غضب بسبب اسم طائرة التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. ما القصة؟

أول طائرة إسرائيلية تحط بالإمارات وتحمل اسم "كريات جات"

أثار اسم الطائرة الإسرائيلية المشاركة في رحلة التطبيع الجوية المباشرة من إسرائيل إلى أبو ظبي، جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وحملت الطائرة اسم “كريات جات” وهي مستوطنة إسرائيلية أقيمت على أنقاض قريتي “الفالوجا” و”عراق المنشية” المهجرتين، وكانت القريتان قد شهدتا معارك طاحنة في حرب النكبة عام 1948، وارتكب الاحتلال ضد أهلها مجازر بشعة وتعرض كثيرون من أهل القريتين إلى الضرب والتنكيل والاغتصاب.

واستنكر أكاديميون ونشطاء حالة التطبيع العربي مع إسرائيل، واعتبروها قائمة على الدم الفلسطيني ومآسي الشعب وتهجيره ونكبته وتشريده، في تجاهلا واضحا للمحتل والإمعان في خذلان الضحية.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه “كان أملنا أن تحطّ طائرة إماراتية بركابها في القدس المحررة، يؤلمنا أن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في أبو ظبي، تحمل اسم (كريات جات) المستعمرة التي بنيت على أراضي قرية الفالوجا التي حوصر فيها جمال عبدالناصر، في خرق واضح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي”.

https://twitter.com/AdnanAbuAmer74/status/1300361976099545088?ref_src=twsrc%5Etfw

وكتب الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر “اللافت هو كتابة اسم مستوطنة (كريات غات)، فالدبلوماسية الإسرائيلية تعتمد في بعض الأحيان على البعد (الرمزي)، فأي رمز وإشارة قاسية تريد إرسالها للعرب من هذا التذكير المأساوي بكتابة اسم مستوطنة (كريات غات) على الطائرة المتجهة إلى الإمارات مرورًا بالسعودية”؟

وأوضح الناشط الأردني البارز خير الدين الجعبري أن مستوطنة “كريات غات” مقامة على عدة قرى متلاصقة من بينها قرية “عراق المنشية” التي قاتل فيها الجيش المصري والحامية السودانية، وحوصرا هناك مع أهالي القرية حتى أخرجوا منها بعد قتال وحصار شديد، وبعد اتفاقية “رودس” على 3 مراحل في نيسان 1949 لتكون بذلك آخر القرى التي يهجر أهلها في النكبة.

وقالت إحدى التغريدات” اللاجئون ما يزالون يرون قصص المجازر في تلك القرى، الإمارات اليوم احتضنت المجازر ورحبت سماؤها بأنقاض قُرانا”.

وكانت وصلت، الإثنين، أول رحلة جوية إسرائيلية انطلقت من مطار بن غوريون إلى أبو ظبي في الإمارات، مرورا بالأجواء السعودية.

والطائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية “إلعال”، وأقلت وفدين، الأول إسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، والثاني أمريكي برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.

وقد استبقت دولة الإمارات العربية المتحدة وصول جاريد كوشنر بإصدار مرسوم ينهي مقاطعتها التجارية لإسرائيل، وذلك بعد أيام من الإعلان عن إقامة علاقات بين الجانبين.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جاريد كوشنر يسعى لإقناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمشاركة في مراسم توقيع اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي في واشنطن.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن السعودية وافقت على مرور الطائرة عبر أجوائها.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين “كُتب على الطائرة، التابعة لشركة العال، كلمة (سلام) بالعبرية والعربية والانجليزية، علما بأنها مزودة أيضا بمنظومة للدفاع من صواريخ كتف جو”.

ولكونها تعبرت الأجواء السعودية استغرقت الرحلة 3 ساعات فقط بدل 8 ساعات.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع مع الإمارات أن الاتفاق يشمل تسيير رحلات طيران مباشرة بين تل أبيب والمطارات الإماراتية مرورا بالأجواء السعودية.

وتوصلت الإمارات وإسرائيل في 13 من أغسطس/ آب الجاري، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، “خيانة” من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967.

كما تطالب بأن تعتمد أي عملية تطبيع للعلاقات على مبدأ “الأرض مقابل السلام”، المنصوص عليها في المبادرة العربية لعام 2002، وليس على قاعدة “السلام مقابل السلام”، التي تنادي بها إسرائيل حاليا.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند