جسر رقمي بين الدماغ والحبل الشوكي.. الذكاء الاصطناعي يساعد مصابا بالشلل على المشي مجددا (شاهد)

تمكن فريق من علماء جامعة لوزان والمركز البحثي لمستشفى فود الجامعي وعدد آخر من المراكز البحثية في سويسرا، من إعادة الحركة لشخص مشلول عن طريق ابتكار وتطوير إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأعلنت الجامعة، يوم الثلاثاء الماضي، أن المريض البالغ من العمر 40 عامًا، استعاد الحركة الطبيعية لساقيه المشلولين منذ 10 أعوام، مما سمح له بالوقوف والمشي وحتى صعود الدرج.

وكان جيرت جان، الذي خضع للعملية، قد تعرض إلى إصابة في الحبل الشوكي عند الفقرات العنقية نتيجة حادث دراجة أدى إلى إصابته بشلل نصفي.

جسر رقمي

وأفاد علماء وجراحو طب الأعصاب المشاركون في التجربة بأنهم أعادوا الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي عبر جسر رقمي، مما سمح للشخص المشلول بالمشي بشكل طبيعي مرة أخرى.

وقالوا في بيان مشترك “قمنا بإنشاء واجهة لاسلكية بين الدماغ والحبل الشوكي باستخدام تقنية (BCI) التي تحول الأفكار إلى حركات جسدية”.

وأوضحت جرّاحة الأعصاب، غوسلين بلوخ أنه يمكن استخدام استراتيجية مماثلة لاستعادة وظائف الذراعين، مؤكدة أنه مع التطوير المستمر يمكن استخدام هذه الاستراتيجية لاستعادة وظائف الحركة لدى المرضى المصابين بالشلل النصفي والرباعي ومرضى باركنسون.

قريبا.. زرع شرائح ذكية في الدماغ

من ناحية أخرى أعلنت شركة “نيورالينك” الناشئة التي يملكها إيلون ماسك عبر موقع تويتر، أمس الخميس، أنها تلقت موافقة من السلطات الصحية الأمريكية على إجراء اختبارات على البشر لعمليات زرع شرائح ذكية في الدماغ.

واعتبرت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، أن هذه الاختبارات ستكون بمثابة خطوة أولى مهمة ستتيح يومًا ما مساعدة الكثير من الأشخاص بواسطة هذه التقنية، مشيرة إلى أن باب التطوع للتجارب السريرية لم يُفتح بعد.

 

وتصمم “نيورالينك” أجهزة ذكية تُزرع في الدماغ للتواصل مع أجهزة كمبيوتر مباشرة من خلال التفكير. ويُفترض أن تُستخدَم هذه التقنية في مرحلة أولى لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل أو الذين يعانون أمراضًا عصبية.

لكنّ الهدف على المدى الطويل يتمثل في جعل هذه الغرسات آمنة وموثوقًا بها وبسيطة لدرجة أنها ستندرج في إطار الجراحات الاختيارية (بقصد الرفاه). وسيتمكن الأشخاص عندها من دفع بضعة آلاف من الدولارات لتزويد دماغهم بقدرات معلوماتية.

وقال ماسك خلال المؤتمر السنوي للشركة عام 2020 إن هذه الشرائح ستمكّن البشرية من تحقيق “التعايش مع الذكاء الاصطناعي”. ويبدي الملياردير خشيته من أن تتفوق أنظمة الذكاء الاصطناعي على البشر وتتحكم بهم يومًا ما.

وتوصلت الشركة حتى الآن إلى زرع نماذج أولية بحجم عملات معدنية صغيرة في أدمغة الحيوانات. وأظهرت هذه التجارب أن هذه التقنية مكّنت قرودًا من اللعب بألعاب فيديو أو من طبع كلمات على الشاشة بمجرّد تتبُّع حركة السهم على الشاشة بعيونها.

وفي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، أجرت الشركة الناشئة تقويمًا لما توصلت إليه في شأن تصميم روبوت للجراحة وابتكار غرسات أخرى تُزرع في النخاع الشوكي أو العينين، بما يتيح استعادة الحركة أو البصر.

وتعمل شركات أخرى على التحكم في أجهزة الكمبيوتر عن طريق التفكير ومنها “سينكرون” التي أعلنت في يوليو/ تموز عام 2022 زرعها أول “أداة تواصل بين الدماغ والكمبيوتر” في الولايات المتحدة.

ويخضع عدد من المرضى لاختبارات على هذه الغرسة التي زرعت في أوعية دموية، كي يتمكنوا من كتابة رسائل إلكترونية أو استخدام الإنترنت بواسطة عيونهم وأدمغتهم.

المصدر : الفرنسية + خدمة سند