يصيب السيقان والأذرع.. هل يجعل النمو طفلك يعاني من الآلام؟

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “طب الأطفال” الأمريكية، أنه لا يوجد تعريف دقيق لـ”آلام النمو” أو الآلام غير المبررة التي يعاني منها طفلك، وأنها قد لا تكون مرتبطة بالنمو على الإطلاق.

تُظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 50% من الأطفال يعانون من آلام مصنفة على أنها آلام في النمو، وبالنسبة لبعضهم يمكن أن يعني ذلك ألمًا في الساق ولآخرين ألمًا في أذرعهم.

وقال جرّاح عظام الأطفال كارلوس أوكويلاس لمجلة “فري ويل فاميلي”، إن ما توصلت له الدراسة هو أن وصف آلام النمو متنوع وليست له معايير محددة تحدد التشخيص.

(الفرنسية)

ما هي آلام النمو؟

تمت صياغة مصطلح “آلام النمو” لأول مرة في عام 1823، وقد تم استخدامه لوصف آلام العضلات والعظام التي يعاني منها الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وبدأ الناس يفترضون أن الأطفال يعانون من آلام لأن عظامهم كانت تنمو بشكل أسرع.

ويقول الدكتور أوكويلاس “توصف آلام النمو بأنها ألم عادة في الساقين، وأقل شيوعًا في الذراعين”، ويضيف أنها الآلام التي يشعر بها الطفل عادة في بداية المساء.

عادة ما يعاني الأطفال من هذه الآلام بين سن 3 و12، وقد وجدت الدراسات أن انخفاض مستويات فيتامين (د) يمكن أن يسبب آلامًا في العضلات تعتبر آلامًا في النمو.

وقال الخبراء إن زيادة النشاط يمكن أن يؤدي إلى الألم، ولا يرتبط الأمر بفترات النمو السريع، وغالبًا لا يكون الألم في مواقع النمو.

وأفاد الطبيب دانيال جانجيان للمجلة الأمريكية أن الألم يمكن أن يأتي فجأة ويكون شديدًا لدرجة تجعل بعض الأطفال يبكون، وفي الحالات القصوى يمكن أن يصبح نومهم متقطعًا.

وأضاف أن الآلام نفسها حقيقية، لكن تسميتها “آلام النمو” ليست الأكثر دقة، ويقول الأطباء إن المصطلح يُستخدم غالبًا في حالة عدم وجود تفسيرات أخرى.

تدليك الأطفال يعزز من مناعتهم وينقذ أرواحهم (غيتي)

هل الآلام المتزايدة تشخيص؟

قام باحثون من جامعة سيدني بفحص نتائج 147 دراسة علمية لمعرفة كيف يتم تحديد آلام النمو طبيًّا، وأظهر 50% فقط من الدراسات أن الألم كان في الأطراف السفلية.

وأوضح البحث أن 42% من الأطفال لديهم ألم مستمر، ولم تذكر الدراسات عمر الطفل للمساعدة في تحديد آلام النمو.

وخلصت الدراسات إلى أنه من الناحية الطبية، لا يوجد إجماع أو اتفاق حول ما يؤدي إلى تشخيص الطفل بآلام النمو.

ويقول الآباء إن أطفالهم يعانون من آلام في النمو على الرغم من أنهم قد يعانون من أعراض حالة مختلفة.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

عندما يشتكي طفلك من وجع وألم في ساقيه، يوصي الأطباء برصد إن كان أكثر نشاطًا من المعتاد -الجري والقفز- وهنا قد يكون الألم نتيجة للنشاط الإضافي، خصوصًا إذا اختفت الأوجاع بحلول الصباح.

وتشير مجلة الصحة أنه إذا ظهرت أعراض أخرى، فقد يتعلق الأمر بحالة أكثر خطورة، ويوضح الدكتور جانجيان أن العلامات المقلقة هي “الحمّى غير المبررة وفقدان الوزن والخمول، ثم الألم المستمر أو المتزايد”.

ويحتاج الآباء إلى التواصل مع طبيب الأطفال إذا كان الطفل يعاني من تورم في المفاصل أو احمرار حول المفصل أو صعوبة في ثنيه أو ألم في الأطراف العلوية.

ويقول الأطباء إن الصدمات والعدوى وكسور الإجهاد يمكن أن تكون أيضًا أسبابًا للألم.

أما إذا كانت جميع صور الأشعة جيدة، فتعتبر الكمادات الدافئة وضمادات التدفئة والتدليك طرقًا أخرى لتهدئة الألم.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية