مصر تترقب تظاهرات الجمعة المطالبة برحيل عبد الفتاح السيسي

مصر شهدت مظاهرات طالبت برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

ترقب كبير في مصر، لما سيشهده الجمعة الموافق 27 سبتمبر/أيلول، المرتقب عقب ساعات، في ظل دعوات متصاعدة لرحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي أخرى تطالب ببقائه.

التفاصيل
  • بين مقاطع فيديو وأغانٍ وتغريدات وهاشتاغات (وسوم) وبيانات، لم تتوقف تلك الدعوات في الحشد والحشد المضاد، في ظل حديث رسمي عن أن الأوضاع مستقرة، وسط انتشار غير مسبوق للشرطة بأبرز ميادين البلاد.
  • ففي صيف العام 2013، وقبل أشهر من الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، شهدت مصر ظاهرة مماثلة، بين حشد وحشد مضاد.
  • الجمعة والسبت الماضيان، بثت القنوات الفضائية وناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لاحتجاجات وتظاهرات في مدن ومحافظات مصرية عدة، هتفت ضد السيسي وطالبت برحيله.
  • شككت وسائل إعلام محلية مؤيدة، في صحة تلك المقاطع وقالت إنها “مفبركة”، قبل أن يتراجع بعضها ويقر بوجود تظاهرات لكن “محدودة”.
  • إثر ذلك، نددت منظمات محلية ودولية ومعارضون وإعلام محلي، بحبس الأكاديميين البارزين حسن نافعة، وحازم حسني، والصحفي خالد داود رئيس حزب الدستور الأسبق، 15 يوما بتهمة نشر أخبار كاذبة، ضمن توقيفات طالت مئات منذ الجمعة، التي تنفيها مصر بشكل رسمي.
أبرز ملامح الجمعة المرتقبة
حشد الرحيل
  • أبرز من دعا لرحيل السيسي، هو الممثل والمقاول المصري، محمد علي، الذي دعا للخروج بـ “مليونية” غدا، دون أن يحدد لها مكانا.
  • علي كان صاحب الدعوة لاحتجاج الجمعة الماضية، التي شهدت مظاهرات، لا سيما بميدان التحرير، عقب شهرته بمنصات التواصل في الحديث من مقر تواجده بإسبانيا عن فساد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفساد زوجته، وكذا فساد كبار القيادات داخل المؤسسة العسكرية المصرية وهو ما أثار جدلا واسعا، اضطر السيسي بذاته للخروج في حديث على الهواء ونفيه.
محمد علي (يمين) اتهم السيسي وزوجته وبعض قيادات الجيش بالفساد
  • دعا حزب “الاستقلال” المعارض، المصريين للنزول للمشاركة فيما أسماه “انتفاضة” شعبية لرحيل النظام، قبل أن تعلن أن الأجهزة الأمنية أنها أوقفت 20 من أعضائه منهم الأمين العام مجدي قرقر.
  • فيما لم تعلن جماعة “الإخوان المسلمين”، التي تعد الأكبر في مناهضة السيسي، أي موقف بشأن احتجاجات الجمعة.
الأمين العام لحزب الاستقلال مجدي قرقر
  • التجاذب الفني وصل لملعب السياسة، حيث واصل فنانون مصريون معارضون التمسك بالنزول للمطالبة برحيل السيسي، وأبرزهما عمرو واكد، وخالد أبو النجا.
  • قال “واكد” عبر حسابه على تويتر: “السيسي انتهى. خلص خلاص. الباقي كله حلاوة روح. وأي حد هيقف معاه خصوصا دلوقتي يبقى بيغلط غلطة كبيرة في حق نفسه”.

  • غرد أبو النجا أيضا متمسكا برحيل السيسي.

  • دعا معارضون بارزون إلى رفض بقاء السيسي، والدعوة للتظاهر السلمي يوم الجمعة، ومن أبرزهم عصام حجي المستشار العلمي للرئيس المصري السابق عدلي منصور.
  • قال حجي عبر حسابه على تويتر: “الدعوة للتظاهر السلمي، الجمعة، ليست دعوة للدمار والخراب والفوضى كما يصورها الإعلام المضلل”.
  • أكد أنها “دعوة للاستماع لآمال وأحلام وطموح ملايين المصريين بحياة كريمة بعيدًا عن أي إنتماء سياسي”.

الداعون لمسيرات التأييد
  • أخذت دعوات التأييد للسيسي تتشكل منذ مساء الأربعاء، مع إعلان رياضيين وفنانين مؤيدين بالأساس، الخروج الجمعة، الذي يوافق دعوات للاحتجاج والدعوة إلى رحيل النظام.
  • اختار المؤيدون الرابعة عصر الجمعة بالتوقيت المحلي، للتواجد بميدانين شرقي القاهرة، أحدهما المنصة، والثاني “هشام بركات” المعروف سابقا باسم “ميدان رابعة”، وذلك لتأييد السيسي، وفق إعلامي محلي.
  • بث هؤلاء المؤيدون مقاطع فيديو تحث المصريين على النزول لتأييد السيسي والجيش، “حرصا على الاقتصاد وعدم الفوضى”، معتبرين أن النزول “واجب على كل مصري”.
  • من بين هؤلاء الرياضي طارق يحيى، وأيمن عبد العزيز، والمعتز إينو، وعبد الحميد بسيوني، وعبد الظاهر السقا، والمطرب محمد فؤاد، والفنانون محمد نور، وعصام كاريكا، وصبري عبد المنعم وأحمد صيام وياسر الطوبجي وطارق الشيخ.
  • كان أبرز الفنانين المؤيدين جدلا، الممثلة والراقصة فيفي عبده، عبر نشر مقطع فيديو، تنتقد فيه المظاهرات المناهضة بألفاظ خارجة والاتهام للمحتجين بأنهم “لصوص يريدون تحويل مصر لسوريا أو ليبيا أو العراق”، في إشارة لمشاهد الدمار الحالية والصراع المسلح.
  • قبل أن تعتذر الثلاثاء، وتقول إن “السيسي يعني مصر، وإنها لا تتحمل الإساءة لشخصه، وإنه لا يخدم مصر فقط، بل يخدم الوطن العربي كله”.
  • انضم نواب مؤيدون للنظام للتواجد في مدينة نصر لتأييد النظام، وفق تقارير محلية.

وصيف 2013، كان “ميدان رابعة” والمناطق المحيطة به شرقي القاهرة، مكانا لتجمع المؤيدين لمرسي، الذي أعلن السيسي حين كان وزيرا للدفاع آنذاك، خطاب الإطاحة به، في مفارقة لافتة.

أبرز المطالب
  • وفق التغريدات والتقارير الصحفية، فإن أبرز مطالب التأييد تتمثل في بقاء السيسي ورفض الفوضى، بينما المعارضون يتوافقون على عدة مطالب أبرزها رحيل السيسي، وإطلاق سراح السجناء أصحاب الرأي، وعادة تنفي القاهرة وجود معتقلين سياسيين لديها.
أبرز وسائل الحشد
  • بمقاطع فيديو وهاشتاغات وأغان مؤيدة ومعارضة تمضي وسائل الحشد ليوم الجمعة، على أمل كل فريق أن يحشد لمطالبه يوم الجمعة.
  • ظهرت مقاطع الفيديو القصيرة للغاية كأبرز أسلحة المؤيدين والمعارضين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وظهر هذا مع دعوات التأييد لاسيما من فيفي عبده، وحشد المعارضين وخصوصا من القنوات المصرية المعارضة بالخارج.
  • الأغاني أيضا كانت ضمن أطر لعبة الحشد، وقال الممثل محمد رمضان، إن فيديو “هما عايزينها (يريدونها) فوضى” عبر يوتيوب، المناهض لتلك الاحتجاج تجاوز المليون مشاهدة.
  • تقول الكلمات التي تردد بطريقة أغاني الراب والمهرجانات الشعبية: “أولا إنت مش راجل.. بعد ما هربت بعيد جاي تعمل فيها مناضل بالباطل.. تعرف إيه انت عن الشارع واللي بيحصل فيه.. أكيد مسمعتش صوت الشعب وانت جوه الكباريه”.
  • في المقابل، روّج معارضون وقنوات معارضة أغنية لمهرجان شعبي تحمل اتهامات لاذعة للسيسي، من كلمتها “مش بنخاف، على عينك خد كشاف، مهزوز خايف تتشاف، بكره هتتاكل حاف”.
  • كانت مواجهة الهاشتاغات من أبرز وسائل الحشد، حيث طرح معارضون هاشتاغ (وسم) #انت_انتهيت_ياسيسي.. في مقابل #احنا_معاك_ياريس.
مخاوف
  • يقول معارضون بالخارج ومنظمة حقوقية دولية، إن لديهم مخاوف من تصاعد حدة التوقيفات العشوائية بالشوارع للحد من الخروج في تظاهرات معارضة.
  • كانت حملة توقيفات كبيرة شهدتها القاهرة الأربعاء، طالت 20 قياديا وكادرا من حزب الاستقلال المعارض بجانب الأكاديميين خالد داوود وحسن نافعة، وحازم حسني، بخلاف توقيفات السبت والأحد، التي قال حقوقيون إنها مست قرابة 2000 شخص.
  • غردت منظمة العفو الدولية، الخميس، معبرة عن مخاوفها، قائلة: “يجب على العالم ألا يقف مكتوف الأيدي بينما يدوس الرئيس السيسي على حقوق المصريين في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير في مصر”.
  • أكدت أنه “يجب على السلطات المصرية الإفراج فوراً عن جميع المعتقلين السلميين واحترام حرية التعبير والتجمع”.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات المصرية بشأن تلك الاتهامات، غير أنها عادة تقول إنها تحترم القانون والدستور وحقوق الإنسان، وعادة ما تتهم العفو الدولية بترويج “أكاذيب” عن مصر.

موقف المؤسستين العسكرية والأمنية
  • لم يخرج موقف مباشر وواضح من القوات المسلحة بشأن احتجاجات الجمعة، على خلاف ما كان واضحا قبل وبعد الإطاحة بمرسي من دعوات لضبط النفس والحفاظ على الوطن. غير أنه على مدار 3 أيام، التقي وزير الدفاع محمد زكي بأبناء الجيش المصري في لقاءات عدة.
  • في بيان للجيش الخميس، قال زكي الذي كان قائدا للحرس الجمهوري إبان حكم مرسي، مع لقاء الكلية الفنية العسكرية: “رجال القوات المسلحة لديهم وعى كامل بكافة المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن”.
  • قبل يوم التقى بالمنطقة المركزية العسكرية، وقال: “القوات المسلحة ستظل تؤدى دورها في حماية الوطن واستقراره مهما كانت التحديات والتهديدات”.
  • قالت وزارة الداخلية إنها ستتصدى بكل حسم لأي خروج على القانون أو زعزعة الاستقرار أو السلم الاجتماعي وفق بيان نقلته وسائل إعلام محلية.
وزارة الداخلية المصرية قالت إنها ستتصدى بكل حسم لأي خروج على القانون أو زعزعة الاستقرار
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات