واشنطن وبرلين تعلّقان بعد ربط أردوغان عضوية السويد في “الناتو” بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي

أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال تدعم مساعي وتطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوربي.

وأكد مكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي تخص الطرفين، مشددًا على أن “نقطة تركيزنا حاليًّا” هي السويد المستعدة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر “دعمت الولايات المتحدة على مدى سنوات تطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوربي ونواصل دعمها”، مضيفًا “لكننا لا نرى أن ذلك يجب أن يكون عائقًا أمام انضمام السويد إلى الناتو”.

يأتي ذلك عقب تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طالب فيها بتمهيد الطريق لعضوية تركيا في الاتحاد الأوربي أولًا، وبدورها تمهد أنقرة الطريق أمام عضوية السويد في الناتو، في شرط سارعت برلين إلى رفضه وكذلك واشنطن.

والاثنين، قال أردوغان إنه سيدعم عضوية السويد في الناتو إذا أعاد الاتحاد الأوربي إطلاق مفاوضات انضمام تركيا إلى التكتل القاري.

وأتى ربط أردوغان بين هذين الملفين عشية قمة للحلف تستضيفها العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ويرغب قادة الناتو في الظهور خلالها موحَّدين في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف “أولًا، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي ثم نفتحه أمام السويد، تمامًا كما فتحنا الطريق أمام فنلندا”.

وأضاف “هذا ما قلته للرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما تحدثنا هاتفيًّا، الأحد”.

ومن المقرَّر أن يلتقي أردوغان نظيره الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، على هامش قمة الناتو في ليتوانيا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يسار) ونظيره الأمريكي جو بايدن (رويترز)

بدورها، سارعت ألمانيا إلى رفض الشرط التركي، مؤكدة أنه لا علاقة بين هاتين المسألتين.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحفي في برلين “يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين”، مؤكدًا أنه “لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي” الذي يعرقله الرئيس التركي منذ أشهر.

لكنّ شولتس رأى في تصريحات أردوغان “رسالة إيجابية” مفادها أن منح الضوء الأخضر لعضوية السويد “ممكن في المستقبل القريب”.

ويرى أردوغان أن الدول ذاتها التي تعرقل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، تضغط على أنقرة للموافقة على عضوية السويد في الناتو.

وقال “أود تأكيد حقيقة واحدة. تركيا تنتظر أمام بوابة الاتحاد الأوربي منذ 50 عامًا”.

وأضاف “جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي تقريبًا أعضاء في الاتحاد الأوربي. وأنا الآن أخاطب تلك الدول التي تجعل تركيا تنتظر منذ أكثر من 50 عامًا، وسأخاطبهم مجددًا في فيلنيوس”.

وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تُصدّقا بعدُ على عضوية السويد.

جدير بالذكر أن تركيا قدّمت ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوربية -سلف الاتحاد الأوربي- في عام 1987.

ونالت تركيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد في 1999، وأطلقت رسميًّا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.

لكن المفاوضات توقفت في 2016 على خلفية مخاوف أوربية بشأن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات