معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد تتفاقم والأمم المتحدة تتوقع تضاعف أعدادهم (فيديو)

بعد عام من الاقتتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، وعلى إثر تصاعد الأزمة الإنسانية في معسكرات اللاجئين السودانيين شرقي تشاد، تقدّر الأمم المتحدة أنه من المتوقع أن يجبر الاقتتال نحو 200 ألف سوداني على اللجوء إلى شرقي تشاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

عائلة سودانية من دارفور عالقة على الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

ومع اقتراب موسم الأمطار، زادت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مما دفع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى المطالبة بتوفير لوجستيات ضخمة لنقل اللاجئين من المناطق الحدودية في تشاد وضمان سلامتهم وحمايتهم، الأمر الذي يتطلب إنشاء مخيمات جديدة وتوسيع المخيمات الحالية. ومع ذلك، تُعَد محنة اللاجئين أكبر من مجرد الحاجة إلى الدعم المادي، فهم يطمحون إلى الاستقرار ومنحهم فرصة لإعادة بناء حياتهم التي دُمرت على وقع الاقتتال.

وضع مُزرٍ

في هذا الصدد، التقت الجزيرة مباشر عددًا من اللاجئين السودانيين في تشاد للوقوف على معاناتهم بعد مرور عام على الاقتتال الداخلي السوداني.

تحكي نفيسة آدم، اللاجئة مع أبنائها الستة في مخيم أدري شرق تشاد في ظروف إنسانية صعبة، قصتها للجزيرة مباشر بحسرة، وتقول “الحمد لله لقد جئنا من أردمتا ومضى على وجودنا هنا 4 أشهر، صحيح أننا واجهنا تحديات كثيرة، ولكن في غضون شهرين إلى 3 أشهر، تمكنا من التغلب عليها”، مشيرة إلى الوضع المعيشي الصعب برفقة أبنائها الستة.

وبدت اللاجئة فاطمة إسحاق مرهقة جرّاء عنايتها الحثيثة بوالدتها التي تعاني مشكلات صحية في الكلى، وتروي قصتها بكلمات مؤثرة “جئنا من الجنينة، والحرب أتت بنا إلى هنا وظروفنا صعبة، وأمي ضعيفة وأنا أيضًا أعاني من آلام في الأذن منذ أن كنت طفلة صغيرة، وليس لدينا من نعتمد عليه في جلب الماء، ونمر بأوقات عصيبة لأنه ليس لدينا من نعتمد عليه”.

وتابعت “الظروف في تشاد صعبة لأنهم يقدمون لنا الضروريات الأساسية فقط، وكل مرة عندما يأتون، يأخذون أسماءنا، لكنهم لا يعطوننا أي شيء عندما يعودون، منذ مجيئنا منذ قرابة 9 أشهر تلقينا المساعدة مرتين فقط”.

وتحمل مريم محمد طفلها الصغير، مؤكدة أن قصتها لا تختلف كثيرًا عن جيرانها، إذ تقول “بالطبع واجهتنا مشاكل قبلية، غادرنا أردمتا-الجنينة وأتينا إلى تشاد، وفي الحرب أصيب وقُتل الكثير من الناس، ومررنا بالعديد من المآسي ووصلنا بلا شيء”.

ويعاني زوج مريم إعاقة في يده اليمنى، مما فاقم معاناتها وأطفالها “أنا وأطفالي نكافح من أجل إعالة أنفسنا، وليس لدينا أي شيء في المخيمات، أحيانًا نجد أشياء، ولكن ليس دائمًا”.

وحيدة بلا سند

وتسببت الحرب في تشتيت عائلة اللاجئة ليلى عبد الله، بعد فقدان زوجها الذي كان مجندًا، وتفرّق أبنائها التسعة، ولم تتمالك دموعها وهي تروي قصتها “أنا جنوبية وليس لديَّ أحد هنا، في الماضي كنت أعتمد على أبنائي، أما الآن فهم بعيدون”.

وتتحسر ليلى على أيام خلت كانت محاطة بزوجها وأبنائها التسعة، ولكنها الآن تجلس وحيدة بلا أنيس سوى ذكريات باتت ملاذها الوحيد في الشتات.

وأضافت ليلى “دولة تشاد ما قصرت معنا واهتمت بنا، نشرب ونأكل، لكن الجو بارد، وإذا وجدت ما تأكله لا أحد يسألك، وإن لم تجد أيضًا لا أحد يسألك، الحمد لله”.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد عبّرت عن قلقها المتزايد من عبور المزيد من اللاجئين إلى تشاد من دارفور في الأسابيع المقبلة وسط نقص مقلق في الغذاء وغيره من الضروريات.

وتستضيف تشاد الآن نحو 680 ألف لاجئ وأكثر من 380 ألف نازح داخلي، ولتوسيع نطاق استجابتها، تحتاج المفوضية إلى 214 مليون دولار لتوفير المساعدة المنقذة لحياة النازحين قسرًا في تشاد، بما في ذلك 72 مليون دولار للاستجابة الطارئة للاجئين الفارين من الصراع في السودان.

المصدر : الجزيرة مباشر