أردوغان.. ولاية جديدة وتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حضوره أداء نواب البرلمان الجديد القسم (الأناضول)

يؤدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمام البرلمان، اليوم السبت، ليبدأ مهام ولاية جديدة تمتد 5 سنوات قادمة، بعد معركة انتخابية صعبة وشاقة.

وتأتي على رأس التحديات التي تواجه أردوغان في ولايته الجديدة، الأزمة الاقتصادية وما يرتبط بها من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض سعر العملة المحلية، التي كانت أهم محاور المعركة الانتخابية في تركيا.

التضخم

وقال الرئيس التركي في خطاب النصر الذي ألقاه في أنقرة بعد إعلان فوزه في الانتخابات، إن “الموضوع الأكثر إلحاحا في الأيام المقبلة هو تخفيف المشاكل الناجمة عن ارتفاع الأسعار نتيجة التضخم وتعويض تأخر النمو”.

وتنبأ أردوغان بتراجع التضخم، الذي بلغ حوالي 44% في أبريل/ نيسان، وقال إن التضخم الذي بلغ ذروة 24 عاما وسجل 85% العام الماضي، قبل أن يبدأ التراجع، هو القضية الأكثر إلحاحا بالنسبة له في تركيا.

وأدت معدلات التضخم المرتفعة وتراجع قيمة العملة إلى زيادة أعباء المعيشة على المواطنين، وارتباك أصحاب الأعمال، من مستثمرين ومدخرين، وهو ما دفع العديد منهم إلى إعادة حساباته بشكل مستمر.

وقال أردوغان خلال الاجتماع العام السنوي لاتحاد الغرف والتبادل السلعي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة عازمة على اتخاذ خطوات لحماية المواطنين من ارتفاع التضخم وتخفيضه ليصبح في خانة الآحاد لتخفيف هذا العبء عن كاهل الشعب، وإن الحكومة ستجذب الاستثمارات إلى تركيا.

بلغ معدل التضخم حوالي 44% في أبريل/ نيسان (رويترز)

سعر الليرة

وشهدت الليرة التركية تراجعا حادا ليلة الخميس الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 22.95 أمام الدولار خلال ساعات شحّ السيولة، لتعود في الصباح وتسجل 20.75.

وفقدت الليرة نحو 18% من قيمتها منذ بداية العام الجاري، وفقدت 30% عام 2022 و44% عام 2021، وإجمالا فقدت الليرة ما يزيد على 90% من قيمتها على مدى العقد المنصرم خلال نوبات من الازدهار والكساد الاقتصادي في ظل تضخم جامح.

وفي ظل هذه التحديات تأتي أخبار إيجابية عن الاقتصاد التركي من حيث ارتفاع معدلات النمو، وزيادة الصادرات، وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن الاقتصاد التركي نما بـ4% في الربع الأول هذا العام، متجاوزا التوقعات.

وجاء النمو على الرغم من تداعيات الزلازل المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في فبراير/ شباط.

وأعلن وزير التجارة التركي محمد موش ارتفاع حجم صادرات البلاد خلال مايو/ أيار الماضي بنسبة 14.4% لتبلغ 21.7 مليار دولار.

وأوضح موش عبر حسابه على تويتر، أمس الجمعة، أن حجم الصادرات خلال مايو الماضي هو الأعلى قيمة على الإطلاق في أشهر مايو السابقة، مؤكدا أن الصادرات لا تزال هي القوة الدافعة للنمو في تركيا.

وزادت الصادرات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 0.25 إلى 102.52 مليار دولار.

فقدت الليرة ما يزيد على 90% من قيمتها على مدى العقد المنصرم (غيتي)

مكتسبات عقدين

حقق أردوغان وحكومته إنجازات اقتصادية عديدة على مدار العقدين الماضيين، أحدثت نقلة تنموية ملحوظة للبلاد، وأصبحت تركيا عضوًا في مجموعة العشرين، وتضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي، وشهدت البلاد طفرة ملحوظة في البنية الأساسية في مجالات التعليم والصحة والنقل والإسكان والطاقة والصناعة.

وارتقى الاقتصاد  التركي من المركز الـ18 إلى المركز الـ11 على مستوى العالم في الفترة من عام 2003 إلى عام 2021، بحسب مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في تركيا لعام 2002 كان لا يتجاوز 3600 دولار سنويًّا، وقد توقع وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي أن يتجاوز دخل الفرد السنوي في البلاد أكثر من 12 ألف دولار في العام الجاري.

الطاقة

وفي مجال الطاقة ضخت الحكومة الغاز الطبيعي المكتشف للمرة الأولى في التاريخ في شبكة الاستهلاك المحلي، وبلغت احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة في البحر الأسود 710 مليارات متر مكعب، وهي كمية تكفي استهلاك المنازل التركية طوال 35 عاما كاملة.

وأدت اكتشافات الغاز والبترول إلى تخفيض فاتورة واردات الطاقة التركية التي تبلغ 40 مليار دولار سنويًّا، وهبطت واردات تركيا من الطاقة خلال أشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 23.6% على أساس سنوي.

الصناعة

ويكفي للتدليل على ما شهدته تركيا من تطور في مجال الصناعة تدشين السيارة التركية “توغ” بمكونات محلية تزيد على 80%، والتطور في مجالات الصناعات الدفاعية الذي جعل تركيا تملك إحدى أسرع صناعات الدفاع والطائرات المتطورة في العالم.

وارتفع عدد الشركات التركية الناشطة في مجال الصناعات الدفاعية من 56 شركة عام 2002 إلى أكثر من 2000 شركة مع نهاية 2022  وارتفعت قيمة الصادرات الدفاعية من 248 مليون دولار قبل 20 عاما، إلى 4.4 مليارات دولار عام 2022 محققة رقما قياسيا.

السفينة التركية أناضولو إضافة مهمة للقوات البحرية
حاملة الطائرات التركية أناضولو إضافة مهمة إلى القوات البحرية (الأناضول)

النقل والتعليم

وفي مجال النقل ارتفع عدد المطارات في تركيا من 39 مطارا عام 2002 إلى 63 مطارا حاليا، كما أضيف نحو 68 ألف كيلومترا من الطرق الجديدة إلى شبكة الطرق في عموم البلاد.

وفي مجال التعليم أصبحت تركيا تحتل المرتبة الأولى أوربيا من حيث عدد الطلاب الجامعيين، وارتفع عدد الجامعات من 35 جامعة عام 2002 إلى 220 جامعة حاليا، وارتفع عدد المدارس من 30 ألف مدرسة عام 2002 إلى 85 ألف مدرسة حاليا.

المصدر : الجزيرة مباشر