كيف أسهمت “ألعاب البقاء” في إنقاذ 4 أطفال فُقدوا 40 يوما وسط غابات الأمازون الخطرة؟

قُتل البالغون الثلاثة على متن الطائرة وعُثر على جثثهم في مكان الحادث (رويترز)

كشفت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها 13 عامًا، تمكّنت من الحفاظ على حياتها وحياة أشقائها الثلاثة، خلال 40 يومًا من الضياع في أدغال الأمازون، وذلك بفضل “ألعاب البقاء” التي تعلمتها الطفلة من مخيمات الكشافة.

وكانت وسائل الإعلام العالمية قد تداولت قصة نجاة 4 أطفال في كولومبيا بعد تحطم طائرتهم وسقوطها في غابات الأمازون، في مايو/أيار الماضي، مما أسفر عن مقتل البالغين الثلاثة الذين كانوا على متنها، بمن فيهم والدتهم.

وقالت عمّة الأطفال إن ابنة شقيقها (ليزلي) لجأت إلى الاعتماد على “ألعاب البقاء” لإنقاذ أشقائها من موت شبه محتم بسبب خبرتها بـ”ألعاب البقاء” التي تعلمتها خلال المخيمات الصيفية التي شاركت فيها على حافات الغابات.

وأوضحت العمّة (داماريس موكوتوي) أنه بدون مساعدة خارجية، لجأت ليزلي وشقيقها سوليني إلى استخدام معرفتهما بالغابة للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت إلى أن الطفلة استخدمت شرائط الشعر لإنشاء حدود مخيم إقامتهم، والحفاظ على إخوتها الصغار بأمان في الغابة التي تُعَد موطنًا للحيوانات المفترسة بما فيها النمور والثعابين الخطيرة، فضلًا عن انتشار عصابات مسلّحة تعمل في تهريب المخدرات.

وجد الباحثون أدلة على أن الأطفال لا يزالون على قيد الحياة (إندبندنت)

ووفقًا لكلام عمّتها، فبالإضافة إلى إقامة المخيم، عرفت ليزلي ما هي الفاكهة التي لا تستطيع تناولها، نظرًا لوجود العديد من الفواكه السامة في الغابة.

ومن جانبه، قال جون مورينو، زعيم قبيلة غوانانو في منطقة فاوبيس، بالجزء الجنوبي الشرقي من كولومبيا حيث نشأ الأطفال “لقد استخدموا ما تعلموه من خبرات في المجتمع المحلي، واعتمدوا على معارف أجدادهم من أجل البقاء على قيد الحياة”.

أما جدّهم فيدينسيو فالنسيا، فأوضح أن الأطفال “ضعفاء للغاية، لكنهم سعداء بالعودة إلى حضن العائلة من جديد”.

واحتفل الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي زار الأطفال في المستشفى يوم السبت الماضي، بعودتهم وقال إن بقاءهم على قيد الحياة يُعَد “ملحمة سيخلدها التاريخ”، وأضاف “هم أبناء الغابة، وهم أيضا أطفال كولومبيا”.

وينتمي الأطفال إلى قبائل “ويتوتو” من السكان الأصليين، وقد ظلوا تائهين في الأدغال منذ تحطم طائرة من طراز “سيسنا 206″، كانت تقلهم مع والدتهم وقريب لهم والطيار في الأول من مايو الماضي. وقُتل البالغون الثلاثة، وعُثر على جثثهم في مكان الحادث.

وشارك سلاح الجو أيضًا في العملية بثلاث مروحيات. وباستخدام مكبر صوت على متن مركبة، تم بث رسالة صوتية سجلتها جدّة الأطفال. وقد أُلقيت معدات للإغاثة في أنحاء مختلفة من الغابة.

كما استُخدمت تقنيات الأقمار الصناعية لمحاولة تحديد المسار الذي كان من الممكن أن يسلكه الأطفال في هذا الجحيم الأخضر الذي لا يمكن اختراقه، والذي يشهد هطول أمطار غزيرة يوميًّا.

المصدر : الإندبندنت