بمشاركة الغنوشي.. تشييع جثمان تونسي توفي في احتجاجات 14 يناير المناهضة لسعيّد (فيديو)

رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي أثناء تشييع جثمان رضا بوزيان (مواقع التواصل)

شيّع تونسيون في ولاية سليانة جثمان مواطن توفي بعد تعرّضه لاعتداءات من قبل قوات الأمن خلال مشاركته في احتجاجات 14 يناير/كانون الثاني الجاري، بحسب ما أفاد ناشطون وحركات سياسية.

وحضرت التشييع قيادات سياسية وشعبية أبرزهم رئيس البرلمان التونسي المجمّد راشد الغنوشي.

وكانت حركة النهضة طالبت، الخميس، بتحقيق قضائي جدي في وفاة رضا بوزيان، وحمّلت ما وصفتها بـ”سلطة الانقلاب” مسؤولية العنف، وسط انتقادات أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية لما تصفه بانتهاك الحقوق والحريات في البلاد.

والأربعاء، أعلنت مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب”، وفاة متظاهر في أحد مستشفيات العاصمة “متأثرًا بإصابات خطيرة تعرّض لها جراء العنف المفرط الذي مورس على المتظاهرين”، الجمعة الماضية.

وقال القيادي في النهضة عماد الخميري إن المتظاهرين يوم 14 من يناير/كانون الثاني الجاري تعرّضوا لقمع غير مسبوق، وشدد على رفض حركته تسييس المؤسسة الأمنية وتوريطها في أعمال خارج القانون حسب قوله.

وتابع أن الرئيس قيس سعيّد منح نفسه سلطة منع التعقيب على أي مراسيم يصدرها، مؤكدة أنها ستتسلح بكامل الوسائل القانونية لمحاسبة المتسببين في جريمة وفاة بوزيان.

وأضاف أن “بوزيان (59 عامًا) توفي في قسم الإنعاش بعد بقائه في المستشفى لمدة 5 أيام.. وفاته ناتجة مبدئيًا عن نزيف حاد في الدماغ”.

وأفاد بأن “الطب الشرعي هو الجهة الوحيدة المعنية بتبليغ الرأي العام حول ملابسات وفاته.. المتوفى افتقد منذ الجمعة الماضية، وعائلته بذلت محاولات للبحث عنه دون العثور عليه”.

ولفت إلى أن “حركة النهضة ستتسلح بكل الأدوات القانونية لمحاسبة كل من تسبب في هذه الجريمة”، منبهًا إلى “مخاطر الزج بالمؤسسة الأمنية في التجاذبات السياسية”.

وحمّل المسؤولية إلى “السلطة الحاكمة بأنها كانت وراء العنف الذي مورس على المتظاهرين”، مردفًا أنه “منذ 25 يوليو/تموز هناك انحراف بالسلطة وانقلاب على المرجعية الدستورية”.

فتح تحقيق

وكانت النيابة العمومية في تونس أعلنت، الأربعاء، فتح تحقيق في وفاة شخص إثر تظاهرة مناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيّد يوم الجمعة الماضي.

وقالت المحكمة الابتدائية في بيان نشرته وسائل إعلام حكومية إن التحريات الأولية بيّنت أن إحدى سيارات الحماية المدنية، نقلت بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني “شخصًا عُثر عليه بحالة إغماء، قرب قصر المؤتمرات إلى مستشفى الحبيب ثامر”.

وأوضحت النيابة أن “المعاينة من طرف ممثّل النيابة العمومية، تبيّن أن المتوفّى لم يكن يحمل أية آثار عنف ظاهرة، وقد تم فتح بحث في الغرض وأذن بعرض جثة الهالك على قسم الطب الشرعي”.

وأفاد لطفي عز الدين رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب -وهي هيئة مستقلة- أن المنظمة فتحت كذلك تحقيقًا في هذا “الموت المستراب”.

وسادت حالة من الغضب والحزن على مواقع التوصل في تونس عقب وفاة بوزيان.

وغردت الناشطة نجاة الغديري أن “الضحية هو دكتور أسنان من سوسة ترك وراءه 3 أطفال، وتعرّض بوزيان لعنف (بوليسي) وحشي في محاولته لإحياء ذكرى الثورة التونسية”.

وأشارت أن الضحية توفي في قسم الإنعاش في مستشفى الحبيب ثامر في العاصمة التونسية.

ونشرت أحزاب التيار الجمهوري والدستوري والتكتل في البلاد بيانًا تدين فيه ما جرى لبوزيان، وتحمّل فيه وزير الداخلية توفيق شرف الدين ورئيس الجمهورية كامل المسؤولية، وتطالب فيه النيابة العمومية بكشف الملابسات المتعلقة بحادثة الوفاة.

وعبّر مغردون عن حزنهم لوفاة بوزيان، ودوّن حساب يحمل اسم “أحوال تونس” أن بوزيان “خرج ليقول نريد مستقبلًا أفضل لأبنائنا”.

وقال الدكتور نبيل المصعبية مشرف مكتب حركة النهضة في كندا في تغريدة له أن “قائمة شهداء الثورة تفتح من جديد”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات