أنساه والدته.. الأسير الفلسطيني المحرر نبيل الرجوب يروي تفاصيل تعذيبه على يد قوات الاحتلال (فيديو)

روى الأسير الفلسطيني المحرر نبيل الرجوب تفاصيل عملية تعذيبه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اشتدت وتيرتها قبل أيام من الإفراج عنه لدرجة وصلت إلى إصابته بـ”انهيار عصبي تام” أنساه والدته.

وقال الرجوب في لقاء مع برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، الخميس، إن شدة التعذيب “جعلته يظن أنه سقط شهيدا”.

وأضاف “قبل الإفراج عني سحبوني من بين السجناء إلى زنزانة عزل منفردة، وقيدوني من اليدين والقدمين لمدة 5 أيام، لم يقدّموا لي خلالها أي أنواع من الطعام كما لم أتمكن حتى من شرب الماء”.

وتابع “عندما أطلقوا سراحي على حاجز الظاهرية (في مدينة الخليل) “حاولوا هناك الدعس عليّ وألقوني على وجهي والدم ينزف من فمي” مشيرا إلى أن كاميرات المراقبة على الحاجز وثقت جريمة قوات الاحتلال.

وتابع “عملية التعذيب كانت صعبة جدا، كبلوا يديّ بجنازير ودعسوا عليها وحاولوا إطلاق الكلاب الضالة عليّ للنهش في لحمي”.

وأدت هذه الممارسات الوحشية إلى إصابة الأسير المحرر قبل نحو أكثر من 10 أيام بانهيار عصبي تام استدعى علاجه أياما عدة، حتى يتمالك قواه وقدرته على الاتزان والكلام بشكل سليم.

وأردف “خرجت في حالة صعبة جدا، كانت حالتي ميؤوسا منها يحملونني حملا وينتقلون بي حتى أنني لم أستطع التعرف على والدتي بسبب هذه الجريمة البشعة”.

وأوضح الرجوب أنه عندما نُقل في بادئ الأمر إلى المستشفى لتلقي العلاج “لم يكن يستطيع التعرف على والدته أو صوتها”.

وتابع للجزيرة مباشر “الاحتلال لا يرحم الأسرى وينكل بهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع. قاموا بتعذيبي في محاولة منهم لانتزاع أي اعتراف مني يؤدي إلى إبقائي قيد الاعتقال الإداري”.

وأمضى الرجوب 8 أشهر داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله إداريا والترويج لكونه خطرا على أمن إسرائيل، وهي آلية لاحتجاز الفلسطينيين دون توجيه أي اتهامات واضحة إليهم.

وفي هذا الشأن، أشار إلى أن الأسير الفلسطيني قيد الاعتقال الإداري لا يستطيع أو محاميه الاطلاع على التهم المدرجة في ما يُعرف بالـ”ملف السري” لذا تسعى قوات الاحتلال دائما لانتزاع أي اعتراف من الأسير نفسه لتمديد فترة اعتقاله أو إعادة سجنه.

وعلى هذا النحو، اتهم الرجوب قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها “مسؤولة عن معاناة الأسرى الفلسطينيين وتعرّضهم للموت والأمراض الصعبة”.

واختتم بمطالبة المؤسسات الدولية بمختلف قطاعاتها والسلطة الفلسطينيية بإعطاء مزيد من الأهمية لملف الأسرى.

وأصدرت هيئة الأسرى والمحررين بيانا قالت فيه إن ما حدث مع الرجوب “جريمة غير إنسانية وانتهاك موثق لحقوق الإنسان، وشاهد على سياسة الإهمال الطبي وجرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى”.

وحمّلت الهيئة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما حدث مع الأسير الرجوب كاملة، وطالبت المؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالوقوف إلى جانب الأسرى، وإيقاف الجرائم غير الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحقهم.

يُذكر أن نبيل الرجوب مدرّس يحمل شهادة الماجستير، وقضى 8 أشهر في الاعتقال الإداري بسجن (مجدو) حيث وُضع بالعزل الانفرادي لمدة 10 أيام قبل الإفراج عنه، ومنع الاحتلال محاميه من زيارته ما تسبب له بحالة نفسية صعبة أدت إلى إصابته بانهيار عصبي.

وعبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أسفهم الشديد وصدمتهم لما حل بالأسير الرجوب، مؤكدين أن هذه جريمة كبيرة وانتهاك علني لحقوق الإنسان، وسط مطالبات بضرورة الكشف عما حدث له خلف قضبان السجن ومحاسبة الاحتلال على جريمته بحق الأسير.

المصدر : الجزيرة مباشر