الاحتلال يعلن اعتقال منفذي عملية أريحا.. والأسرى يصعّدون العصيان وسط توتر بسجن النقب (فيديو)

أصيب 3 فلسطينيين بالرصاص الحي، واعتُقل 6 آخرون، اليوم الأربعاء، خلال اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم عقبة جبر جنوب أريحا ومحاصرتها أحد المنازل، في حين يواصل الأسرى خطوات العصيان الجماعي وسط توترات واعتداءات في سجن النقب.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، وحاصرت منزلًا يعود لعائلة المواطن ماهر شلون، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين مما أدى إلى إصابة 3 شبان، أحدهم بجروح خطيرة.

وأفاد أحد ضباط الإسعاف بأن شابًّا أصيب بالرصاص الحي في البطن، وإصابته حرجة، وأن الطواقم حاولت إنعاشه وتقديم العلاج له، إلا أن جنود الاحتلال اعتقلوه.

وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 6 مواطنين بينهم أربعة أشقاء ونجل أحدهم، وجريح، والأشقاء هم: عبد الناصر (55 عاما)، ومحمد (47 عاما)، ونجله صالح (24 عاما)، وماهر (44 عامًا)، وعامر موسى شلون (39 عاما)، وجميعهم أسرى سابقون.

وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا الجريح محمود جمال حمدان بعد إطلاق النار عليه، وإصابته في البطن، في محيط المنزل المحاصر، وأغلقت مداخل المخيم، ومنعت مركبات الإسعاف والصحفيين من الدخول إلى المخيم، واستخدمت مواطنا وطفله درعًا بشريًا.

اعتقال منفذي عملية أريحا

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بإلقاء القبض على منفذي العملية التي قُتل فيها المواطن الاسرائيلي الأمريكي ايلان غانيليس شمال البحر الميت قبل يومين، وأضافت “قُتل أحدهم في تبادل لإطلاق النار”.

وواصلت قوات الاحتلال حصارها المشدد لمدينة أريحا وقراها لليوم الثالث على التوالي، وأعاقت وصول المواطنين إلى المدينة أو الخروج منها، وأجبرهم على الوقوف والانتظار ساعات طويلة، على الحواجز العسكرية التي تقيمها على مداخل المدينة الرئيسة، إضافة إلى إغلاق الطرق الفرعية المؤدية إليها.

وعقب انسحابها من المخيم، استولت قوات الاحتلال على مركبة لأحد المواطنين بعد تحطيم زجاجها.

توتر في سجن النقب

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء، إن حالة من التوتر والاستنفار تسود سجن “النقب”، بعد مهاجمة وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال أقسام السجن، واستخدام الضرب والقوة المفرطة، مما دفع الأسرى إلى حرق غرف في قلعة “ج” .

وأوضحت الهيئة، في بيان صحفي، أن التوتر في المعتقل بدأ جاء بعد محاولة إدارة السجن فرض عقوبات جديدة على الأسرى.

وفي وقت لاحق، سادت حالة من التوتر سجن (نفحة) بعد اقتحام قوات القمع لإحدى الغرف في قسم 14، ونقل الأسير سمير الطوباسي إلى الزنازين بقرار من مخابرات الاحتلال. والأسير الطوباسي (41 عامًا) من جنين، معتقل منذ 2001، ومحكوم بالسجن المؤبد.

قوات الاحتلال تغلق الشوارع المؤدية إلى مدينة أريحا- 28 فبراير (رويترز)

الإرباك الليلي والتكبير

في السياق، يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ16 على التوالي، خطوات العصيان ضد إجراءات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.

وضمن خطواتهم المتصاعدة والمقررة اليوم الأربعاء، ينفذ الأسرى خطوة “الإرباك الليلي” المتمثلة بالطرق على الأبواب والتكبير عند الساعة الـ10 مساءً.

وكان الأسرى قد أغلقوا الأقسام أمس الثلاثاء، حيث توقفت جميع مظاهر الحياة اليومية التي تحكمها أنظمة السجن، وذلك ضمن مسار الاستمرار في الاستعداد لمعركة الإضراب عن الطعام المقررة في الأول من رمضان المقبل.

ومنذ 14 فبراير/شباط الماضي، شرع الأسرى بخطوات نضالية بعد أن أعلنت إدارة السجون، وتحديدًا في سجن (نفحة) البدء بتنفيذ “إجراءات تنكيل” أوصى بها المتطرف بن غفير.

 

إجراءات تعسفية

يُذكر أن الإجراءات التي فُرضت على الأسرى في الآونة الأخيرة تأتي في إطار الهجمة المنظمة التي يقودها المتطرف بن غفير، حسب ما نشرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير.

وتتمثل تلك الإجراءات في التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام بحيث يُسمح للأسرى بالاستحمام في ساعة محددة، كما تم وضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة بسجن (نفحة).

وتشمل الإجراءات أيضًا تزويد الأسرى بخبز رديء، وفي بعض السجون زودت الإدارة الأسرى بخبز مجمد، كما ضاعفت من عمليات الاقتحام والتفتيش بحق الأسرى والأسيرات مستخدمة القنابل الصوتية والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات.

كذلك التصديق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون حرمان الأسرى من العلاج وبعض العمليات الجراحية، وتصديق اللجنة الوزارية التشريعية في حكومة الاحتلال على مشروع قانون يقضي بإعدام الأسرى الذين نفّذوا عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

ومضاعفة عمليات العزل الانفرادي بحق الأسرى، وسحب التلفزيونات من أقسام الموقوفين الذين يقبعون في أقسام ما تسمى “المعبار”.

وأيضًا التصعيد من عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة، وأسرى المؤبدات بشكل خاص، وتهديد بعض السجون المركزية بإغلاق المرافق العامة يومي الجمعة والسبت كما جرى في سجن (النقب).

وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية يناير/كانون الثاني 4780 أسيرًا، منهم 29 أسيرة و160 طفلًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية