أسير فلسطيني محرر بعد 20 سنة: الأسرى يستعدون لـ”أم المعارك” في وجه بن غفير وعصابته (فيديو)

قال الأسير المحرر أحمد جمعة أبو جزر، إن الأسرى في سجون الاحتلال يستعدون لمعركة ستكون كما أطلق عليها الأسير المحرر كريم يونس “أم المعارك” في “وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وعصابته”.

ونقلت كاميرا الجزيرة مباشر احتفالات تحرير الأسير من مدينة رفح، السبت، بعد 19 عامًا ونصفًا من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد أفرجت إدارة السجن عن الأسير قبل 14 يوما على انتهاء مدة اعتقاله.

وتمنى الأسير المحرر أن ترى كل الأمهات فرحة والدته بخروجه من معتقل الاحتلال، وللأسيرات الفرج القريب، مؤكّدًا أنهن يعانين بشدة وأن الاحتلال لا يفرق بينهن وبين الأسرى الرجال ويدخل معهن في اشتباكات عنيفة.

وأوضح أن الأسرى داخل سجون الاحتلال يدخلون في اشتباكات مع قواته على أمور قد يراها من بالخارج بسيطة، وهي احتياجات يومية طبيعية يُمعن الاحتلال في حرمان الأسرى منها بغرض التنكيل بهم.

وأضاف أن الأسرى يدفعون ثمن كل حق أساسي ينتزعونه من إدارة السجون، بأن يجوعوا ويُضربوا ويتعرضوا لمحاكمات جائرة، في حين يعتبر الاحتلال حصولهم على حقوقهم امتيازًا.

فرحة أمّ

وعبّرت والدة أحمد عن فرحتها الكبيرة برؤية ابنها مجددًا، وقالت إنها تلقت مكالمة من داخل السجن أُخبرت فيها بأن ابنها أُطلق سراحه، وزادت الأم “لم أصدق، شعرت بأني أطير من الفرح”.

وزارت أم الأسير المحرر ابنها في سجون الاحتلال الإسرائيلي آخر مرة قبل 5 سنوات وبعدها مُنعت العائلة من الزيارات.

حمدت أم أحمد الله لرؤية ابنها وقالت للجزيرة مباشر إنها تتمنى أن تنعم جميع أمهات الأسرى بهذه اللحظة، وأن يعود الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى عائلاتهم وبيوتهم عاجلا غير آجل.

وقال الأسير المحرر أحمد أبو جزر إنه هو نفسه فوجئ بإطلاق سراحه، إذ تعوّد أسرى قطاع غزة على مرّ السنوات ألا يتم الإفراج عن أي محرَّر يوم الجمعة، فإما قبله بيوم أو بعده بأيام.

وتوقّع الأسير المحرر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتاده إلى المحكمة، إذ أبلغه مدير السجن بأنه سيجري تحويله على قضية جديدة بغرض بث الخوف في نفسه وكسر فرحته، وهو ما لم يحدث، وفق تعبير أحمد.

وأفاد أحمد للجزيرة مباشر، أن الاحتلال تعمّد إطلاق سراحه في التاريخ المقرر حتى يجهض تجهيزات عائلته للاحتفال بعودته، وتابع “لكن والحمد لله رغم تخطيطاتهم كان حجم الفرحة كبيرا وعارما”.

إمعان في التنكيل

ولم يتمكن أبو جزر من توديع زملائه في سجن جلبوع، وقال إنه كان يتمنى توديع جميع إخوته في المعتقل الذين كسروا منظومة الاحتلال الأمنية ووقفوا في وجهه بصورة مُشرّفة رغم طغيانه.

وتحدث الأسير المحرر عما واجهه الأسرى في المعتقل بعد عملية جلبوع من تعذيب وتنكيل، لم يكن الاحتلال يفرق فيهما بين شاب وعجوز؛ إذ عُذّب أسرى تصل سنهم إلى 80 عاما.

وقال الأسير المحرر إنه من الصعب التخلص من تجربة الأسر في فترات بسيطة، إذ ما زال يشعر بأنه داخل المعتقل، وقد اعتقل وسنّه 18 سنة وأُفرج عنه وهو في سن 38.

وقال أحمد إنه غير نادم على دفاعه عن أرضه وقضيته الذي جعله ينفق سنوات في سجون الاحتلال، بل إنه فخور، ولو اقتضى الأمر أن يقضي 20 عامًا أخرى فداءً لفلسطين والقدس لما تردّد.

وقد بدأ بن غفير تشديد القيود على الأسرى كما وعد في دعايته الانتخابية السابقة، إذ أعلن مرارا أنه سيسعى للتضييق على الأسرى الفلسطينيين، والدفع إلى تبنّي الكنيست عقوبة الإعدام.

ومع نهاية 2022، ذكر تقرير مؤسسات شؤون الأسرى الفلسطينية أن عدد الأسرى الذين ما زالوا في السجون بلغ 4700، بينهم 29 أسيرة، و150 طفلا وطفلة، ونحو 850 معتقلا إداريا، و15 صحفيا و5 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة مباشر