كالمستجير من الرمضاء بالنار.. سودانيون هربوا من الحرب ليعيشوا أوضاعا صعبة في معسكر لجوء بأوغندا (فيديو)

مصابون بالأمراض وجروحهم لم تلتئم بعد، وآخرون يحتاجون لإجراء عمليات جراحية عاجلة. هذا هو حال اللاجئين السودانيين في معسكر “كرياندقو” بأوغندا، بعد هروبهم من جحيم الحرب المستعرة في بلادهم منذ عام، ليواجهوا ظروفاً صعبة جراء انعدام الرعاية الصحية وعدم توفر أدنى مقومات الحياة.

وفي حديثها للجزيرة مباشر، قالت اللاجئة السودانية رضوى حسين: “أنا مصابة بمرض الأنيميا (فقر الدم)، وأجريت عملية جراحية لاستبدال مفصل الفخذ، وتدهورت حالتي الصحية بعد هروبي من الحرب في السودان ووصولي إلى أوغندا، وأصبحت أعاني من تآكل في عظام المفصل ونزيف بشكل مستمر”.

وفيما يتعلق بالعلاج أكدت روضة، أنها لم تتحصل على أي علاج أو خدمة طبية في المركز الصحي الملحق بالمعسكر.

وأشارت إلى أنها لم تعد قادرة على الحركة، ولا تستطيع النوم طوال الليل من شدة الألم، فضلا عن معاناتها بسبب سوء التغذية وأحوال الطقس الذي تترتب عليه رطوبة عالية في المعسكر.

النساء والأطفال يدفعون ثمن الصراع الدامي في السودان
النساء والأطفال يدفعون ثمن الصراع الدامي في السودان (رويترز)

حالة أخرى في ذات المعسكر لطفلة سودانية تعاني من ”ثقب في القلب” سبق لها إجراء عملية قلب مفتوح في الخرطوم، ولا تزال تحتاج لعملية أخرى.

والد الطفلة تحدث عن معاناة ابنته قائلا: “يفترض أن تجري ابنتي عملية أخرى مكملة للعملية الأولى، لكن ظروف الحرب حالت دون ذلك وأجبرت الأسرة على الفرار من السودان نحو أوغندا”.

وأضاف أنه رغم توفر كل الأوراق والوثائق الطبية الخاصة بحالة ابنته، إلا أنه لم يجد أطباء متخصصين لمتابعة علاجها.

كما أوضح الوالد أن تردي الظروف البيئية في المعسكر، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وسوء التغذية، عوامل فاقمت من معاناة ومرض طفلته.

أما نجلاء زكريا التي لجأت من مدينة نيالا بإقليم دارفور في السودان لأوغندا بحثا عن علاج بعد تعرضها لقذيفة طيران، فتعاني أيضا من سوء الخدمة الصحية وصعوبة تلقي العلاج في معسكر “كرياندقو”.

وقالت نجلاء: ” البيئة الصعبة في المعسكر وتغير المناخ أثرا على الأطفال والكبار، فانتشرت بينهم أمراض كثيرة مثل ”الحميات والالتهابات والحساسية والملاريا”، كما تعاني النساء الحوامل أيضا من أمراض عديدة بسبب عدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة”.

وتحدث المساعد الطبي السوداني علي عثمان عن تدهور الأوضاع الصحية في معسكر “كرياندقو” في أوغندا، قائلا: “في المعسكر لا توجد عيادة ولا توجد أدوية ولا يمكن تشخيص الأمراض بشكل صحيح”.

وتابع: “أكثر فئة متضررة هم الأطفال الذين يعانون من الالتهابات الرئوية والإسهال جراء الوضع الصحي السيء وعدم توفر دورات مياه، إضافة لعدم تلقيهم التطعيم ما قد يؤثر بشكل كبير على نموهم ومستقبلهم، كما أن سكان المعسكر يعانون كذلك من أمراض في الكلى والمسالك البولية بسبب عدم توفر مياه صالحة للشرب”.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، أجبر أكثر من 7 ملايين سوداني على الفرار من منازلهم، بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 إبريل/نيسان من العام الماضي، بينهم 1.5 مليون لجؤوا إلى دول الجوار، وتستضيف أوغندا منهم حوالي 27,423 ألف لاجئ سوداني حسب الاحصاءات الرسمية .

المصدر : الجزيرة مباشر