ترحيب أممي وأمريكي وأوربي.. الجنائية الدولية تؤيد سجن “جزار البوسنة” مدى الحياة

أيدت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة الحكم بسجن راتكو ملاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة والملقب بـ”جزار البوسنة” مدى الحياة بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة بين 1992 و1995.

ورفضت المحكمة الاستئناف الذي قدمه ملاديتش، الذي أدين خاصة لدوره في مجزرة (سربرينيتسا)، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم.

وقاد ملاديتش (78 عاما) قوات صرب البوسنة خلال الحرب التي دارت رحاها من 1992 إلى 1995.

وألقي القبض على ملاديتش عام 2011 بعد فرار استمر 16 عاما، وأدين عام 2017 بتهم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منها إرهاب سكان العاصمة البوسنوية سراييفو خلال حصار دام 43 شهرا، وقتل أكثر من 8 آلاف رجل وصبي مسلم في بلدة سربرنيتسا في شرق البوسنة عام 1995، برغم إعلانها منطقة آمنة من جانب الأمم المتحدة.

وبدأت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة عملها قبل نحو 25 عاما أدانت خلالها 90 شخصا.

ويعتبر راتكو ملاديتش أحد القادة الرئيسيين الذين حوكموا أمام القضاء الدولي عن جرائم ارتكبت خلال الحروب في يوغوسلافيا السابقة إلى جانب الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في 2019 والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي توفي في زنزانته في لاهاي بنوبة قلبية عام 2006 قبل انتهاء محاكمته.

ووصف رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل قرار المحكمة بأنه “خطوة مهمة في سبيل ضمان العدالة للضحايا”.

كما قال بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي جوزيب بوريل إن القرار يمثل فرصة لقادة البوسنة والهرسك والمنطقة لدعم بيئة المصالحة وبناء سلام دائم.

وأكد البيان ضرورة “ضمان العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وأسرهم”، مؤكدا على أنه “يجب ألا تمر الجريمة دون عقاب”.

ورحبت الأمم المتحدة بتأكيد الحكم بحق ملاديتش. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في بيان مشترك مع مستشارة الأمم المتحدة الخاصة لمنع الإبادة أليس ويريمو نديريتو إن الحكم “يشير إلى تصميم القضاء الدولي على المحاسبة مهما استغرق الأمر من وقت”.

ورأت نديريتو أن الحكم “يوجه رسالة بالغة الأهمية لغرب البلقان حيث نرى أن إنكار وقوع الإبادة وتمجيد المجرمين المدانين على غرار ملاديتش، يتواصلان لا بل يزدادان اتساعا”.

ودعت مع باشليه الشخصيات والنواب ووسائل الاعلام الى “عدم تعزيز النكران، وهو خطاب يزرع الانقسام والحض على الكراهية، بل التنديد منهجيا بالكلمات أو الأفعال التي تؤجج التوتر بين المجموعات وبين الدول”.

كما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأكيد الحكم وقال إن “الحكم التاريخي يظهر أن من يرتكبون جرائم فظيعة سيحاسبون فعلا على ما قاموا به”.