلك وأن نبقى متّحدين”.

والجمعة الماضي، نشرت رئيسة قناة (آر تي) الروسية مارغاريتا سيمونيان تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمّن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون قصف شبه جزيرة القرم.

وأكّدت ناطقة باسم وزارة الدفاع الألمانية، أمس السبت، صحة التسجيل مع حصول تنصت على محادثة سرية للقوات الجوية.

وتضمّن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية من طراز (تاوروس) وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيس فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيس الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، إضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كل من فرنسا وبريطانيا لكييف.

وأفادت معلومات وردت لوكالة الأنباء الألمانية بصحة المقطع الصوتي، وكان الضباط الألمان يتواصلون في هذه المشاورات عبر منصة “ويبيكس”.

وكان قائد القوات الجوية الألمانية إنجو غيرهارتس، من بين المشاركين في المشاورات التي نشرتها روسيا، وأشارت مجلة “دير شبيغل” إلى أن المحادثة عبر “الفيديو DR@k جرت على منصة “ويبكس” وليس على شبكة سرّية داخلية للجيش.

ويُفترض أن هذا النقاش كان في إطار التحضير لتقديم إحاطة لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس.

كما تناول النقاش الموثق في الملف الصوتي قضايا من بينها السؤال بشأن ما إذا كانت صواريخ (تاوروس) قادرة من الناحية التقنية على تدمير الجسر الذي بنته روسيا إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي.

وتطرق النقاش إلى نقطة أخرى بشأن ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على تنفيذ القصف دون مشاركة الجيش الألماني.

مع ذلك، يُسمع في التسجيل أيضًا أنه لا يوجد ضوء أخضر على المستوى السياسي لتسليم الصواريخ التي طلبتها كييف.

ويكشف التسجيل المسرب عن ثمة نقطة حساسة أخرى، تتعلق بما قاله مشاركون في المناقشات إن بريطانيا لديها “بعض الأشخاص على الأرض” للمساعدة في استخدام صواريخ “ستورم شادو” الموجهة التي سلمتها لندن إلى كييف.

وقال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن ألمانيا تستعد لحرب مع موسكو.

وأضاف في منشور عبر حسابه على “تلغرام”، أنه لا أحد يعلم عما إذا كان المستشار الألماني أولاف شولتز على علم بهذه التسجيلات الصوتية أم لا.

وتابع ميدفيدف: “حتى ولو لم يكن على اطلاع بها (شولتس) فإن هناك نماذج كثيرة من التاريخ لتوجيه الجيوش الحكومات المدنية نحو إشعال فتيل الحروب”.

ويشكل محتوى التسجيل مصدر حرج لألمانيا التي تطالبها كييف منذ فترة طويلة تزويدها بصواريخ “تاوروس” قادرة على إصابة أهداف على بُعد يصل إلى 500 كيلومتر.

وامتنع المستشار الألماني أولاف شولتس حتى الآن عن تلبية هذا الطلب، متخوّفًا من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وإثارة توترات إضافية مع روسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات