منوعات|لبنان

لبنان.. وفاة طفلة وفقدان 27 في غرق مركب على متنه 70 مهاجرا غير نظامي

مواطنون يتجمعون حول سيارات الإسعاف خارج بوابة ميناء طرابلس للاطمئنان على ذويهم (رويترز)
24/4/2022-|آخر تحديث: 24/4/202203:36 PM (بتوقيت مكة المكرمة)

أعلن لبنان، اليوم الأحد، إنقاذ 47 شخصا أحياء، وانتشال 8 جثث، فيما يجري البحث عن مفقودين، من مركب هجرة غير نظامية كان يقل أكثر من 70 شخصا.

وأعلنت منظمة الصليب الأحمر اللبناني، أمس السبت، غرق مركب غير نظامي على متنه نحو 60 شخصًا عند ساحل مدينة طرابلس شمالي البلاد.

وقالت المنظمة عبر حسابها الرسمي على تويتر “غرق زورق وعلى متنه حوالي 60 شخصًا”، وأضافت أن الصليب الأحمر اللبناني وجّه 7 سيارات إسعاف الى ميناء طرابلس.

من جانبها، أفادت وكالة الإعلام الرسمية اللبنانية بوفاة طفلة وفقدان 27 شخصًا (لم تحدد جنسياتهم) في حادث غرق مركب كان يُقلّ مهاجرين بطريقة غير نظامية من لبنان باتجاه قبرص وأوربا.

ونقلت الوكالة عن مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر قوله إن القوات البحرية في الجيش تحركت للبدء بعمليات الإنقاذ بعد ورود معلومات عن غرق مركب على متنه نحو 60 شخصًا، اثناء محاولتهم الهروب بطريقة غير نظامية باتجاه قبرص وأوربا.

وأشارت الوكالة إلى وفاة طفلة جراء الحادث بجانب فقدان 27 آخرين، بينما تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش اللبناني من إنقاذ 32 شخصًا.

وقال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إنه يتابع قضية غرق الزورق الذي انطلق من منطقة القلمون شمالي لبنان، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

ودعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأحد في بيان، السلطات الأمنية والقضائية المختصة لإجراء تحقيقاتها بسرعة وشفافية مطلقة وكشف ملابسات هذه الجريمة المتمادية بحق أبناء الشمال، وإنزال أقصى العقوبات بحق المرتكبين.

دولة ساقطة

من جانبه، قال رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، عبر تويتر عندما تصل الأمور بالمواطن اللبناني اللجوء الى قوارب الموت هرباً من جهنم الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في دولة ساقطة.

وذكر الحريري أن الشهادات التي صرح بها ضحايا قارب الموت خطيرة ولن نقبل بأن تدفن في بحر المدينة، مطالبأً بتحقيق سريع يكشف الملابسات ويحدد المسؤوليات.

وكانت قد انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل لناجين، زعموا فيها أن قاربا للجيش ارتطم في مركبهم ما أدى لغرقه، إلا أن الجيش نفى صحة هذه الواقعة.

وأوضح قائد القوات البحرية العقيد الركن هيثم ضناوي، بمؤتمر صحفي، أن القوات البحرية حاولت منع القارب من إكمال طريقه إلا أن قائده اتخذ القرار بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة بشكل أدى إلى ارتطامه بها، ما تسبب بشقوق بالمركب فتسربت المياه إلى داخله بسرعة وغرق بظرف ثوانٍ بسبب الوزن الزائد على متنه.

وأضاف أن الزورق كانت حمولته أكثر من 15 ضعفا من قدرته الطبيعية.

وتابع: المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة أمتار وعرضه 3 أمتار والحمولة المسموح بها هي 10 أشخاص فقط ولم يكن هناك سترات إنقاذ ولا أطواق نجاة.

بسبب السياسيين

وتجمّع أشخاص من عائلات بعض الركاب للاطمئنان على أقاربهم، لكنهم مُنعوا من دخول ميناء طرابلس الذي أغلقه الجيش وسمح فقط بدخول سيارات الإسعاف وخروجها.

وقال رجل ينتظر أنباء عن قريب له خارج الميناء “حدث هذا بسبب السياسيين الذين أجبروا اللبنانيين العاطلين عن العمل على مغادرة البلاد”.

عائلات بعض الركاب أمام بوابة ميناء طرابلس للاطمئنان على أقاربهم (رويترز)

ويعاني لبنان -الذي يناهز عدد سكانه 6 ملايين نسمة- أزمة مالية غير مسبوقة يقول البنك الدولي إنها على نطاق تشهده عادة دول تعيش حروبًا، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها الشرائية ويعيش غالبية السكان تحت خط الفقر.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما لا يقل عن 1570 شخصًا، بينهم 186 لبنانيًّا، غادروا لبنان أو حاولوا المغادرة بشكل غير نظامي عن طريق البحر بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2021.

ويتجه أغلب المهاجرين غير النظاميين إلى جزيرة قبرص العضو في الاتحاد الأوربي التي تبعد 175 كيلومترًا عن سواحل لبنان، وبلغ عددهم عام 2019 نحو 270 بينهم 40 لبنانيًّا.

ومعظم الذين يحاولون مغادرة لبنان عن طريق البحر هم من اللاجئين السوريين لكن أعداد اللبنانيين بينهم في تزايد.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، لقي مئات السوريين مصرعهم غرقًا في مياه البحر المتوسط في طريق العبور من لبنان إلى القارة الأوربية بحثًا عن مستقبل أفضل وحياة أكثر أمنًا.

ومنذ اندلاع الثورة السورية قبل 11 عامًا، خسر مئات الآلاف من المواطنين أرواحهم على يد قوات النظام وحلفائه، كما اضطر الملايين إلى مغادرة منازلهم وأراضيهم واللجوء إلى الدول المجاورة بشكل رئيسي وباقي أنحاء العالم.

المصدر : وكالات