شاهد: الكلمة الكاملة لبشار الأسد في القمة العربية بالسعودية

شهدت القمة العربية المنعقدة اليوم الجمعة في جدة، مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وبمشاركة أولى لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد غياب عن القمم السابقة منذ 2011، وحضور للرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي.

واعتبر الأسد أن القمة العربية الحالية “فرصة تاريخية” لإعادة العلاقات بين الدول العربية، مطالبًا بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للشعوب، ومهاجمًا تركيا والاحتلال الإسرائيلي.

وبدأ الأسد كلمته “من أين يبدأ المرء حديثه؟ والأخطار لم تعد محدقة، بل محققة، عندما تتراكم العلل يمكن للطبيب أن يعالجها فرادى، شرط أن يعالج المرض الأساسي المسبب لها، علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا، وتنتج أزماتنا، كي لا نغرق ونُغرق الأجيال القادمة في معالجة النتائج لا الأسباب”.

“فرصة تاريخية”

وأضاف أن “التهديدات فيها مخاطر وفيها فرص، ونحن اليوم أمام فرصة تبدل الوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب، كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والشركاء، لدينا فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي، مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة”.

وتابع “يجب علينا التعريف بهويتنا العربية وببعدها الحضاري، وهي تتهم زورًا بالعرقية والشوفينية بهدف جعلها في حالة صراع مع المكونات الطبيعية القومية والعرقية والدينية، فتموت وتموت معها مجتمعاتنا بصراعها مع ذاتها لا مع غيرها”.

الهجوم على تركيا

وأوضح “العناوين كثيرة، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربيًا بحق الشعب الفلسطيني المقاوم، ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي، المطعم بنكهة إخوانية منحرفة، ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية”.

وأوضح “أما عن القضايا التي تشغلنا يوميًا من ليبيا إلى سوريا مرورًا باليمن والسودان، فلا يمكننا معالجة الأمراض عبر معالجة الأعراض، فكل تلك القضايا هي نتائج لعناوين أكبر لم تعالج سابقًا”.

وأضاف “أما الحديث في بعضها، فهو بحاجة إلى معالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى، واستعادة الجامعة لدورها كمرمّم لجروح لا كمعمّق لها”.

“الشعوب قادرة على تدبير شؤونها”

وهاجم بشار التدخلات الخارجية، وقال “لكن الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصرًا”.

أما عن سوريا، فقال بشار “فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، لكنها عروبة انتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه”.

وتابع “نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي-العربي، والعربي الإقليمي والدولي، والذي توج بهذه القمة، والذي أتمنى أن تشكل بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا، والتنمية والازدهار، بدلًا من الحرب والدمار”.

واختتم رئيس النظام السوري كلمته بتوجيه الشكر للوفود العربية، وقال “أتوجه بالشكر لرؤساء الوفود الذين عبّروا عن المودة المتأصلة تجاه سوريا وأبادلهم بالمثل، كما أشكر خادم الحرمين الشريفين على الدور الكبير الذي قام به والجهود المكثفة التي بذلها في تعزيز المصالحة في منطقتنا، ولإنجاح هذه القمة”.

المصدر : الجزيرة مباشر