“إعلان حرب”.. الرئاسة الفلسطينية تحذر من المساس بالوضع التاريخي للأقصى وقطر تدين محاولات إسرائيل تهويد القدس

قالت الرئاسة الفلسطينية إن خطط إسرائيل "المساس بالوضع التاريخي" للمسجد الأقصى" يمثل "إعلان حرب" (غيتي)

قالت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، إن خطط إسرائيل “المساس بالوضع التاريخي” للمسجد الأقصى في شرقي القدس والحديث عن إقرار الضم لأراض في الضفة الغربية يمثل “إعلان حرب”.

وندد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان بـ”التهديدات الإسرائيلية عبر المطالبة بالسماح بأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، وتحديد موقع لكنيس داخل المسجد الأقصى، وإعلان الحق المتساوي لجميع الأديان في الأقصى، إضافة إلى تصاعد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وحذر أبو ردينة من أن تلك الممارسات إلى جانب عمليات القتل اليومية المدانة للفلسطينيين “سيكون لها عواقب خطيرة على الجميع”.

وقال “جميع هذه القضايا المعقدة تؤسس لمرحلة جديدة متوترة ومضطربة، ستكون بلا شك مرحلة تاريخية مختلفة”.

وأضاف “لذلك على الاحتلال أن يدرك جيدًا أن القدس ستبقى دومًا هي مفتاح الأمن والسلام، وهي الشرط التاريخي الوحيد للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المشتعلة أصلًا”.

اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يصلي عند حائط البراق في البلدة القديمة بالقدس (غيتي)

وتابع “الاختبار الحقيقي للإدارة الأمريكية هو موقفها من سياسة وتوجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلية الحالية المتطرفة، وموقفها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار رقم 2334، خاصة تصريحات الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن التي تقول إن (الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين) وإنها ستحافظ على التزامها بتعزيز تدابير متساوية من الحرية والعدالة والأمن والازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.

وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أنه “حان الوقت لتحويل هذه الأقوال إلى حقيقة على الأرض قبل فوات الأوان”، محذرًا من أن مثل هذه السياسات الخطيرة إذا لم يتم وقفها بضغط أمريكي جدي، فإن ذلك سيؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.

يأتي ذلك بينما أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عزمه دخول المسجد الأقصى في أول خطوة لوزير إسرائيلي منذ نحو 5 أعوام.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية أن بن غفير أبلغ المسؤولين في شرطة الاحتلال أنه يعتزم دخول باحات المسجد الأقصى خلال الأسبوع الجاري.

وكان بن غفير قد تعهد بالعمل على تشريع صلاة اليهود في المسجد الأقصى، معتبرًا أن منعهم من ذلك يُعَد “انتهاكًا لحرية العبادة”.

موقف قطري

من ناحيته، أدان مجلس الشورى القطري محاولات حكومة الاحتلال تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، مطالبًا برلمانات العالم باتخاذ موقف حيال سياسة الاستيطان بوصفها “انتهاكًا سافرًا للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني”.

وأعرب المجلس خلال جلسة أسبوعية عادية عقدها برئاسة حسن بن عبد الله الغانم عن “إدانته واستنكاره لاستمرار محاولات الحكومة الإسرائيلية تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، منبهًا إلى خطورة أنشطة تطوير الاستيطان على عملية السلام وحل الدولتين”.

وأوضح المجلس أن “هذه الممارسات الإسرائيلية تُعَد انتهاكًا واضحًا للمواثيق والقرارات الدولية المتعلقة بوضع مدينة القدس”.

وتأتي تصريحات “الشورى القطري” بعد أيام من نيل حكومة بنيامين نتنياهو ثقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد وتيرة الاستيطان في ظل سلطة يمينية بالكامل لأول مرة في إسرائيل.

وعشية عرض حكومة الاحتلال الإسرائيلية الجديدة على الكنيست لنيل الثقة، أعلن نتنياهو أن حكومته ستعمل على تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، والاعتراف بمرتفعات الجولان منطقة استراتيجية.

وطالب الشورى القطري “البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي وبرلمانات العالم باتخاذ موقف حيال سياسة الاستيطان، باعتبارها اعتداء صارخًا وانتهاكًا سافرًا للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني”.

22 اقتحامًا للمسجد الأقصى

في السياق، قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إن “الاحتلال اقتحم الأقصى 22 مرة من قِبل مستوطنين يهود، خلال ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ومارس سياسته الرامية لتفريغه من أهله، بالإبعاد سواء للمواطنين أو المرابطين أو حراسه وسدنته”.

وأوضح وزير الأوقاف حاتم البكري في بيان أن “أجهزة الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين كثفوا من حملات التحريض على المسجد الأقصى، مع ازدياد وتيرة الاقتحامات خلال الشهر المنقضي”.

وأشار البكري إلى تعليق لافتات عند مدخل باب المغاربة في المسجد الأقصى “تشجع على اقتحام المستوطنين لباحاته وقبة الصخرة، في انتهاك فاضح للوضع القائم في الحرم”.

وذكر أن “قوات الاحتلال أزالت لافتة قديمة كانت الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية قد وضعتها منذ عشرات السنوات، وتحظر على اليهود الدخول إلى الأقصى”.

من جهة أخرى، تحدّث البكري عن أن جيش الاحتلال منع الأذان في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوب) عشرات المرات.

وقال “قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة استهدافها للحرم الإبراهيمي، مانعةً رفع الأذان 51 وقتاً تحت حجج واهية”.

ووفقًا للوزير، فإن “إسرائيل واصلت بناء مصعد كهربائي تهويدي، وإنشاء مسار سياحي في الحرم الإبراهيمي”.

كما أجرى جيش الاحتلال خلال الشهر المنقضي “مناورات لجنوده داخل الحرم الإبراهيمي وساحاته، وقاموا بإشعال النار داخل ساحاته”، وفق المصدر نفسه.

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام.

ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات