انتخابات تركيا.. سياسيون يتعهدون بإعادة السوريين لكن إلى أين؟

مظاهرات شعبية في الذكرى السنوية الـ12 للثورة السورية في إدلب (الأناضول)

قال موقع (ميدل إيست آي) البريطاني إن عددًا كبيرًا من سكان مدينة إدلب السورية يواجهون مستقبلًا غامضًا، ويشعرون بالقلق واليأس جراء وجود خطط تركية لإعادة جميع اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

ومع توجّه تركيا إلى صناديق الاقتراع في نهاية هذا الأسبوع، وعدت كل من الحكومة والمعارضة بإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في البلاد، لكن السوريين في إدلب يتساءلون عن كيفية القيام بهذه الخطوة غير المضمونة، في ظل الظروف القاسية التي تعيشها سوريا بعد 12 عامًا من الحرب.

ونقلت الصحيفة عن إسماعيل، صاحب متجر صغير بمخيم (مشهد روحين) في إدلب، قوله إن “نحو 40 ألف شخص من سكان المخيم لا يريدون سوى البقاء على قيد الحياة في المخيم”. وتساءل “من سيرغب في العودة؟ لا توجد بنية تحتية ولا تعليم ولا وظائف”.

وقال شاب آخر في العشرينات “نحن نعيش في فقر مدقع لكن غير مستعدين للعودة”.

وأوضحت الصحيفة أن مدينة إدلب التي كانت ذات يوم معقلًا للمعارضة السورية، تسيطر عليها جماعة هيئة تحرير الشام، وأن المدينة مقسمة بين قوات الأمن التركية، والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وهيئة تحرير الشام.

أفراد من الجيش التركي في سوريا (وكالة الأناضول)

خطط العودة

وبدأت تركيا في عام 2020 بناء منازل حجرية في أجزاء مختلفة من إدلب، بهدف إعادة توطين ما يقرب من 4 ملايين لاجئ في البلاد. ومع ذلك، فقد ارتفع عدد سكان محافظة إدلب بالفعل أكثر من الضعف منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

وتعهّد كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وتحالف المعارضة بالبدء في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وجعل تحالف المعارضة العودة إلى الوطن إحدى ركائز برنامجه، متعهدًا بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في غضون عامين في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ولم تكشف المعارضة التركية عن أي خارطة طريق مفصلة، إلا أن كمال كليجدار أوغلو -زعيم حزب الشعب الجمهوري والمرشح الرئاسي المشترك لتحالف المعارضة- أعلن في مقطع فيديو أن حكومته ستحل “مشكلة اللاجئين” بطريقتها خاصة.

وقال كليجدار أوغلو إن تركيا ليس لديها موارد طبيعية واقتصادية كافية لمواصلة استيعاب ملايين اللاجئين.

وأضاف “سنعيد السوريين إلى وطنهم في غضون عامين من خلال إجراء محادثات مع الاتحاد الأوربي ودول البحر الأبيض المتوسط والحكومة السورية”.

حلول غير واقعية

ويعتقد العديد من الخبراء أن وعد “العودة” غير واقعي، ولا يتوافق مع الحقائق على الأرض.

وذكرت الصحيفة أنه لا يمكن للحكومة التركية ولا المعارضة إعادة السوريين، لأن الأمر يتعلق بأكثر من 3 ملايين شخص قدموا من مناطق مختلفة في سوريا خلال 6 أعوام.

وقالت إن النظام السوري لا يرغب أبدًا في الترحيب بملايين الأشخاص الذين ليس لديه معلومات استخباراتية عنهم منذ سنوات، كما أن النظام ذاته سبق أن صادر الأراضي والمنازل المهجورة من خلال وضع أنظمة قانونية.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي