تقرير إسرائيلي: عنف المستوطنين يتم بدعم تام من الاحتلال لضم أراضي الضفة

متظاهرون فلسطينيون يردون على التدخل الإسرائيلي خلال احتجاج على بناء المستوطنات اليهودية في نابلس بالضفة الغربية في 12 نوفمبر 2021 (الأناضول)

كشفت منظمة (بتسليم) الحقوقية الإسرائيلية في تقرير لها، اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال أقامت في أنحاء الضفة الغربية أكثر من 280 مستوطنة يقيم فيها أكثر من 440 ألف مستوطن.

وأفادت المنظمة أن إسرائيل تعترف رسميًا  بـ 138 مستوطنة منها (لا  يشمل الاعتراف الأحياء الـ 12 التي أنشأها الاحتلال فوق الأراضي التي ضمها إلى القدس).

وأضافت أن هناك نحو 150 بؤرة استيطانية لا تحظى باعتراف رسمي، وأن ما يقارب ثلث البؤر الاستيطانية أقيم خلال العقد الأخير ويسمى معظمها “مزارع”.

وتسيطر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وفق المنظمة، على مئات الآلاف من (الدونمات) وهي أراضٍ يُمنع أو يُقيّد دخول الفلسطينيين إليها.

الاحتلال يدعمهم

وقالت (بتسليم) إن بعض هذه الأراضي استولت عليه سلطات الاحتلال عبر أوامر عسكرية أو عبر إعلانها “أراضي دولة” أو “مناطق إطلاق نار” أو “محميات طبيعية” أو عبر مصادرتها، بينما استولى على بعضها الآخر مستوطنون بالقوة المجردة بواسطة عنف يومي يمارسونه ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وأوضحت المنظمة الإسرائيلية، أن “المسارين قد يبدوان منفصلين، لكنهما في الواقع مسار واحد” كاشفة أن “المستوطنين يمارسون عُنفهم بدعم تام من إسرائيل باعتبار ذلك جزءا من استراتيجية نظام الأبارتهايد الساعي إلى قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لاستكمال عملية الاستيلاء (الاستيطان) الجارية”.

وذهب التقرير إلى أن سلطة الاحتلال “تتيح للمستوطنين المُكوث في أراضٍ سُلبت من الفلسطينيين بالعنف”، وعوضًا عن إخلائها تمنح سلطاتها الدعم لعشرات البؤر و”المزارع” الاستيطانية مع أنها أقيمت من دون ترخيص رسمي من الحكومة الإسرائيلية أو خطة تسمح بالبناء في تلك الأراضي.

وبيّنت المنظمة أشكال الدعم التي تقدمها سلطات الاحتلال، موضحة أنها أوعزت للجيش أن يحمي البؤر الاستيطانية وأنها تمول حماية خاصة لها، كما تُعبّد لها الشوارع وتمدها بشبكات الكهرباء والماء وتدعم مشاريع اقتصادية فيها وتمنح المستوطنين حماية قانونية ضد الالتماسات التي تطالب بإخلائهم.

وأكدت (بتسليم) أن سلطات الاحتلال تخالف القانون الإسرائيلي الذي صرحت أمام المجتمع الدولي أنها تلتزم به، في حين أن جميع البؤر الاستيطانية تقريبًا بقيت في مكانها.

“الرقص على الحبلين”

وقالت المنظمة الحقوقية إن عُنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين موثّق لدى سلطات الاحتلال لكنه مستمر حتى “أصبح جزءًا روتين نظام الاحتلال في الضفة الغربية”.

وعدد التقرير بعد من أشكال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ويشمل “الضرب والرمي بالحجارة والتهديد والوعيد وإحراق الحقول وإتلاف الأشجار والمزروعات وسرقة الثمار وإطلاق النيران واستهداف المنازل وتخريب السيارات وفي حالات نادرة القتل أيضًا”.

وتابعت المنظمة رصد أنواع الاعتداء قائلة إن “المستوطنين يطردون الرعاة والمزارعين الفلسطينيين من حقولهم يبعدونهم عن مصادر المياه ويقومون باستفزازات يومية ويتفننون في دب الذعر بين المواشي والتسبب في فرارها وتشتيتها”.

ويمتنع جيش الاحتلال، وفق التقرير، عن الدخول في مواجهات مع المستوطنين المعتدين رغم أنه من الناحية القانونية يمتلك صلاحية توقيفهم واعتقالهم “بل إنه واجبه”، فيما يفضل إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.

وخلصت (بتسليم) إلى أن الجمع بين العنف الرسمي والذي يبدو غير ذلك ولا علاقة لسلطات الاحتلال به، يتيح لها “الرقص على الحبلين” بأن تحافظ من جهة على متسع للإنكار والادعاء أن “هذه أفعال المستوطنين” لا الجيش والمحاكم والإدارة المدنية التابعة للاحتلال؛ وأن تحقق هدف تجريد الفلسطينيين من أراضيهم من جهة أخرى.

واختمت بالقول إن الوقائع تدحض ذلك إذ تلغي هذا المتسع الذي تحاول الدولة إبقاءه لفائدتها، إذ يمارس المستوطنون عنفهم بإذن وبدعم وبرعاية سلطات الاحتلال مشددة “هم ليسوا مستوطنين يعملون ضد الدولة بل هي الدولة نفسها”.

المصدر : الجزيرة مباشر