“يوم أسود” في تاريخ الصحافة.. استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة يفجّر غضبا عربيا وحزن يعم المنصات

الشهيدة الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة في فلسطين (منصات التواصل)

فور إعلان نبأ استشهادها، تصدّر اسم الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة منصات التواصل العربية وكذلك موقع غوغل، وسط حالة من الحزن المفعم بالغضب بعدما وثّقت لقطات وشهود عيان تعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلها.

وأظهر تسجيل مصوّر اجتاح منصات التواصل الاجتماعي لحظة إصابة واستشهاد شيرين مراسلة الجزيرة في فلسطين، برصاصة مباشرة في رأسها من قنّاص إسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية صباح اليوم الأربعاء.

وقال الصحفيون المرافقون لها إنهم كانوا يقفون في منطقة خالية من المواجهات ومكشوفة لجنود الاحتلال، وكانوا يرتدون سترات الصحافة المعروفة كي يميّزهم جيش الاحتلال.

ولكن بمجرد تقدّمهم نحو منطقة يصعب الرجوع أو الخروج منها حيث الجدار خلفهم وجنود الاحتلال أمامهم، بدأ جيش الاحتلال وقنّاصته إطلاق وابل من الرصاص نحوهم فأصيب الزميل على السمودي ثم الشهيدة شيرين، ومع ذلك لم يتوقف الاحتلال عن إطلاق النار، وهو ما يعني أنه تعمّد استهدافها.

 

حزن وغضب يجتاح المنصات

وتحوّلت المنصات الفلسطينية والعربية إلى ما يشبه دفتر عزاء ورثاء وتأبين للشهيدة التي تحظى بشعبية واسعة بين زملائها في شبكة الجزيرة وفي فلسطين، إذ وهبت حياتها للدفاع عن قضية بلدها العادلة وفضح جرائم الاحتلال.

وعدّد كثير من زملاء الشهيدة مآثرها ومواقفها الفريدة وصمودها في وجه الاحتلال وشجاعتها في نقل الأخبار من قلب الميدان، حتى أصبحت هي اليوم خبرًا لتلتحق بمواكب الشهداء الذين طالما روت لنا حكاياتهم.

يوم أسود و”درّة” جديد

ووصف كثير من الصحفيين هذا اليوم بأنه “يوم أسود وحزين” في تاريخ الصحافة وصفحة جديدة في سجل جرائم الاحتلال، ويصير استشهاد شيرين صرخة جديدة تفضح إسرائيل، وتصبح شيرين نفسها “كلمة” يجوب صداها أرجاء العالم عبر “التغطية المستمرة” منذ عقود لقضية فلسطين.

وشبّه العديد من الناشطين ظروف وملابسات استشهاد شيرين بشكل متعمد، بالمشهد ذاته الذي اغتيل فيه ابن غزة الطفل الأعزل محمد الدرة وهو يحتمي بأبيه خلف صخرة عام 2002 وأشعل استشهاده شرارة الانتفاضة الثانية.

كما وجّه آخرون رسائل عدة إلى المطبّعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد استشهاد ابنة القدس صاحبة الرسالة والقضية الأبدية “مهما ماتت ضمائر وقلوب المطبعين”، وفق تعبير أحدهم.

المقاومة وفقط

وحث آخرون على عدم الاكتراث بما يسمى التحقيقات المستقلة في مقتل شيرين، مؤكدين أن المقاومة هي خير رد وستظل وحدها سلاح الفلسطينيين دائمًا وأبدًا.

واستشهدت صباح اليوم، مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة عندما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية.

يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة (51 عامًا) من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وعلى مدى ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب الاحتلال الإسرائيلي وهجماته واعتداءاته على الشعب الفلسطيني.

 

وُلدت شيرين عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية.

عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في مواقع عدة مثل الأونروا وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونت كارلو، قبل عملها مع قناة الجزيرة الفضائية منذ عام 1997.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل