ما هي قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني؟ (فيديو)

عادت قوات الدعم السريع في السودان إلى سطح الأحداث، في ظل اشتباكها عسكريا مع الجيش، جراء خلاف محتدم بشأن شروط دمج ذلك التشكيل في القوات المسلحة.

وقال بيان للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع هاجمت قواته، السبت، في مواقع مختلفة، بينما قالت قوات الدعم السريع إن الجيش حاصر إحدى قواعدها وأطلق نيران الأسلحة الثقيلة.

يأتي ذلك بعد أيام شهدت توترا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تتمتع بنفوذ كبير، مما أثار المخاوف من حدوث مواجهة.

في ما يلي تفاصيل عن قوات الدعم السريع:

الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” هو قائد قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم.

انبثقت القوات مما يُسمى مليشيا الجنجويد المسلحة، التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور، واستخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير الحاكم حينئذ لمساعدة الجيش على إخماد تمرد.

نمت القوات بمرور الوقت، واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.

وتواجه تلك القوات اتهامات بارتكاب انتهاكات في دارفور وضد المشاركين في احتجاجات سبتمبر/أيلول 2013، التي راح ضحيتها العشرات في الخرطوم، وكذلك خلال فض اعتصام محتجين قرب القيادة العامة للجيش بالعاصمة في يونيو/حزيران 2019، وهو ما تنفيه قياداتها.

قوات الدعم السريع السودانية (الفرنسية – أرشيف)

بدءا من 2015، شرعت قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في إرسال قوات للاشتراك في الحرب في اليمن.

وفي يناير/كانون الثاني 2017، أجاز البرلمان قانون قوات “الدعم السريع” لتنتقل تبعيتها من جهاز الأمن والمخابرات إلى الجيش وقائده حينها البشير.

في أبريل/نيسان 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقّع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

البرهان “يمين” وحميدتي “وسط” (غيتي)

قبل التوقيع في 2019، اتُّهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المناصرين للديمقراطية، واتُّهم أيضا جنود قوات الدعم السريع بممارسة العنف القبلي، مما أدى إلى رفع حميدتي الحصانة عن بعضهم للسماح بمحاكمتهم.

دعمت قوات الدعم السريع الإجراءات الاستثنائية التي أقرها البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021. وقال حميدتي لاحقا إنه يأسف لما حدث، وعبّر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.

في 2022، زار حميدتي روسيا عشية هجومها على أوكرانيا، وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.

مبكرا، حددت “الدعم السريع” موقفها من “الاتفاق الإطاري” السياسي، الذي جرى توقيعه في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إذ أعلن حميدتي دعمه للاتفاق بوصفه “المخرج الوحيد للأزمة” في البلاد.

وفي أكثر من مناسبة، أعلن حميدتي أنه لا يمانع دمج قوات “الدعم السريع” في الجيش لتكوين جيش وطني واحد في ظل إصلاح أمني شامل.

وقال البرهان، في 17 فبراير/شباط الماضي، إنه يدعم الاتفاق الإطاري “لأن به بندا مهمّا جدّا وهو دمج (قوات) الدعم السريع في القوات المسلحة”.

وكانت تلك -على ما يبدو- إشارة إلى نهاية الحديث عن أن “الجيش والدعم السريع قوة واحدة على قلب رجل واحد، هدفها المحافظة على أمن الوطن” كما كان يردد قادة الطرفين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات