زوجة الشهيد خضر عدنان تكشف وصيته الأخيرة (فيديو)

مع مطلع اليوم الـ87 من الإضراب عن الطعام، خرج الخبر المؤلم من سجون الاحتلال باستشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان (45 عامًا) ليمثل صدمة لزوجته وأبنائه الـ9 ولكل فلسطين التي أعلنت حدادًا عاما وشهدت مسيرات ووقفات غضب عديدة.

وخلال لقاء صحفي اليوم الثلاثاء، كشفت رندة موسى زوجة الشهيد خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، عن وصية الشيخ وكلماته الأخيرة، التي شدد فيها ألا يُشرّح جسده وألا يلمس الاحتلال هذا الجسد.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وهي جهة رسمية) قد أفادت بأن سلطات الاحتلال نقلت جثمان الشهيد إلى معهد الطب العدلي في “أبو كبير”، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن متحدث باسم الهيئة أن هذا لا يعني تشريح الجثمان.

وقالت زوجة عدنان إن الشيخ رفض على مدار 86 يوما إجراء أيّ فحوص طبية وأيّ نوع من المدعّمات ولو مجرد قياس النبض “لأنه لا يريد أن يلمسه أيّ إسرائيلي ونحن كعائلة لا نريد لهذا الجسد الطاهر أن يلمسه أحد غيرنا”.

أقصى ما تمنّى

وتابعت “اليوم الشيخ نال أقصى ما تمنى، نال الشهادة. نتمنى من الله أن نتمكن من إلقاء نظرة الوداع على الشيخ وأن نزفه شهيدًا إن شاء الله، نسال الله أن يثبتنا ويصبرنا كأم وأبناء”.

وقالت بحسرة “شعور مؤلم ومحزن، شعور صعب أنك توصل معلومة لأولاد صغار أن والدهم استشهد”. وعن وصيته لأبنائه، قالت “أوصاهم بالمحافظة على الصلاة والطاعة وحب الوطن وحب الجهاد والصبر عند وقوع البلاء”.

اللقاء الأخير

وعن آخر مرة رأوا فيها الشيخ، قالت كان يوم الأحد في المحكمة عن طريق الفيديو كونفرانس، كانت كلماته قليلة جدًّا، لم يستطع الكلام أصلًا، كان لسانه ثقيلًا، لكن كانت رسالته واضحة”.

وتابعت “عندما تحدث له أخوه وطلب منه أخذ بعض المدعّمات حتى يحافظ على حياته هز رأسه بالرفض والاعتراض، وقال بالحرف الواحد عندما أخبره المحامي أن الجلسة أُجلت ليوم 10 مايو/ أيار الجاري، رد وقال له: أنا بكون شهيد”.

الحرية تليق بنا

وللمقاومين والسائرين على درب الشيخ، قالت زوجة عدنان إن 86 يومًا من الإضراب تعادل أكثر من 86 عملية اغتيال تعرض لها قادة وعناصر كبار في حركات المقاومة، وقد تعرّض كل يوم ولحظة خلالها إلى الموت.

وتابعت “رسالتنا لكل أحرار العالم، لكل من أحب الشيخ وأحبوه، لكل من يؤمن بحقنا في هذه الأرض، الشيخ كانت رسالته واضحة من الإضراب عن الطعام هذا: نحن أحرار ولم نُخلق إلا أحرارا، والحرية تليق بنا، السجون لم تُخلق لنا، إن كان ظاهر الأرض لا يتسع لنا فباطن الأرض أولى بنا، هذه كانت رسائل الشيخ الأخيرة لنا وهذا ما كان يصبرنا به والحمد لله أن رزقه الشهادة”.

إلى كل من خذل الشيخ

واستطردت “لكن يا حسرتي وأسفي على كل من خذل الشيخ كيف سينام وكيف سيهدأ له بال وكيف سينام من عذاب الضمير عندما يجلس بين أبنائه ويكون في يوم من الأيام خذل الشيخ وقصر معه؟!”.

وزادت متحسرة “كل من تقاعس في نصرة عدنان، خذل الشيخ. كل من كان بيده أمور القوة وموازين الضغط ولم يفعلها، خذل الشيخ. كل من شاهدنا نحن وأبناءه التسعة على دوار المنارة نفترش الأرض ونلتحف السماء، خذل الشيخ. كل من كان يسمع هتاف أبنائه ولم يتحرك ساكنه وبقي جالسا في بيته، خذل الشيخ. كل حر فلسطيني يؤمن بحقنا في الحرية ولم يقدم شيئا لهذه الحرية، خذل الشيخ”.

الإضراب السادس والأخير

وحسب نادي الأسير، فإن الشهيد خضر عدنان -من بلدة عرابة جنوب جنين- هو أول أسير يستشهد خلال إضراب فردي، إذ إن جميع من ارتقوا قبله جراء إضراب عن الطعام كانوا ضمن إضرابات جماعية. ونفّذ عدنان 5 إضرابات سابقًا، وهذا الإضراب السّادس الذي ينفّذه على مدار سنوات اعتقاله، وهو أطول إضراب يخوضه.

وتعرض الشيخ عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو 8 سنوات معظمها رهن الاعتقال الإداري، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية.

وباستشهاد الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيدًا، منذ عام 1967، 75 منهم نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء).

المصدر : الجزيرة مباشر