مخاوف وتحذيرات أوربية.. أزمة المهاجرين على الحدود البولندية قد تستمرّ لسنوات

مهاجرون على الحدود البولندية الروسية ينتظرون فرصة العبور نحو دول الغرب الأوربي (رويترز)

حذّرت بولندا، اليوم الأربعاء، من أن الأزمة مع بلاروسيا “قد تستمرّ أشهرًا إن لم يكن سنوات”، مؤكدةً أن المهاجرين قاموا مرة أخرى أثناء الليل “بمهاجمة الحدود البولندية” التي تشكل الحدود الشرقية للاتحاد الأوربي.

واستخدمت قوات الأمن البولندية، الثلاثاء، الغاز المسيّل للدموع ونشرت آليات مجهّزة بخراطيم المياه للتصدي لمهاجرين رشقوها بالحجارة أثناء محاولة عبور الحدود، على حد قولها.

ويتهم  الاتحاد الأوربي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بإحضار المهاجرين إلى بلاده ثم إرسالهم إلى الحدود واستغلالهم للانتقام من الاتحاد الأوربي.

ويزداد الوضع خطورة مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقة الحدودية مع اقتراب فصل الشتاء.

وما يزال آلاف المهاجرين المنحدرين بشكل أساسي من الشرق الأوسط، يخيّمون في الجانب البلاروسي من الحدود في ظلّ درجات حرارة متدنية جدًا وفي ظروف مزرية.

ويؤكد الاتحاد الأوربي أن مينسك نظّمت تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود بولندا وليتوانيا انتقامًا للعقوبات المفروضة عليها بسبب عدم اعتراف التكتل بفوز لوكاشينكو في انتخابات العام الماضي.

إجراءا ت أمنية مشددة على الحدود البولندية البيلاروسية (رويترز)

ورفض الرئيس البلاروسي وحليفه الرئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات وانتقدا الاتحاد الأوربي لعدم استقباله المهاجرين الذين بقي بعضهم عالقا لأسابيع في المناطق الحدودية ، إذ رفضت بولندا وكذلك الجارتان الأوربيتان لبلاروسيا، ليتوانيا ولاتفيا، استقبالهم.

وصرّح وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك للإذاعة البولندية الرسمية أن “الوضع على الحدود البولندية البلاروسية لن يُحلّ بسرعة، ويجب أن نستعدّ لأشهر إن لم يكن سنوات”.

وأوضح الوزير أن محاولات عبور الحدود استمرّت أثناء الليل واستخدم المهاجرون نفس “طريقة مهاجمة الحدود البولندية” التي استخدموها عند المعبر الحدودي بين بروزغي في بيلاروس وكوشنيتسا في بولندا، على حد وصفه.

وأضاف أن “اهتمام الجمهور تركّز على ما حدث في كوشنيتسا، بينما حاولت مجموعات صغيرة من المهاجرين عبور الحدود البولندية من أماكن أخرى أيضاً خلال الليل”.

تدابير عقابية

وسجّل حرس الحدود البولندي ،الثلاثاء، في المجمل “161 محاولة عبور غير قانونية” للحدود بما في ذلك “محاولتا عبور بالقوة”، بحسب البيان.

وأشارت الشرطة البولندية، الأربعاء، إلى أن تسعة موظفين حكوميين أُصيبوا بجروح الثلاثاء أثناء مواجهات، إضافة إلى عنصر من حرس الحدود وجندي.

وأدانت بلاروسيا وروسيا التدابير المتخذة من جانب قوات الحدود البولندية، التي جاءت بعدما أعلنت بروكسل وواشنطن الإثنين عزمهما توسيع التدابير العقابية المتخذة ضد بلاروسيا  في الأيام المقبلة.

وبعد ضغوط مارسها الاتحاد الأوربي، أعلنت شركة الطيران البلاروسية “بيلافيا” الإثنين إنه بات محظورًا على السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان الصعود إلى رحلات متوجهة من دبي إلى بلاروسيا، بعدما فرضت تركيا القيود ذاتها الأسبوع الماضي.

وأعلنت السفارة العراقية في موسكو، أمس الثلاثاء، أنها ستعيد نحو 200 من مواطنيها العالقين عند حدود بلاروسيا، في رحلة الخميس إلى العراق.

مساعدات إنسانية

وأجرى الرئيس لوكاشنكو الذي يحكم  البلاد منذ ثلاثة عقود، الإثنين الماضي، محادثة حول الأزمة عبر الهاتف مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وكان ذلك أول اتصال هاتفي مع مسؤول غربي منذ قمع التظاهرات الحاشدة ضد نظامه العام الماضي.

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً مع نظيره الروسي لمحاولة نزع فتيل الأزمة.

وتؤكد منظمات إنسانية أن 11 مهاجرًا على الأقل قضوا في جانبي الحدود منذ بداية الأزمة هذا الصيف وطالبت باستجابة إنسانية.

وزارت مفوّضة حقوق الإنسان في مجلس أوربا، دنيا مياتوفيتش، المنطقة الثلاثاء، ودعت إلى احتواء التصعيد وإلى السماح بدخول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام إلى المنطقة من دون أي عوائق.

وقالت إنه يتعين إيجاد سبيل لنزع فتيل الوضع المتأزم، وتابعت “الهدف هو حقا وقف المعاناة”.

وبثّ التلفزيون الروسي الحكومي، الأربعاء، مشاهد تُظهر مئات المهاجرين في مركز مسقوف أنشأته السلطات البلاروسية قرب الحدود.

وأعلنت وزارة الصحة البلاروسية أنها أدخلت ستة أشخاص إلى المستشفى بينهم أربعة أطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات