فورين بوليسي: فوز أردوغان بولاية جديدة قد يعني 5 سنوات أخرى من الصداع لأمريكا والناتو

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحيي مؤيديه لدى وصوله لحضور اجتماع في إسطنبول (رويترز)

في سياق الحملة التي شنتها صحف غربية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصفت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت أخيرًا في بلاده بأنها كانت “حرة ولكن غير نزيهة”.

وأضافت المجلة “أداء أردوغان القوي في الجولة الأولى قد يعني خمس سنوات أخرى من الصداع لواشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وعزت المجلة، في المقال الذي كتبته إيما أشفورد بمشاركة ماثيو كرونيغ، عدم قدرة المعارضة على حسم الانتخابات من جولتها الأولى إلى ضعف مرشحها كمال كليجدار أوغلو، وعدم تمتعه بالشخصية الجديدة القادرة على منافسة أردوغان وتقديم البديل لغالبية الشباب التركي.

وأشارت المجلة إلى أن وجود الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرطاش في السجن، ربما يكون أحد الأسباب التي قللت من فرص المعارضة في تشكيل جبهة قوية خلال الجولة الأولى من السباق الانتخابي.

جدير بالذكر أن دميرطاش تم توقيفه عام 2016، في إطار اتهامات بالإرهاب وأحداث الشغب التي وقعت خلال الأيام من 6 إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول 2014، بمشاركة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة “تنظيمًا إرهابيًّا”.

وتابع المقال أن إدارة بايدن تفضّل كليجدار أوغلو لأنه وعد بسياسة موالية للغرب في حال وصوله إلى سدة الحكم، لكن إذا فاز أردوغان بجولة الإعادة فلن يكون بمقدور واشنطن سوى التعامل معه في نهاية المطاف.

وذهب الكاتبان إلى أن تركيا استطاعت خلال الفترة الأخيرة أن تثبت أن لها دورًا محوريًّا في المنطقة لا يمكن تجاهله، لا سيما عقب جهود الوساطة التي قامت بها بين روسيا وأوكرانيا، بشأن توقيع اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود.

وتوقع الكاتبان أن توافق أنقرة على انضمام السويد إلى الناتو، وذلك في القمة المقبلة للحلف المقررة في العاصمة الليتوانية يومي 11 و12 من يوليو/تموز المقبل، رغم إعلان الرئيس التركي مرارًا رفضه هذه الخطوة.

يشار إلى أنه بدا واضحًا في العناوين الرئيسية لكبريات الصحف والمجلات في الدول الغربية خلال تغطيتها الانتخابات التركية، وصفُ أردوغان مرارًا وتكرارًا بأنه “زعيم مستبد وديكتاتور”.

وسجلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، التي جرت الأحد الماضي، نسبة مشاركة تاريخية بلغت نحو 89%، متفوقة على ما حققته كبرى الديمقراطيات العريقة في العالم خلال السنوات الماضية.

المصدر : فورين بوليسي