الجزائريون يحيون ذكرى مجزرة باريس.. وماكرون يقر بالجرائم “ولا يعتذر”

الرئيس تبون رفقة عدد من المسؤولين أثناء وقوفهم دقيقة صمت على أرواح ضحايا المجزرة (الرئاسة الجزائرية)

أحيت الجزائر، الاثنين، الذكرى الـ61 لمجزرة “باريس عام 1961” التي قتلت فيها الشرطة الفرنسية نحو 400 متظاهر جزائري خرجوا في مظاهرة سلمية بالعاصمة الفرنسية لدعم نضال بلادهم من أجل الاستقلال، وألقت بجثثهم في نهر السين.

وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالواقعة واعتبرها من “الجرائم غير المبررة”، من دون أن يعتذر رسميا عن هذه الجريمة التي تجاهلتها فرنسا بشكل مستمر وتحاشت الاعتذار عنها.

ووصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم تلك المجازر التي راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين الجزائريين بأنه “يوم مشؤوم”.

وقال في رسالة نشرتها الرئاسة الجزائرية بمناسبة ذكرى المجزرة “التحق شهداء تلك المجزرة الشنيعة بروّاد الحرية الذين جادوا بمهجهم في سبيل التخلص من الظلم الاستعماري”.

وحسب التلفزيون الجزائري الرسمي، فقد وقف الرئيس تبون برفقة كافة كوادر الرئاسة، أمس الاثنين، دقيقة صمت على أرواح ضحايا تلك المجازر.

وتسمى هذه الذكرى محليا بـ”اليوم الوطني للهجرة” تخليدًا لأرواح المهاجرين الجزائريين بفرنسا الذين شاركوا في تلك المظاهرات.

مطالبات بالاعتذار

وفي يوم الأحد الماضي، دعا حزب الأغلبية في الجزائر، السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بتلك المجزرة التاريخية.

وقال حزب جبهة التحرير في بيان “إننا نتذكر هذه الحادثة مترحّمين على أرواح شهدائنا الذين نكّل بهم قائد الشرطة المجرم موريس بابون وأعوانه، بعلم من الرئيس آنذاك شارل ديغول الذي أبقاه بمنصبه رغم علمه بفعلته”.

وأضاف أن “حزب جبهة التحرير الوطني يدعو السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بأحداث 17 أكتوبر 1961 على أنها جريمة دولة قامت بها سلطات الاحتلال، ويطالب بالاعتذار عن ذلك”.

وتزامن مطلب الحزب مع حراك رسمي بين البلدين من أجل “فتح صفحة جديدة”، بعد أشهر من الجمود بسبب ملفات الحقبة الاستعمارية الممتدة من عام 1830 حتى عام 1962.

 

وعلى الرغم من إقرار ماكرون بوقوع المجزرة فإنه لم يعتذر عنها. وقد كتب في حسابه على تويتر “في باريس، قبل 61 عامًا خلّف قمع مظاهرة للجزائريين المطالبين بالاستقلال مئات الجرحى وعشرات القتلى”.

وتابع “إنها جرائم لا يمكن تبريرها بالنسبة للجمهورية.. فرنسا لا تنسى الضحايا.. الحقيقة هي السبيل الوحيد إلى مستقبل مشترك”.

والعام الماضي، زار ماكرون مكان وقوع هذه المجازر في الذكرى الـ60 لوقوعها، وكان أول رئيس فرنسي يقوم بهذه الخطوة.

تفاعل على مواقع التواصل

وأحيا نشطاء ومسؤلون وسياسيون على مواقع التواصل في الجزائروفرنسا، ذكرى أحداث المجزرة ودعوا إلى عدم نسيان الضحايا.

وقال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن عبر حسابه في تويتر، إن “17 أكتوبر ترجم عمق التلاحم ما بين الجزائريين في الداخل والخارج مشكلا نسيجا وطنيا ضد الاحتلال”.

وقالت عمدة باريس آن هيدالغو، إن مدينتها تقف اليوم من أجل تكريم كل الذين قتلوا وتم التنكيل بجثثهم في نهر السين، داعية إلى عدم نسيان ذكراهم.

وأشارت وزيرة التربية الفرنسية السابقة نجاة فالو بلقاسم، إلى أن مجازر أكتوبر/تشرين الأول 1961 هي “وصمة عار في تاريخ فرنسا، لأنها منحت نفس مصير النساء الإيرانيات للنساء اللائي خرجن في المظاهرات للمطالبة باستقلال الجزائر”.

واعتبرت النائبة عن حركة فرنسا الأبية كليمونتين أوتان، أن الأحداث هي “جريمة دولة ووصمة عار وتلوث تاريخ فرنسا”.

المصدر : وكالات