فرنسا.. قذف نائب ماكرون بالطين وتهديد نواب بالقتل بسبب “جواز التلقيح” (فيديو)

البرلمان الفرنسي (رويترز)

قذف فرنسيون ستيفان كليرو -نائب رئيس الحزب الحاكم بزعامة إيمانويل ماكرون- بالطين أمام باب منزله، احتجاجا على فرض جواز التلقيح ضد فيروس كورونا.

ووضح أنه كان ينتظر المتظاهرين الذين كانوا في مسيرة احتجاجية مرت من أمام منزله في مقاطعة سان بيير وميكلون، حتى يتمكن من الحديث معهم.

وقال إنه سيتقدم بشكوى ضد المهاجمين، وإنه يتلقى تهديدات بالقتل يوميا، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه المسألة.

وأضاف نائب ماكرون أن المحتجين قذفوه بالأعشاب البحرية من سيارة كانت محملة بها قرب منزله وبدأ المتظاهرون يرمونها في وجهه.

وأفاد كليرو بأنه تعرّض لخطر الموت برفقة زوجته التي انضمت إليه أمام باب المنزل، إذ قذفهم أحد المحتجين بحجر كبير كاد يصيبهم.

وأعلن رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) ريتشارد فيران عن لقاء سيجمعه غدا الثلاثاء، بوزيري الداخلية جيرالد درمانين والعدل إريك دوبوند موريتي، للوقوف عند العنف ضد النواب بسبب جواز التلقيح، بعد أن تعرّض عدد منهم للاعتداء.

واستنكر ماكرون الاعتداء “غير المقبول” على نائبه.

ومن المنتظر أن يناقش لقاء الثلاثاء الأحداث وينظر في ما وصلت إليه التحقيقات، وقد عبّرت يائيل براون بيفيه -رئيسة لجنة القوانين في المجلس- عن خوفها من مواجهة تصاعد العنف.

وندد ماكرون في وقت سابق بـ”تصاعد العنف” ضد ممثلي الدولة والمسؤولين المنتخبين.

وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول، أحرق مجهولون سيارة النائب بحزب ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) باسكال بوا، فجرا، داخل مرآب منزله.

وكتب الفاعلون على حائط المنزل “صوّت بلا”، وعلّق قائلا إن “هذا النوع من أعمال الترهيب يأتي بنتائج عكسية تماما”.

وكان بوا قد تلقى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رسالة تهديد مصحوبة برصاصة هو و6 منتخبين آخرين صوتوا لصالح جواز التلقيح.

بدورها، اكتشفت نائبة الحزب كارول بورو بونرد -في أواخر ديسمبر- رسائل على حائط منزلها الخارجي تقول “صوّتي بلا” و”أوقفوا الديكتاتورية”.

وقالت إنها تتلقى مئات الرسائل على بريدها الإلكتروني مفادها “سنقتلك” أو “سنقطع رأسك”، وإنها قدّمت شكوى إلى السلطات المختصة واصفة ما يحدث بـ”الإرهاب”.

وبعد انتشار متحور أوميكرون في فرنسا، قدّر وزير الصحة أوليفييه فيران أنه “من المحتمل جدا تجاوز عتبة 100 ألف إصابة يوميا بحلول نهاية الشهر”، ولم يستبعد اللجوء إلى إقرار جرعة رابعة تكون ضرورية من أجل التصديق على جواز التلقيح.

وخرج أكثر من 100 ألف مواطن لمناهضة خطط حكومة ماكرون، بالحد من حقوق غير المطعّمين وتحويل الجواز الصحي إلى جواز تطعيمي.

ورفع المتظاهرون لافتات تضمّن بعضها عبارات شديدة اللهجة بحق ماكرون، ورأوا أن الهدف من مشروع القانون الجديد الذي أقرّه البرلمان هو التضييق على الحريات الأساسية للفرنسيين، مشككين في جدوى الإجراءات الحكومية لاحتواء الجائحة.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن 3 مظاهرات خرجت السبت في العاصمة باريس وجمعت 18 ألف شخص، بالإضافة إلى 87 ألفا و200 آخرين في سائر أنحاء فرنسا.

وأصيب 10 أفراد من الشرطة في الاحتجاجات، واعتُقل 34 شخصا من المشاركين.

وقال الرئيس الفرنسي الثلاثاء الماضي، إنه يريد التضييق على من لم يتلقوا اللقاحات، بأن ينغص عليهم حياتهم حتى ينتهي بهم الأمر بالتطعيم.

ووصف من لم يحصّنوا أنفسهم باللقاحات بأنهم غير مسؤولين ولا يستحقون أن يُعدّوا مواطنين، وفي باريس ردّ المحتجون على ماكرون بالهتاف “سننغص عليك حياتك”.

وأثارت تصريحات ماكرون رفضا خارج بلاده أيضا، إذ قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إنه يريد “التضييق على الفيروس وليس على الناس”، معربا عن عدم موافقته على تصريحات ماكرون بشأن غير الملقحين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فرنسية