العراق: الاضرابات تتواصل وخسائر الاحتجاجات تجاوزت المليارات

متظاهر عراقي وسط الدخان الناتج عن حرق الإطارات أثناء الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة في بغداد

واصلت مدارس ومؤسسات حكومية عدة إغلاق أبوابها في العاصمة العراقية بغداد وعدد من المدن في جنوب البلد الذي يشهد احتجاجات دخلت شهرها الثاني للمطالبة بإسقاط النظام.

يأتي ذلك بينما قال الرئيس العراقي برهم صالح إنه يجري العمل حاليا على إعداد مشروع قانون جديد للانتخابات سيتم الانتهاء منه وتقديمه إلى مجلس النواب خلال الأسبوع الجاري.

وأشار بيان صادر عن مكتب رئيس الجمهورية إلى أن مشروع القانون الجديد يضمن احترام آراء الناخبين، ويحقق العدالة في التنافس بين المرشحين، مشددا على ضرورة تغيير مفوضية الانتخابات بأخرى تقوم على أسس مهنية بعيدا عن التسييس والولاءات الحزبية.

إضرابات في بغداد
  • في بغداد، قام متظاهرون بقطع الطرق الرئيسية في أحياء متفرقة بينها مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية بسيارات لمنع حركة السير في اليوم الأول من الأسبوع في البلاد، فيما اكتفت قوات الشرطة بالمراقبة.
  • متظاهرون آخرون، بينهم طلاب مدارس وجامعات، شاركوا بإضراب نقابة المعلمين الذي أُعلن الأسبوع الماضي.
  • نقابات المهندسين والمحامين والأطباء أعلنت عن إضراب عام كذلك، دعما للاحتجاجات.
  • في الكوت، كبرى مدن محافظة وسط جنوب بغداد، قال تحسين ناصر (25 عاما) متحدثا من ساحة التظاهر وسط المدينة إنهم قرروا “قطع الطريق كرسالة إلى الحكومة بأننا سنواصل تظاهراتنا حتى الإعلان عن سقوط النظام وطرد الفاسدين والسارقين”.
  • تحسين الذي يعمل في ورشة تصليح للسيارات أوضح أنهم يمنعون “وصول الموظفين الحكوميين فقط إلى عملهم، ونسمح للعاملين في القطاعات الإنسانية”، بينها الطبية والأمنية.

والاحتجاجات، التي انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شهدت أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصا، بحسب أرقام رسمية.

فتاة عراقية من المحتجين ترفع علامة النصر
“أكاذيب الحكومة”
  • مدينة الناصرية شهدت، الأحد، عصياناً مدنياً حيث أغلق متظاهرون جسور المدينة الأربعة ما أدى إلى توقف العمل في أغلب المؤسسات الحكومية والمدارس.
  • عند جسر النصر وسط المدينة، قال محمد علي الأسدي وهو موظف حكومي (40 عاما) إن المتظاهرين قرروا “إعلان العصيان المدني والتواجد في الساحات والشوارع وقطع الجسور، لأن صبرنا نفذ من وعود وأكاذيب الحكومة بما يسمى إصلاحات”.
  • الأسدي أوضح أن المتظاهرين يرفضون الوعود بالكامل ويريدون “تحقيق الهدف  الأساسي من التظاهرات التي قتل وجرح فيها آلاف الشباب، وهو تغيير النظام وحل جميع السلطات وتشكيل حكومة إنقاذ وطني”.
  • مدن أخرى في جنوب البلاد مثل الديوانية شهدت إضرابات مماثلة، وعلق المتظاهرون لافتة كبيرة على مبنى مجلس المحافظة كتب عليها “مغلق بأمر الشعب”.
  • العديد من الموظفين امتنعوا عن الذهاب إلى أعمالهم في مدينة الحلة بمحافظة بابل جنوب بغداد، وسط إغلاق لمعظم الدوائر الحكومية.
  • في البصرة، أغنى محافظات البلاد بالنفط وحيث المنفذ البحري الوحيد للبلاد، أغلقت المدراس الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات بداية الشهر الماضي.
  • كما واصل المحتجون إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي الى ميناء أم قصر، أحد المنافذ البحرية الرئيسية لاستيراد المواد الغذائية والطبية وغيرها، للبلاد.
  • مصدر في الميناء قال إن 12 سفينة “انسحبت بعد انتظار تفريغ حمولتها في الميناء، إلى مكان آخر السبت”.
  • وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الاعتصامات تعلن دخول الاحتجاجات مرحلة جديدة، خاصة لكونها بالفعل أكبر حراك شعبي يشهده العراق منذ عقود.
  • في مؤشر على قلق السلطات من التأثير الاقتصادي الكبير للاحتجاجات، خرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن صمته، مساء الأحد، مؤكداً أن “العديد من المطالب قد تم الوفاء بها” داعيا الى “العودة إلى الحياة الطبيعية”.
المظاهرات حققت أهدافها
  • دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المحتجين السماح بعودة الحياة إلى طبيعتها، بينما تشهد البلاد إغلاقا للطرقات بالتزامن مع مظاهرات وإضرابات في إطار الاحتجاجات المستمرة لليوم العاشر على التوالي.
  • في رسالة وجهها للمتظاهرين، الأحد، قال عبد المهدي إن الوقت قد حان لتعود الحياة إلى نسقها العادي بعد شهر من الاحتجاجات، وذلك من خلال فتح الطرق  المغلقة والجامعات والمدارس والأسواق والمصانع المعطلة في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية.
  • أضاف أن المظاهرات الشعبية حققت كثيرا من أهدافها، وأدت إلى حراك سياسي واسع، ودفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها، معتبرا أن الهزة التي أحدثتها هذه المظاهرات للمنظومة السياسية في البلاد أدت إلى صدور قرارات عديدة لتلبية كثير من المطالب.
  • تابع عبد المهدي أن هذا يستوجب الاستمرار في حماية ودعم المظاهرات السلمية والتمييز بينها وبين الخارجين على القانون للنجاح في مواجهة نظام المحاصصة والامتيازات الخاصة والفساد.
  • قال عبد المهدي إن المظاهرات تسببت في خسائر كبيرة للعراق تعد بمليارات الدولارات بسبب التهديد الذي تعرضت له المصالح النفطية وقطع الطرق عن موانئ البلاد.

وفي الأيام الماضية بدا عبد المهدي نفسه معرضا للإقالة رغم حديثه عن إجراءات اتخذتها حكومته لتلبية مطالب المتظاهرين، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفساد.

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي (رويترز)
المجتمع يتعافى
  • في عهد الرئيس السابق صدام حسين، كانت التظاهرات والتجمعات المناهضة للحكم ممنوعة.
  • بعد سقوط نظام صدام نتيجة للغزو الأمريكي عام 2003، لعب تنافس الأحزاب السياسية دوراً رئيسياً في دفع حشود كبيرة من المتظاهرين إلى الشارع.
  • الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط حارث حسن يرى أن “المجتمع المدني العراقي الذي قوضه استبداد البعثية (حكم حزب البعث) والطائفية، يتعافى”، في إشارة إلى مطالب المحتجين بمحاربة الفساد.
  • يمثل الشباب العنصر الرئيسي في الاحتجاجات المتواصلة على مدار الساعة في ساحة التحرير، والتي امتدت الى جسر السنك الموازي لجسر الجمهورية، أحد المنافذ الرئيسية إلى المنطقة الخضراء، مقر الحكومة العراقية والبرلمان وسفارات أجنبية بينها الأمريكية.
  • منظمة العفو الدولية انتقدت استخدام القوات العراقية لنوعين من القنابل المسيلة للدموع اخترقت جماجم وصدور متظاهرين.
  • المفوضية العراقية لحقوق الإنسان أعربت عن قلقها حيال مصير “مختطفين”، بينهم متظاهرون وصحفيون وكوادر طبية.
  • الأحد، أعلنت اللجنة الحكومية لحقوق الإنسان خطف صبا المهداوي، وهي طبيبة وناشطة سياسية.
  • اللجنة نددت “بعمليات الاختطاف المنظمة” في حين تم إطلاق سراح ناشطة أخرى.
  • والدة صبا ونشطاء قالوا إنها تعرضت للخطف على أيدي “رجال مسلحين وملثمين على متن شاحنات صغيرة” أثناء عودتها من ساحة التحرير مساء السبت.
  • رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان قال إن اختطاف صبا “عار على المجتمع العراقي بأسره”.
  • رئيس الوزراء السابق إياد علاوي علق هازئا من حقيقة أن “أولئك الذين تمكنوا من تحديد موقع أبو بكر البغدادي لا يمكنهم تحديد موقع صبا المهداوي ومعرفة من اختطفها”.
  • في مسعى لمعالجة الأزمة، تعهد مسؤولون أبرزهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح بالقيام بإصلاحات تشمل توفير فرص عمل وإجراء انتخابات مبكرة، لكن ذلك لم يثنِ المتظاهرين عن مواصلة الاحتجاجات.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات