اجتماع “نادر” بين مديرَي المخابرات الأمريكية والروسية في تركيا.. وهذا أبرز ما ناقشه

أفراد من الجيش الأوكراني يشاركون في برنامج تدريبي بقيادة المملكة المتحدة للقوات المسلحة الأوكرانية (رويترز)

عقد مديرا الاستخبارات الأمريكية والروسية اجتماعا نادرا، الاثنين، في تركيا جددت خلاله واشنطن تحذيرها لموسكو من أي استخدام للسلاح النووي في حربها على أوكرانيا، وأثارت ملف مواطنيها المحتجزين في روسيا.

ويأتي الاجتماع في أنقرة في لحظة فارقة بالحرب الروسية على أوكرانيا بعد انسحاب القوات الروسية الأسبوع الماضي من مدينة خيرسون.

واعتبر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون اللقاء، الذي جرى بين جهازي الاستخبارات الأمريكي والروسي في العاصمة أنقرة، إضافة جديدة للإسهامات المهمة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في السلام العالمي.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ألطون تصريحات صحفية أكد فيها عقد لقاء بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ونظيره رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين في أنقرة باستضافة الاستخبارات التركية.

وشدد على أن اللقاء تناول التهديدات بشأن الأمن العالمي وعلى رأسها استخدام الأسلحة النووية.

وأضاف “تركيا التي جمعت في السابق وزيرَي خارجية أوكرانيا وروسيا وتوسطت في اتفاق الحبوب، ستواصل التفاوض مع جميع الأطراف من أجل السلام، ولن تتردد في أخذ زمام المبادرة في هذه المرحلة”.

وفي وقت سابق اليوم، كشفت مصادر استخباراتية تركية وأمريكية أن أنقرة استضافت اجتماعا “غير معلَن” عُقد بين مسؤولين بالمخابرات الأمريكية ونظيرتها الروسية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض قوله إن وليام بيرنز “لا يُجري أي نوع من المفاوضات، ولا يبحث تسوية للحرب في أوكرانيا”، مشيرا إلى إبلاغ الأوكرانيين مسبقا بالاجتماع.

كما نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض -رفض ذكر اسمه- قوله إن قنوات الاتصال مع روسيا “مفتوحة” لا سيما في ما يتعلق “بإدارة المخاطر وتحديدا المتعلقة بخطر حدوث هجوم نووي أو زعزعة الاستقرار الاستراتيجي”.

وشدد المسؤول الأمريكي على أن الاستخبارات الأمريكية أطلعت أوكرانيا مسبقا على اللقاء المنعقد في تركيا، وقال لن نناقش شيئا “من دون وجود أوكرانيا”.

ولفت المسؤول إلى أن بيرنز سيطرح أيضا قضيتَي المواطنَين الأمريكيَّين المحتجزَين في روسيا ميركوري بريتني غراينر وبول ويلان، مشيرا إلى أنهما محتجزان “ظلما”.

واللقاء بين بيرنز وناريشكين هو من الاجتماعات النادرة على هذا المستوى منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي.

بدوره، كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن اللقاء تم بناءً على طلب واشنطن، بضيافة المخابرات التركية.

وأكد بيسكوف “لقد جرت مفاوضات كهذه بالفعل بمبادرة من الجانب الأمريكي”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أثار قلقا دوليا عندما ألمح إلى السلاح النووي في خطاب متلفز في 21 سبتمبر/أيلول، قائلا إنه مستعد لاستخدام “كل الوسائل” في ترسانته لمواجهة الغرب.

وعملت الولايات المتحدة وحلفاؤها علنا وسرّا على تحذير روسيا، بما في ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو.

ورغم الحرب، يشدد المسؤولون الأمريكيون على أن الولايات المتحدة وروسيا تحافظان على “قنوات اتصال” منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا بما في ذلك عبر السفارة الأمريكية في موسكو، لنقل رسائل بشأن علاقاتهما الثنائية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات