دراسة تكشف تأثير “وقت الشاشة” على التطور اللغوي لدى الأطفال

تظهر الدراسة أن وقت الشاشة يحل محل الفرص اللغوية الحيوية للأطفال الصغار

دراسة تحذر من أثر تمضية الأطفال وقت طويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية على التطور اللغوي (شترستوك)

وجدت دراسة أسترالية، أنه مقابل كل دقيقة يقضيها الأطفال الصغار أمام الشاشات في المنزل، فإنهم يسمعون عددًا أقل من كلمات البالغين، ويصدرون أصواتًا أقل، وينخرطون في محادثات أقل مع والديهم، وبالتالي يفقدون عنصرًا أساسيًا لبناء مهاراتهم اللغوية التي يمكن أن تشهد تأخرًا.

البحث نُشر في دورية الجمعية الأمريكية لطب الأطفال (JAMA)، وتتبع خلاله الباحثون 220 عائلة أسترالية على مدى عامين ونصف لقياس العلاقة بين استخدام الشاشة العائلية وبيئة لغة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و36 شهرًا.

الشاشات والتفاعل

وأظهرت النتائج أنه كلما زاد وقت تعرض الأطفال للشاشات، قل التفاعل مع الوالدين خلال السنوات الأولى الحرجة. ومن أجل تحقيق التحصيل اللغوي للطفل وتطوره الاجتماعي العاطفي، فمن المهم أن يتم التحدث معه والتفاعل معه بكثرة في المنزل.

وقالت الدكتورة ماري بروش من جامعة أديلايد (Adelaide) “تدعم النتائج التي توصلنا إليها فكرة (التفاعل التكنولوجي) كقضية حقيقية، حيث يتعارض تعرض الأطفال الصغار لوقت الشاشة مع فرص التحدث والتفاعل في بيئتهم المنزلية”.

وتابعت “نحن نعلم أن مقدار الحديث والتفاعل الذي يختبره الأطفال أمر بالغ الأهمية لتطورهم اللغوي المبكر. وتسلط هذه الدراسة الضوء على أن وقت الشاشة قد يعيق ذلك”.

وأضافت “كانت النتائج أعمق عندما بلغ الأطفال سن الثالثة. ارتبطت دقيقة واحدة فقط من وقت الشاشة بسبع كلمات أقل للبالغين، وخمسة أصوات أقل للأطفال، وتفاعل أقل”.

فقدان مئات الكلمات يوميًا

وحتى الأطفال الذين تتبع أسرهم إرشادات وقت الشاشة الحالية لمنظمة الصحة العالمية -ساعة واحدة يوميًا للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 سنوات- قد يفوّتون يوميًا تعلّم ما يصل إلى 397 كلمة من البالغين، و294 نطقًا، و68 محادثة.

وقال الباحثون إن الأطفال الذين شملتهم الدراسة، أمضوا في المتوسط نحو 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميًا، مما يعني أنهم فقدوا تعلم نحو 1139 كلمة يوجهها البالغون إليهم، و843 نطقًا و194 دورة محادثة يوميًا.

لكن الدراسة لم تقل ما إذا كان الأطفال الذين أمضوا ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لديهم حصيلة مفردات لغوية أقل ومهارات لغوية أضعف.

مع ذلك، ركزت الكثير من الدراسات على تأثير تمضية الوالدين وقت طويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وليس على تأثير تمضية الطفل لوقت طويل أمامها.

ليست كل الأخبار سيئة

لكن ليست كل الأخبار سيئة، فعلى الرغم من أن وقت الشاشة أصبح جزءًا من الحياة اليومية لمعظم الناس، إلا أن هناك طرقًا لتقليل التأثيرات المحتملة على الأطفال.

تقول ماري “يحتاج الآباء إلى التفكير فيما قد يفوته أطفالهم عندما يختارون تشغيل الشاشة، ولكن ربما يختارون المشاهدة التفاعلية المشتركة كوسيلة لتقليل عبء وقت الشاشة. احرص على المشاركة في محادثة طفلك عندما تكون الشاشة قيد التشغيل”.

تتابع “قد يشمل ذلك الغناء مع الأغاني المميزة، وتكرار العبارات أو الأسئلة من الشاشة، واستخدام محتوى العرض كبداية للمحادثة بعد إيقاف تشغيل الشاشة. ويمكن للتدخلات المصممة لدعم أولياء الأمور تثقيفهم بشأن محتوى شاشة تعليمي عالي الجودة يناسب عمر أطفالهم ويمكن أن يدعم تعلّم اللغة والتفاعل”.

المصدر : الجزيرة مباشر