أزمة الغواصات النووية.. فرنسا غاضبة من أمريكا وتلغي احتفالا في واشنطن

إيمانويل ماكرون جو بايدن
لقاء سابق بين الرئيسين ماكرون وبايدن (رويترز)

ألغت باريس حفل استقبال كان مقررا، اليوم الجمعة، في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد ساعات من فسخ أستراليا عقدا يزوّدها بغواصات فرنسية والحصول على تكنولوجيا أمريكية وبريطانية بدلًا عنها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مسؤول.

وكان مقررًا أن يقام الحفل بمقر إقامة السفير الفرنسي تزامنًا مع ذكرى معركة بحرية حاسمة خلال حرب الاستقلال الأمريكية، والتي شهدت انتصار الأسطول الفرنسي على نظيره البريطاني، في 5 سبتمبر/أيلول 1781

ويأتي القرار بعد إعلان أستراليا إلغاء صفقة بقيمة 56 مليار يورو مع فرنسا لتطوير غواصات تقليدية تحل محل أسطولها المتقادم من الغواصات.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة وبريطانيا على صنع 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب شراكة أمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.

“طعنة في الظهر”

وردت فرنسا بغضب على خسارة الصفقة، ووصفت التحرك الأمريكي بأنه “طعنة في الظهر”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن فرنسا “شريك حيوي” لبلاده في منطقة المحيطين الهندي والهادي، فيما بدا وكأنها محاولة من جانب واشنطن لتهدئة الغضب الفرنسي.

وأضاف الوزير الأمريكي -بعد ساعات من الإعلان- أن واشنطن كانت على اتصال بباريس قبل الإعلان عن صفقة الغواصات.

وقال بلينكن “نتعاون بشكل وثيق للغاية مع فرنسا في العديد من الأولويات المشتركة في المحيطين الهندي والهادي، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم وسنواصل القيام بذلك، نحن نولي أهمية كبيرة لتلك العلاقة وتلك الشراكة”.

وأكد “عدم وجود انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا على ضفتي الأطلسي والهادئ”، وشدد على أن “الشراكة مع أستراليا والمملكة المتحدة تبرهن أننا نريد العمل مع شركائنا لا سيما في أوربا، لضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة”.

واختارت أستراليا شركة بناء السفن الفرنسية (نافال جروب) عام 2016 لبناء أسطول غواصات جديد لتحل محل غواصات كولينز التي مضى عليها أكثر من عقدين.

وأبرمت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، أول من أمس الأربعاء، عقد تصدير دفاعي تاريخي لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.

وأعلنت الدول الثلاث أنها ستقيم شراكة أمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادي من شأنها أن تساعد أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية مما سيلغي صفقة الغواصات الفرنسية التصميم.

وبموجب هذه الشراكة ستصبح أستراليا ثاني دولة بعد بريطانيا يسمح لها بالوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية لصنع غواصات تعمل بالطاقة النووية، وحصلت بريطانيا علي هذه التقنية عام 1958.

وزراء خارجية ودفاع الولايات المتحدة وأستراليا (رويترز)

“حليف أساسي”

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواصلة “العمل بشكل وثيق مع فرنسا”، التي وصفها بأنها “حليف أساسي” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلا أن هذه التصريحات لم تخفف من الاستياء الفرنسي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن “هذا القرار الأحادي، والمباغت يشبه كثيرا ما كان يفعله (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترمب”.

ولم يخف الوزير الفرنسي “غضبه واستياءه” إزاء ما حصل، مضيفا أن “الأمور لا تجري على هذا النحو بين الحلفاء”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية توما غومار قوله إن “هذا الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تتوقع من حلفائها أن ينصاعوا، ولا تعتمد نهجا تشاوريا”.

وأضاف “العلاقات مع إدارة بايدن بالغة الصعوبة لمجرد أن هذه الإدارة التي ينصب تركيزها على الصين، تريد تأكيد محوريتها”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات