موجة حرارة مرتفعة تجتاح أوربا وحرائق الغابات تستعر في فرنسا وإسبانيا والمغرب (فيديو)

شبت حرائق غابات في جنوب غربي فرنسا وإسبانيا، السبت، مما أجبر الآلاف على مغادرة منازلهم مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي وضع السلطات في حالة تأهب في مناطق واسعة من أوربا.

وقالت السلطات الإقليمية في بيان إنه تم إجلاء أكثر من 12200 شخص من منطقة جيروند الفرنسية بحلول صباح السبت، حيث يحاول أكثر من ألف من رجال الإطفاء السيطرة على الحرائق.

واجتاحت حرائق الغابات فرنسا في الأسابيع الأخيرة، وكذلك دول أوربية أخرى من بينها البرتغال وإسبانيا، واشتعلت النيران في نحو 100 كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة جيروند ارتفاعًا من 73 كيلومترًا مربعًا، الجمعة.

حرائق إسبانيا

وفي إسبانيا، يكافح رجال الإطفاء لإخماد سلسلة من الحرائق بعد أيام من ارتفاع درجات الحرارة على نحو غير معتاد إذ بلغت 45.7 درجة مئوية.

وتسببت موجة الحر التي استمرت قرابة الأسبوع في وفاة 360 شخصًا، وفقًا للأرقام الصادرة عن معهد كارلوس الثالث الصحي.

وقالت أجهزة الطوارئ في ميخاس في تغريدة إنه تم إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص من منازلهم في المنطقة بسبب حريق غابات كبير بالقرب من البلدة الواقعة في إقليم ملقة ومن المقاصد الشهيرة للسائحين الأوربيين.

وفي أماكن أخرى من إسبانيا، اشتعلت النيران في أجزاء من منطقة إكستريمادورا، بالقرب من الحدود البرتغالية، حيث تم نشر أفراد من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية للمساعدة في التصدي لألسنة اللهب، وفي وسط منطقة قشتالة وليون.

ودمرت حرائق الغابات في المجمل 98 ألف فدان من بداية العام حتى منتصف يونيو/حزيران، أي أكثر من 3 أضعاف المساحة التي دمرتها الحرائق في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات من معهد الحفاظ على الطبيعة والغابات.

تنبيه باللون الأحمر في بريطانيا

وفي المملكة المتحدة، كان من المقرر أن تجتمع لجنة أزمة تتألف من وزراء في الحكومة البريطانية، السبت، بعد أن أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أول تنبيه “أحمر” من الحرارة الشديدة، محذرة من “خطر على الحياة”.

وقال مركز الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة في جنوبي إنجلترا قد تصل إلى 40 درجة مئوية للمرة الأولى، الاثنين أو الثلاثاء، محطمةً بذلك الرقم القياسي البالغ 38.7 درجة مئوية الذي يعود إلى العام 2019.

المملكة المغربية

وفي المغرب، قالت السلطات المحلية إن حرائق غابات اشتعلت على مساحة تتجاوز 20 كيلومترًا في مناطق العرائش ووزان وتازة وتطوان في شمالي البلاد، وأسفرت عن مصرع شخص واحد على الأقل.

وأجلت السلطات أكثر من ألف شخص من قراهم، وأسهمت طائرات محملة بالمياه في إخماد معظم الحرائق حتى مساء الجمعة، لكن رجال الإطفاء واصلوا مكافحة الحرائق في ثلاث مناطق قرب العرائش.

شبه الجزيرة الإيبيرية

وتشهد البرتغال هدوءًا نسبيًّا، حيث لا يزال حريق كبير واحد نشطًا السبت، في شمالي البلاد.

وتحطمت طائرة قاذفة للمياه كانت تكافح حريق غابات في منطقة غاردا (شمال)، مما أدى إلى مقتل الطيار، راكبها الوحيد.

وبحسب تقرير صادر عن الحماية المدنية البرتغالية، خلّفت حرائق الأسبوع الماضي قتيلين ونحو 60 جريحًا.

ودمرت الحرائق منذ بداية موجة الحر ما بين 12 ألفًا و15 ألف هكتار من الغابات والأشجار.

وموجة الحر هذه هي الثانية خلال شهر في أوربا، ويُعد تزايد موجات الحر نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري وفق العلماء، وتزيد انبعاثات الغازات الدفيئة من شدتها ومدتها وتواترها.