بسبب تصريحاته عن المحرقة.. رئيسة بلدية باريس تجرّد الرئيس الفلسطيني من وسام رفيع

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (غيتي - أرشيفية)

جرّدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، اليوم الجمعة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أرفع أوسمة العاصمة الفرنسية على خلفية تصريحات أدلى بها حول المحرقة، على ما أفاد مكتب هيدالغو.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مكتب رئيسة البلدية قوله إن عباس لم يعد مؤهلًا لحمل وسام غراند فيرميل بعد أن “برر إبادة يهود أوروبا” في الحرب العالمية الثانية.

وأمس الخميس، بعثت هيدالغو برسالة إلى عباس قالت فيها “ما أدليت به من تصريحات يتناقض مع قيمنا العالمية والحقيقة التاريخية للمحرقة”، وأضافت “بالتالي لم يعد بإمكانك الاحتفاظ بهذا التكريم”، في إشارة إلى الوسام.

تجدر الإشارة إلى أن عباس نال هذا الوسام خلال زيارته باريس عام 2015.

وأشارت هيدالغو في رسالتها “لقد بررت إبادة يهود أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية برغبة واضحة في إنكار المحرقة”، وتابعت “أدين بشدة تصريحاتك، فليس هناك ما يبرر التحريف والإنكار”.

وفي أغسطس/آب الماضي، قال عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح خلال اجتماع في رام الله بالضفة الغربية المحتلة “يقولون إنّ أدولف هتلر قتل اليهود لأنّهم يهود، وإنّ أوروبا كرهت اليهود لأنّهم يهود”.

وأضاف “هذا ليس صحيحًا”، معتبرًا أنّ الأوروبيين “قاتلوا اليهود بسبب دورهم الاجتماعي، وبسبب الربا والمال، وليس بسبب دينهم”.

من جهته، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن “الخطاب.. يتضمن تصريحات كاذبة ومضللة بشكل صارخ حول اليهود ومعاداة السامية”.

وذكرت القنصلية الفرنسية في القدس أن هذه التصريحات “غير مقبولة على الإطلاق”.

وتم نشر نص الرسالة على منصة “إكس” من جانب يوناثان أرفي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات الفرنسية اليهودية.

وكتب أرفي معلقًا على قرار التجريد من الوسام “هذا القرار المهم يشرّف باريس والتزامها المتواصل ضد معاداة السامية”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدلي بها الرئيس الفلسطيني بتصريحات مثيرة للجدل بشأن المحرقة، ففي زيارته إلى ألمانيا في أغسطس 2022، قارن عبّاس المحرقة بقتل إسرائيل للفلسطينيين، متّهمًا الدولة العبرية بارتكاب “50 مذبحة و50 محرقة” ضدّ الفلسطينيين منذ عام 1947.

وفي زيارة إلى برلين العام الماضي، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس عباس بشدة بعد أن اتهم إسرائيل بارتكاب “50 محرقة” ردًا على سؤال حول الذكرى الخمسين لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ عام 1972.

ضد المحرقة

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن “ما نشر على لسان عباس في برنامج على قناة إسرائيلية حول المسألة اليهودية “كان اقتباسًا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارًا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية”.

وأكد أبو ردينة في بيان أن موقف عباس من هذا الموضوع “واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية”.

وتابع: “نحن نعبر عن استهجاننا وإدانتنا الشديدة لهذه الحملة المسعورة لمجرد اقتباسات لكتابات أكاديمية وتاريخية”.

في السياق، أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن موقف الرئيس الفلسطيني ثابت بأنه ضد المحرقة النازية ويرفض معاداة السامية.

وأضاف في بيان، أن التصريحات المنسوبة لعباس بشأن المحرقة النازية ضد اليهود “أُخرجت عن سياقها”، معتبرًا أن الموقف الأوروبي والأمريكي من تلك التصريحات “مستهجن وظالم”.

وتابع فتوح “أن الظلم التاريخي الواقع على شعبنا الفلسطيني منذ أكثر من (75 عامًا)، وارتكاب حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة المجازر والقتل وسرقة الأراضي، وتهجير المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، وحرق البلدات على أيدي المستوطنين لم يحرك أمريكا”.

مضيفًا أن “هناك حملة تضليل مشبوهة يقودها إعلام مصنوع، ودعاية كاذبة للاقتباسات من قبل كتّاب ومؤرخين أجانب، وأن موقف عباس معروف وثابت وواضح ولا يقبل التشكيك والتأويل، بأنه ضد المحرقة النازية، ورفضه معاداة السامية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية