كورونا طويل الأمد.. لماذا لا يتعافى بعض الناس؟ (فيديو)

فحص أشعة للرئة خاص بمريض كورونا المستجد (غيتي)

يعاني بعض مرضى كورونا المستجد من أعراض قد تستمر لعدة أشهر، وحتى الآن ينصب التركيز على إنقاذ الأرواح أثناء الوباء، ولكن ثمة إدراك متزايد بأن الناس يواجهون عواقب طويلة الأمد لعدوى كورونا المستجد.

34برنامج (مع الحكيم) على قناة الجزيرة مباشر، ناقش الأسئلة الأساسية بشأن هذا الموضوع ومن أهمها لماذا تستمر الأعراض عند بعض المصابين فترة طويلة بعد التعافي؟ وما إذا كان الجميع سيتعافون تمامًا.

وكانت منظمة (فير هيلث) ومقرها نيويورك، قد أجرت دراسة أولية حللت فيها بيانات سجلات صحية لما يقرب من مليوني شخص ووجدت أن أكثر من ربع المتعافين من كورونا المستجد عانوا من مشاكل صحية وأعراض طويلة الأمد على مدى شهر بعد الإصابة.

ما هو كورونا المستجد طويل الأمد؟

لا يوجد تعريف طبي أو قائمة أعراض مشتركة بين جميع المرضى. فمن الممكن أن تختلف تجارب شخصين مصابين بكورونا المستجد طويل الأمد بشكل كامل.

ومع ذلك، وبحسب ما ورد من بيانات في حلقة هذا الأسبوع من برنامج (مع الحكيم) عن هذه الدراسة، تمثلت الأعراض الشائعة بعد نحو شهر من التشخيص الأول بكورونا المستجد في التهاب الأعصاب والآلام، فضلا عن مشاكل التنفس وارتفاع الكوليسترول والشعور بالضيق والإرهاق وكذلك ارتفاع ضغط الدم.

كما تم الإبلاغ عن أعراض معوية وصداع نصفي ومشاكل جلدية واضطرابات في النوم بالإضافة إلى تلف القلب والرئتين والكلى والأمعاء، كما تم الإبلاغ عن بعض المشاكل العقلية بما في ذلك الاكتئاب والقلق وعدم القدرة على التفكير بوضوح.

واقتصرت الدراسة على الأصحاء فقط مستثنية أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة لتمييز الأضرار التي يحدثها كورونا المستجد بعيدا عن الأعراض المرتبطة بالأمراض المزمنة.

وبحسب بيانات تطبيق تتبع أعراض كورونا الذي يستخدمه حوالي 4 ملايين شخص في المملكة المتحدة لا يزال 12٪ من الأشخاص يعانون من الأعراض بعد 30 يومًا.

وتشير أحدث بيانات التطبيق إلى أن واحدًا من كل 50 من جميع المصابين (2٪) يعاني من أعراض كورونا طويل الأمد بعد 90 يومًا.

كيف يتسبب الفيروس في الإصابة بأعراض طويلة الأمد؟

لا توجد إجابة واحدة محددة لهذا السؤال، ولكن هناك الكثير من الإجابات المقترحة ومن أهمها:

  • بعد خروج الفيروس من معظم أنحاء الجسم، يستمر وجود بقايا منه. وطبقا للبروفيسور تيم سبيكتور، من كينجز كوليدج لندن: “إذا كان هناك إسهال طويل الأمد، فستجد الفيروس في القناة الهضمية، وإذا كان هناك فقدان للرائحة فستجد الفيروس في الأعصاب لذلك قد يكون هذا هو سبب المشكلة”.
  • يمكن للفيروس أن يصيب بشكل مباشر مجموعة واسعة من الخلايا في الجسم ويؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة النشاط والتي تسبب أيضًا أضرارًا في جميع أنحاء الجسم.
  • لا يعود جهاز المناعة إلى طبيعته بعد الإصابة بكورونا المستجد ما يسبب اعتلالا في الصحة.
  • قد تغير العدوى أيضًا طريقة عمل الأعضاء ويكون هذا أكثر وضوحًا في الرئتين إذا أصيبتا بالتليف. وشوهدت مشاكل طويلة الأمد بعد الإصابة بفيروس (سارس) أو (ميرس)، وهما نوعان من الفيروسات التاجية.
  • قد يغير كورونا المستجد أيضًا عملية التمثيل الغذائي لدى البعض. وكانت هناك بيانات لأشخاص يكافحون للسيطرة على مستويات السكر في الدم بعد الإصابة بمرض السكري الناتج عن كورونا المستجد. كما أدى (سارس) إلى تغييرات في طريقة معالجة الجسم للدهون لمدة 12 عامًا على الأقل.
  • هناك علامات مبكرة على حدوث تغييرات في بنية الدماغ ولكن لا يزال الأمر قيد الدراسة.
  • يحدث فيروس كورونا المستجد أشياء غريبة في الدم أيضا، بما في ذلك التخثر غير الطبيعي، وإتلاف الشبكة التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم.

ما الذي يجب فعله عند الإصابة بأعراض كورونا طويل الأمد؟

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الالتهاب المنتشر الناجم عن فيروس كورونا قد يؤدي إلى إصابة الأشخاص بمشاكل في القلب في سن أصغر بكثير لذا نظم وقتك حتى لا تضغط على نفسك بشدة، وتأكد من الحصول على قسط وافر من الراحة وقم بتوزيع الأنشطة المرهقة على مدار الأسبوع ومن الأفضل استشارة الطبيب إذا لم تتعافى بالسرعة المتوقعة.

المصدر : الجزيرة مباشر