خلال يومين فقط.. وفاة 4 معتقلين في السجون المصرية

المعتقل الراحل أحمد عبد ربه

في أقل من 48 ساعة توفي 4 معتقلين في سجون مصرية مختلفة، دخلوها مشيا على الأقدام وخرجوا منها إلى قبورهم، حيث تعرضوا للإهمال الطبي المتعمد وفق منظمات حقوقية مصرية.

فقد توفي كل من “أحمد عبد ربه” بسجن العقرب، و”شعبان حسين خالد” بسجن الفيوم العمومي، و”عبد الرحمن زوال” بسجن تحقيق طرة، و”صبحي السقا” بسجن برج العرب في الفترة من الاثنين 31 أغسطس/آب وحتى الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول.

ووفقا للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، توفي أمس الأربعاء المعتقل أحمد عبد النبي محمود، الشهير بـ”أحمد عبدربه” (64 عاما) داخل محبسه بسجن طرة الشديد الحراسة (العقرب 2) نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث كان يعاني من السكري وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، فضلا عن انزلاق غضروفي في فقرات الرقبة.

ودأبت إدارة السجن على رفض إدخال الدواء الذي كانت ترسله له زوجته.

ويذكر أنه اعتقل من مطار القاهرة الدولي عام 2018 أثناء توجهه لأداء العمرة، وأخفي قسريا لفترة ثم ظهر بنيابة أمن الدولة العليا.

والثلاثاء توفي المعتقل شعبان حسين خالد إبراهيم بسجن الفيوم العمومي نتيجة الإهمال الطبي أيضا، وكان يقضي حكما بالسجن بالمؤبد في القضية رقم 96 عسكرية.

وقبلها بساعات توفي المعتقل صبحي السقا مدرس أول الرياضيات ونقيب المعلمين السابق بالإسكندرية أيضا نتيجة الإهمال الطبي حيث كان يعاني من المرض منذ فترة.

والإثنين توفي المعتقل عبد الرحمن زوال، 39 عاما، داخل زنزانة التأديب بسجن تحقيق طرة، التي أودع فيها  قبل ثلاثة أيام من وفاته، في ظروف حبس وصفتها منظمات حقوقية بغير الآدمية.

ويذكر أن زوال معتقل منذ 6 سنوات على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ”كتائب حلوان” ولم يصدر عليه أي حكم قضائي.

وتتهم منظمات حقوقية دولية ومصرية عدة النظام المصري باعتماد الإهمال الطبي المتعمد سياسةً لتصفية المعتقلين السياسيين، من خلال منع توصيل الأدوية الضرورية لكثير منهم وعدم توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم.

وكانت منظمة “كوميتي فور جستس” رصدت 4664 انتهاكاً بالسجون ومقار الاحتجاز المصرية خلال النصف الأول من عام 2020 فقط في تقرير مفصل.

ومنذ أسبوعين تقريبا توفي الدكتور عصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، داخل محبسه بسجن العقرب وسط اتهامات للسلطات المصرية بالإهمال الصحي أيضا.

ولطالما حذرت منظمات حقوقية ودولية عدة من ظروف الاحتجاز غير الآدمية في السجون المصرية، لاسيما منذ تفشي فيروس كورونا، مما يزيد من معاناة المعتقلين ومآسيهم.

وتقول المنظمات الحقوقية إن عدد المعتقلين السياسيين في مصر يفوق ستين ألف معتقل منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013، لكن السلطات المصرية تنفي هذه الأرقام، وتقول إن السجون لا تضم سوى سجناء بأوامر قضائية.

ووثقت المنظمات قرابة تسعمئة حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي وسوء المعيشة والتعذيب في السجون منذ يونيو/حزيران 2013 وحتى الآن.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل