بعد 8 سنوات ثورة.. ما هي مواقف الدول العربية من نظام الأسد؟

درعا شهدت انطلاق الثورة السورية ضد حكم بشار الأسد

بعد نحو 8 سنوات من اندلاع الثورة السورية، تتباين السياسات الرسمية للدول العربية تجاه نظام بشار الأسد، بين مقاطع ومتراجع ومتذبذب ومطبّع وغير واضح.

والخميس الماضي، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، ومؤخرًا التقى الرئيس السوداني عمر البشير مع الأسد، كأول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع الثورة.

ويرجح محللون أن تستفيد دمشق من عدم وجود استراتيجية عربية موحدة، وثمة أربع أوجه لمواقف الدول العربية من نظام الأسد، وهي كالتالي:

أولًا: مُقاطع.(قطر)
  • بحسب المواقف الراهنة، تقف قطر في خانة المقاطعة التامة.
  • قطر دعمت مسارات الثورة السورية، وهي الدولة الوحيدة التي تستضيف سفيرًا للائتلاف السوري المعارض.
ثانيًا: متراجع (السودان)
  • خلال ديسمبر/كانون أول 2018، التقى البشير مع الأسد، كأول رئيس عربي يزور سوريا منذ 2011.
  • هذه الزيارة مثلت تراجعًا جذريًا عن موقف الخرطوم، إذ صرح البشير في 2016، لصحيفة “عكاظ” السعودية بأن “بشار الأسد لن يرحل، وإنما سيُقتل”.
الرئيس السوداني عمر البشير, أول رئيس عربي يزور سوريا منذ 2011 (أسوشيتد برس)
ثالثًا: متذبذب (أغلب الدول)
  • “متذبذب” هو الوصف الأدق لموقف أغلب الدول العربية، إذ لم تستمر في مواقفها السابقة المعلنة بتجميد العلاقات أو إدانة نظام الأسد أو رفض استمراره، كما لم تمض تلك الدول في خطوات التطبيع لأسباب مرتبطة بانقسام داخلي أو تنسيق أمني محلي أو إقليمي أو دبلوماسي، أو تحركات برلمانية أو حزبية مناصرة لتوجه الأسد.

1- المغرب

  • يتراوح موقف الرباط بين الحياد تارة، والتنديد بنظام الأسد تارة أخرى، وهي تركز بشكل كبير على الجانب الإنساني والمتابعة الأمنية.

2- مصر

  • القاهرة قطعت العلاقات الدبلوماسية، في يونيو/حزيران 2013 أيام محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، وبعد شهر تم الاتفاق على فتح منفذ قنصلي لخدمة رعايا الدولتين.
  • من آن إلى آخر، لا سيما في عامي 2017 و2018، تثار دعوات برلمانية وحزبية إلى إعادة العلاقات مع نظام الأسد.
  • منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للحكم صيف 2014، تتحدث القاهرة عن أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وعدم المساس بالجيش الوطني.
  • القاهرة أنجزت اتفاقات تهدئة في الداخل السوري بالتنسيق مع روسيا (الداعمة للأسد)، عام 2017، وسط تطلع للمشاركة في إعادة إعمار سوريا.
  • في 23 ديسمبر/كانون أول 2018، كشفت القاهرة عن لقاء جمع رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، واللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني بالنظام السوري، حيث بحثا قضايا أمنية وسياسية وسبل مكافحة الإرهاب.
اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري, واللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية (سانا)

3- السعودية

  • في 2012 قررت الرياض، ضمن قرار عربي وخليجي، إغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري، كما دعمت الجيش السوري الحر، وأعلنت مرارًا رفضها بقاء الأسد في السلطة، قبل أن تصمت عن هذا المطلب في العامين الأخيرين، وتتحدث عن ضرورة إنجاز تسوية سياسية.

4- سلطنة عمان

  • علنًا تلتزم مسقط بقرار المقاطعة. لكن طيلة السنوات الماضية كانت ثمة علاقات مع نظام الأسد، من أبرز مظاهرها زيارة وليد المعلم لسلطنة عمان، مارس/آذار 2018، حيث شارك في افتتاح المبنى الجديد للسفارة السورية، وأشاد بموقف مسقط.

5- الكويت

  • تلتزم علنًا بقرار 2012، ونفت في نوفمبر/تشرين ثاني 2018، صحة أنباء ترددت عن إعادة فتح السفارة الكويتية في دمشق.
  • رئيس تحرير صحيفة “الشاهد” (خاصة) زار ، الشيخ صباح المحمد الصباح، أحد أفراد الأسرة الحاكمة دمشق والتقى الأسد ونشر ما دار بينهما في صحيفته.
  • الكويت استضافت المؤتمرين الثاني والثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوریا، عامي 2014 و2015، وشاركت في رئاسة المؤتمر الرابع في لندن عام 2016.

6- تونس

  • في فبراير شباط 2012، قررت تونس طرد السفير السوري، وعدم الاعتراف بنظام الأسد، ومن لآخر يتم تقديم تشريعات برلمانية أو تزور شخصيات سياسية تونسية دمشق، في ظل مطالبات بإعادة العلاقات بين البلدين.

7- لبنان

  • في 8 أبريل/نيسان 2018، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى التعامل مع الأسد.
  • “حزب الله” وحركة “أمل” (الشيعيان) يؤيدان موقف عون، بينما يتحفظ عليه كل من رئيس الحكومة المكلف زعيم تيار “المستقبل” (سني) سعد الحريري، المقرب من النظام السعودي، وحزب “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.

8- الأردن

  • الأردن طرد سفير سوريا، في مايو/أيار 2014، وفي منتصف أكتوبر/تشرين أول 2018، تم فتح المعبر الحدودي الحيوي جابر- نصيب بين البلدين، وسط أحاديث رسمية أردنية تتطلع إلى تطوير العلاقات.

9- موريتانيا

  • ما تزال نواكشوط ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع النظام السوري وإن كانت محدودة.

10- اليمن

  • في 2011، استقال سفير اليمن في سوريا عبد الوهاب طواف، من منصبه، ولم يتم تعيين بديل له، بينما عينت إدارة جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، غير المعترف بها والمدعومة من إيران، عام 2015، ممثلًا لهم للتعامل مع نظام الأسد.
  • الموقف الرسمي اليمني، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لا يكاد يخرج عن موقف الجارة السعودية، التي تقود منذ عام 2015، تحالفًا عسكريًا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الحوثيين.
عدد من الأطفال سقطوا ضحايا استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون
رابعًا: مطبع

 قال خالد بن أحمد وزير الخارجية البحريني، أمس الجمعة عبر تويتر، إن سوريا تعتبر بلدا عربيا رئيسيا، مؤكدا وقوف البحرين مع حماية سيادته وأراضيه من أي انتهاك، كما أعلنت الإمارات أول أمس الخميس، إعادة فتح سفارتها في سوريا، لتنتقل الدولتان بذلك إلى بداية مرحلة التطبيع.

البحرين

  • سحبت المنامة سفيرها من سوريا، في 2012، وفي أواخر سبتمبر/أيلول 2018 التقى وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد،السوري وليد المعلم، في لقاء هو الأول من نوعه منذ انطلاق الثورة السورية.
مبنى السفارة الإماراتية في دمشق (رويترز)

 الإمارات

  • أبوظبي كانت ملتزمة بقرار 2012، وتقف علنًا على مسافة قريبة من مواقف السعودية في الشأن السوري. لكن الإمارات أعادت فتح سفارتها في سوريا قبل يومين، وكتب وزير الخارجية أنور قرقاش عبر تويتر أن الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التوغل الإقليمي الإيراني والتركي.

وهناك 3 دول كانت تمتلك علاقات رسمية طبيعية مع نظام الأسد، ولم يتأثر الوضع باندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.

1- الجزائر

  • رفضت الجزائر قرار تجميد مقعد سوريا، ويتبادل مسؤولون من البلدين الزيارات الرسمية.

2-  السلطة الفلسطينية

  • لم تقطع العلاقات، وأرسلت موفدين إلى نظام الأسد، طيلة السنوات الماضية، لبحث العلاقات الثنائية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، ويقول نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الموقف الفلسطيني قائم على الاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع النظام ومع كل الأطراف السورية المدنية.

3- العراق

  • بغداد ترتبط مع نظام الأسد بعلاقات وتحالفات أمنية وعسكرية ولم تتوقف الزيارات المتبادلة منذ انطلاق ثورة 2011، ودعت بغداد أكثر من مرة إلى إنهاء تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربية، وتنسق مع دمشق في هجمات ضد تنظيم الدولة.
خامساً: غير واضح
  • إضافة إلى الدول السابقة تبقى دول ليبيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر مواقفها من نظام الأسد غير واضحة، ويعود ذلك إلى أنها إما تعاني من الانقسام السياسي أو الفوضى أو عدم إيلاء اهمية كبيرة لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة مع باقي الدول.
الخوذ البيضاء ينتشلون المدنيين من تحت أنقاض مباني قصفها النظام السوري وروسيا
على مستوى المنظمات العربية: (موقف ثابت)
  • جامعة الدول العربية: جمدت في نوفمبر/تشرين ثان 2011، مقعد سوريا، رفضًا للجوء الأسد إلى المقاربة العسكرية لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة له.
  • مجلس التعاون الخليجي: قرر في مارس/آذار من العام التالي، سحب السفراء.
  • منظمة التعاون الإسلامي: قررت في العام ذاته تجميد مقعد سوريا.
  • البرلمان العربي: في 11 ديسمبر/كانون أول 2018، وقبل نحو ثلاثة أشهر من انعقاد القمة العربية المقبلة، دعا الجامعة إلى إعادة سوريا إلى مقعدها الشاغر.
  • الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، قال في تصريحات صحفية يوم 24 من الشهر ذاته، إنه “لا تغيير في موقفنا من عضوية سوريا وتجميد مقعدها حتى الآن، ولم ننسق مع السودان زيارة الرئيس البشير لدمشق”.
غيتي
لا استراتيجية موحدة:
  • محللون سياسيون من دول عربية، يرجحون استمرار العواصم العربية على مواقفها من نظام الأسد، مع احتمال حدوث انقلاب في تلك المواقف متى دعت الحاجة أو أوضاع المنطقة قربًا أو بعدًا عن ذلك النظام.
  • المحلل المصري مختار غباشي: لا أرى في الأفق موقفًا عربيًا موحدًا من نظام الأسد، وأتوقع إمكانية حضور هذا النظام القمة العربية المقبلة في ظل المواقف الملتبسة عربيًا وعدم وجود استراتيجية موحدة.
  • الكاتب الكويتي فخري رجب: الكويت ستعيد علاقاتها مع دمشق.
  • الأكاديمي المغربي خالد يايموت: سيواصل المغرب التزام الحياد.
  • المحلل الجزائري عبد السلام سكية: ستستمر الجزائر في موقفها الراهن.
  • المحلل العراقي واثق الهاشمي: ستزداد العلاقة الوثيقة بين بغداد ودمشق.
  • المحلل السوداني أنور سليمان: هناك صعوبة في التكهن بمستقبل العلاقات بين الخرطوم ودمشق وارتباطها بالرياح السياسة في المنطقة.
  • المحلل اللبناني فيصل عبد الساتر، القريب من “حزب الله”: التطبيع مع سوريا استحقاق لا بد أنه قادم.
  • المحلل الفلسطيني هاني المصري: فلسطين ستطور علاقاتها مع النظام السوري من أجل اللاجئين الفلسطينيين والحصول على الدعم السوري.
  • المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة: لابد أن يضع الأردن خارطة طريق لإعادة ترتيب العلاقات مع سوريا، بهدف تحقيق استفادة فعلية من عملية إعادة الأعمار، ومن الواقع الذي يتشكل في المنطقة.
المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر