حرب غزة وتخفيضات “أوبك بلس” تدفعان أسعار النفط قرب أعلى مستوى لها هذا العام

استعادت أسعار النفط مكانتها قرب أعلى مستوى لها هذا العام، مع اقتراب العقود الآجلة لخام برنت من ملامسة حاجز 84 دولاراً للبرميل، وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط 80 دولارا، بمستهل أولى تعاملات الأسبوع الجاري.

وتتلقى السوق دعما من اتفاق الدول الأعضاء في مجموعة “أوبك بلس” على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام.

كما دفع الأسعار إعلان روسيا المفاجئ خفضا إضافيا في إنتاج وصادرات النفط بمقدار 471 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري، حسب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أمس الأحد.

وأعلنت السعودية تمديد خفضها الطوعي بواقع مليون برميل يوميا حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل، ليظل إنتاجها عند حوالي تسعة ملايين برميل يوميا.

توقعات متضاربة

ويتماشي قرار تحالف “أوبك بلس” مع توقعات بعض الخبراء بأن تحمي تخفيضات الإنتاج سوق النفط، وسط تنامي المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي وزيادة الإنتاج من دول خارج المجموعة، بينما جاء القرار مخالفا لبعض المراقبين في ظل تعثّر الإمدادات من البحر الأحمر الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية.

ويبلغ إجمالي تعهدات “أوبك بلس” بخفض الإنتاج منذ 2022 نحو 6 ملايين برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 5.7% من حجم الطلب العالمي اليومي، وفقا لحسابات رويترز.

حرب غزة وتحديات الطلب

وتلقت أسعار النفط دعما منذ بداية العام الجاري 2024، جراءتصاعد التوترات الجيوسياسية في ظل هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، على الرغم من أن المخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي ألقت بظلالها على الطلب العالمي على الخام .

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، قفزت تكلفة شحن الوقود لآسيا 182% جراء تصاعد التوترات جنوبي البحر الأحمر، مع ارتفاع أسعار تأمين السفن من 30 ألف دولار إلى 83 ألف دولار يوميًا، مع اضطرار السفن إلى الإبحار آلاف الأميال حول إفريقيا، ما يؤدي بدوره إلى تقليل عدد السفن المتاحة في السوق الفورية.

وتخيّم حالة من الضبابية على آفاق الطلب على الخام هذا العام، إذ تتوقع أوبك نمو الطلب بواقع 2.25 مليون برميل يوميا في 2024، بقيادة الأسواق في آسيا، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموا أبطأ بكثير عند 1.22 مليون برميل يوميا.