دواء قد يحد من احتمال اكتئاب الأمهات بعد الولادة.. إليك التفاصيل

أدى إلى الحد بنسبة ثلاثة أرباع من نوبات الاكتئاب الكبرى خلال 42 يومًا بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة (آي ستوك)

يساهم إعطاء الأم بعد الإنجاب أحد مشتقات الكيتامين (Ketamine) في الحد من خطر إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة، وفق ما أفادت به دراسة نشرتها الخميس مجلة “بريتيش ميديكال جورنال”، ولكن تشوبها ثغرات عدّة.

وهدفت التجربة السريرية التي أجريت في الصين، إلى تجنّب اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات اللواتي سبق أن عانين أعراض الاكتئاب أثناء الحمل، وهو شكل من أشكال ما يسمى اكتئاب ما قبل الولادة يستمر غالبًا بعد ولادة الطفل.

ولاحظ الباحثون أن “تناول الأمهات المصابات باكتئاب ما قبل الولادة جرعة واحدة منخفضة من الإسكيتامين (Esketamine) بعد وقت قصير من حصول الإنجاب، أدى إلى الحد بنسبة ثلاثة أرباع (75%) من نوبات الاكتئاب الكبرى” خلال 42 يومًا بعد الولادة.

أساس لمنتج مخدّر

ويُستخدم الإسكيتامين الذي يُعطى في هذه الحالة على شكل حقنة، كأساس لمنتج مخدّر، وقد أُجريت أبحاث عدة سنوات في شأن خصائصه المضادة للاكتئاب. وسبق أن وافقت بعض السلطات الصحية، كإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على استخدامه مضادًّا للاكتئاب.

لكن ثمة جدلًا فيما يتعلق بهذا الجزء لافتقاره إلى الفاعلية ضد أنواع الاكتئاب الأكثر مقاومة، فضلًا عن الآثار الجانبية العصبية النفسية مثل صعوبات النطق أو الاضطراب التفارقي.

اكتئاب ما بعد الولادة (غيتي)

وشكّل الباحثون في هذه الحالة مجموعة تضمّ مئات الأمهات اللواتي عانين أعراض الاكتئاب أثناء الحمل. وفي غضون الدقائق الأربعين التي أعقبت الوضع، تلقّى نصفهن حقنة إسكيتامين، وتلقى النصف الآخر دواءً وهميًّا.

وبعد مرور 42 يومًا، سُجلت نوبة اكتئاب شديدة لدى أقل من 7% من المجموعة الأولى، في حين بلغت النسبة الربع في المجموعة الثانية. ورُصدت حالات كثيرة من الآثار الجانبية، لكنّها ما لبثت أن اختفت تلقائيًّا في أقل من يوم واحد.

ثغرات

ومع أن هذه الدراسة تشكّل تأكيدًا لفاعلية الإسكيتامين في هذا المجال، فإن عناصر عدة تشوبها، تحدّ من إمكان الركون إلى نتائجها.

فالباحثون أولًا لم يشملوا بدراستهم سوى النساء اللواتي ظهرت أعراض الاكتئاب عليهن أثناء الحمل، واستبعدوا أولئك اللواتي كنّ يعانين أصلًا اضطرابات نفسية قبل الحمل.

وفضلًا عن ذلك، كانت لدى النساء اللواتي شملتهن الدراسة أعراض اكتئابية خفيفة قبل الولادة، لذلك من الصعب تحديد ما إذا كان الإسكيتامين كافيًا عندما يكون اكتئاب ما قبل الولادة أكثر شدة.

أما الأهمّ، فيتمثل في أن الدراسة تتوقف بعد أكثر بقليل من شهر على الولادة، ولذلك لا يمكننا تحديد مدى فاعلية هذه الحقنة في توفير الحماية من الاكتئاب على مدى أطول، أو ما إذا كانت الآثار الجانبية قد تظهر مجددًا بعد أسابيع.

المصدر : الفرنسية