التايمز: اشتباكات غزة اختبار صعب لحكومة نتنياهو المتطرفة

القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

قال تقرير لصحيفة التايمز البريطانية، اليوم الأربعاء، إن الاشتباكات الأخيرة في قطاع غزة “اختبار صعب لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

وأضاف التقرير الذي أعدته شيرا روبين، الصحفية المختصة بشؤون الشرق الأوسط والشؤون الفلسطينية، أن الاختبار المقصود هو كيفية تعامل الحكومة اليمينية المتشددة في إسرائيل مع الصواريخ التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تحكم قطاع غزة.

وأوضحت شيرا أن وزراء عدة في حكومة نتنياهو، معروفين بمواقفهم المتطرفة، طالبوا كثيرًا الحكومات السابقة، بالرد بعنف على الفلسطينيين، بما في ذلك اغتيال أبرز قيادات حماس، وهو الأمر الذي يتوقع أن يصعد الموقف بشكل درامي.

وتقول شيرا “حتى الآن الرد المحدود، ووقف إطلاق النار الذي أوقف العمليات العسكرية يتسق مع النمط السائد لهذه الاشتباكات، ففي المدن الجنوبية، معقل الأحزاب المتطرفة، قضى السكان الليل في المخابئ، معبرين عن خيبة الأمل في رد فعل الحكومة المتراخي”.

وينقل التقرير عن عمدة مدينة سديروت الجنوبية، ألون دافيدي، قوله “هل شكّل نتنياهو هذه الحكومة لأجل هذا؟” مضيفًا في لقاء إذاعي “لا يمكنك إقرار الأمن بهذه الأفعال الضعيفة”.

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي (رويترز)

وتشير الصحفية إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد إعلان استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، الذي كان يقبع رهن اعتقال السلطات الإسرائيلية، بعد خوضه إضرابًا عن الطعام استمر نحو 87 يومًا، واعتبار الفلسطينيين أن ما جرى كان بمثابة “قتل متعمد” من قبل إسرائيل، وبالتالي أطلق المسلحون أكثر من 100 صاروخ من قطاع غزة، باتجاه إسرائيل.

وأضاف التقرير أن إسرائيل من جانبها استهدفت 16 موقعًا، ضمن موجتين منفصلتين من الغارات الجوية، وصفها الجيش الإسرائيلي، حسب ما قال الناطق باسمه، دانييل هغاري، بأنها “استهدفت كل هدف اخترناه مسبقًا”.

وتقول الصحفية إن وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة من الولايات المتحدة وقطر ومصر، حسب تأكيدات إسرائيلية، صمد بشكل كبير باستثناء إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ناقلة عن محللين إسرائيليين قولهم إن المواجهات مع غزة تمهد الساحة لتصعيد كبير بسبب وجود مسؤولين متطرفين على رأس مؤسسات أمنية إسرائيلية.

وتشير شيرا إلى أن بين هؤلاء المسؤولين، بتسلئيل سموتريتش، الذي يحظى بموقع متميز في وزارة الدفاع، وكذلك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي طالب لسنوات “بدحرجة الرؤوس في غزة”، لكنهما لم يصدرا أي رد فعل معلن منذ بداية الاشتباكات صباح الثلاثاء، رغم أن حزب (القوة اليهودية) الذي يتزعمه بن غفير، أعلن أنه سيقاطع جلسات البرلمان الإسرائيلي، (الكنيست) بسبب ما وصفه “برد إسرائيل الضعيف على الصواريخ”.

وتوضح شيرا أن ذلك يأتي في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل التصعيد على جبهات عدة معقدة، وسلسلة من التحديات بينها ظهور جماعات مسلحة في الضفة الغربية التي تكتظ بالشباب الصغير السن الرافض للواقع، والناقم على القيادات الفاسدة، الذين يتأجج الغضب في صدورهم بسبب الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، لقرى الضفة وقتل من تصفهم بالمسلحين.

وتضيف أن هناك أيضًا جهود حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة لتدعيم ترسانتهما الصاروخية، رغم الحصار المفروض على القطاع من قبل إسرائيل ومصر، بينما على الساحة الداخلية تشهد إسرائيل أسوأ انقسام مجتمعي، في تاريخها بسبب مشروع قانون الإصلاح القضائي، الذي ترغب حكومة نتنياهو في تمريره من الكنيست، وأدى لحال عصيان بين مئات الآلاف من المواطنين بينهم جنود، ورتب عالية في جيش الدفاع، الذين يرون أن القانون المقترح يدفع إسرائيل لتصبح نظامًا ديكتاتوريًا.

وتختم شيرا بالقول إن قائد حركة حماس إسماعيل هنية، قال صباح الأربعاء إن إسرائيل لم تعد جثمان عدنان لأسرته كي تقوم بمراسم الدفن، مؤكدًا أن الحركة “لن تتردد في القيام بواجبها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.

المصدر : صحف بريطانية