السويد.. موميكا يحرق نسخة من المصحف مجددا والشرطة تعتقل 15 شخصا حاولوا الاعتراض

العراقي سلوان موميكا الذي أحرق نسخا من المصحف الشريف في السويد
العراقي سلوان موميكا الذي أحرق نسخًا من المصحف الشريف في السويد (غيتي - أرشيفية)

اعتقلت الشرطة السويدية، اليوم الأحد، 15 شخصًا كانوا يحاولون منع اللاجئ العراقي سلوان موميكا المقيم بالعاصمة ستوكهولم من حرق نسخة من المصحف الشريف الذي يثير منذ أسابيع غضبًا واسعًا في العالم الإسلامي بسبب تدنيسه القرآن.

ووقع الحادث، اليوم الأحد، في إحدى الساحات العامة لمدينة مالمو (جنوب) في منطقة فارنهيمستورجيت وهي موطن لكثافة سكانية مسلمة، وأوضحت قناة “أس في تي” التلفزيونية أن نحو 200 شخص كانوا موجودين في المكان.

وأكدت الشرطة في بيان أن عددًا منهم “أبدوا امتعاضهم بعدما قام موميكا بإحراق المصحف”، وأشارت إلى أن الأجواء شابها تشنج تحوّل الى “شغب عنيف”.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن إلقاء بعض الحاضرين الحجارة نحو موميكا.

وأظهرت مقاطع “فيديو” على منصات التواصل، أشخاصًا يحاولون اختراق طوق نصبته الشرطة قبل أن يتم اعتقالهم، في حين حاول شخص اعتراض سيارة للشرطة كانت تنقل موميكا بعيدًا من المكان.

وأثار موميكا موجة غضب عارم في العديد من دول العالم العربي والإسلامي مذ بدأ يقيم تحركات لحرق المصحف في يونيو/حزيران الماضي.

وتُرجم ذلك بسلسلة تحركات احتجاجية أعنفها في بغداد حيث أضرم محتجون النيران في مبنى السفارة السويدية، كما استدعت دول عدة مبعوثي السويد لديها لإبلاغهم احتجاجات رسمية.

من جهتها، أدانت الحكومة السويدية حرق المصحف، لكنها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع، ولا يمكنها بالتالي عدم الترخيص لهذه التحركات، وأشارت إلى أنها ستدرس الخيارات القانونية لمنع التحركات التي تتضمن حرق النصوص في ظروف معينة.

كما أعلنت الدنمارك التي شهدت أيضًا تحركات لحرق المصحف، عزمها على سنّ قانون يحظر ذلك بعد الاضطرابات التي سجلت في دول مسلمة بسبب تدنيسه.

خسائر مالية

وأمس السبت، قالت وسائل إعلام سويدية إن الأعمال المتكررة لحرق المصاحف في الأشهر التسعة الماضية كلّفت البلاد قرابة 200 ألف دولار.

وأدت الأعمال الاستفزازية المتمثلة في حرق القرآن الكريم من قبل السياسي السويدي الدنماركي راسموس بالودان، واللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي يقيم بالعاصمة ستوكهولم، إلى خسارة الدولة 2.2 مليون كرونة سويدية (نحو 199.300 دولار)، وفقًا تقرير لإذاعة “Sveriges Radio” المحلية.

وأوضح التقرير أن “هذه الاستفزازات والاعتداءات كبدت حكومة السويد تلك التكاليف المادية على خلفية نشر المزيد من ضباط الشرطة وتعطيل قيام العديد منهم بواجباتهم الاعتيادية”.

سلوان موميكا في حراسة الشرطة السويدية أثناء مظاهرة لحرق المصحف الشريف في يوليو/تموز 2023(غيتي – أرشيفية)

ووفق أحدث استطلاع أجرته شركة “SIFO”، فقد ارتفعت نسبة السويديين الذين يؤيّدون فرض حظر على حرق القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة لدى مختلف المعتقدات باتت أعلى بنقطتين من الاستطلاع السابق، لتصبح 53%.

في المقابل، أيّد 37% “حرق الكتب المقدسة ضمن نطاق حرية التعبير”، فيما لم يُبد الباقون رأيًا محددًا، بحسب الاستطلاع ذاته.

وشمل الاستطلاع 1291 مواطنًا سويديًا تم اختيارهم عشوائيًا في المدة من 15 إلى 27 أغسطس/آب المنصرم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات