في الذكرى الـ48 ليوم الأرض.. قتل ومصادرات واعتقالات وسط العدوان الإسرائيلي الواسع

فلسطينيون يتجمعون خلال إحياء يوم الأرض عند السياج الحدودي في غزة - 30 مارس 2019 (رويترز)

يُحيي الفلسطينيون اليوم السبت يوم الأرض الفلسطينية، وتأتي الذكرى هذا العام وسط تحديات كبيرة مع العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة والذي راح ضحيته الآلاف، حيث استشهد أكثر من 32 ألف فلسطيني وأصيب عشرات الآلاف.

وتعود أحداث “يوم الأرض” إلى عام 1976 حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب في فلسطين المحتلة.

وفي جميع أماكن وجودهم، يُحيي الفلسطينيون يوم الأرض، في 30 مارس/آذار من كل عام، من خلال إطلاق عدة فعاليات. وتأتي الذكرى هذا العام وسط تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد الهجمة الاستيطانية في الضفة الغربية.

ومنذ بدء الحرب على القطاع صعّد الجيش عمليات الدهم والاعتقالات بالضفة، وهو ما أدى إلى مواجهات مع فلسطينيين خلفت 454 قتيلا ونحو 4 آلاف و750 جريحا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

أول صدام في يوم الأرض

واكتسب يوم الأرض، أهمية كبيرة لدى الفلسطينيين، لكونه أول صدام يحدث بين الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل، وسلطات الاحتلال، بحسب ما تذكر المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.

وفي عام 1975 أعلنت الحكومة الإسرائيلية خطة لتهويد منطقة الجليل، لبناء تجمّعات سكنية يهودية على أراض للفلسطينيين الذين يمثلون أغلبية في المنطقة.

وجاءت تلك الخطة، ضمن مشروع أطلقت عليه إسرائيل اسم “تطوير الجليل” وصادقت الحكومة، في 29 فبراير/شباط 1976، على قرار لمصادرة 21 ألف دونم، من أراض يملكها فلسطينيون في بلدات فلسطينية، وخصصتها لبناء المزيد من المستوطنات.

واستباقًا لأي مواجهة فلسطينية، أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر التجوال في القرى التي شهدت مصادرة للأراضي بدءًا من الساعة الـ5 مساء يوم 29 مارس من ذلك العام.

فلسطينيون يغرسون أشجار الزيتون بمناسبة يوم الأرض – 30 مارس 2023 (رويترز)

قمع وإطلاق نار

واعتبرت السلطات الإسرائيلية أن أي تظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة “غير قانونية”، وهددت بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، لمنع تنفيذ الإضراب.

وفي إطار مواجهة هذا القرار، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي، التي انبثقت عن لجان محلية فلسطينية، وأقرّت إعلان الإضراب الشامل في اليوم التالي الذي وافق 30 مارس، مدة يوم.

وبدأت شرارة المظاهرات الاحتجاجية، في 29 مارس من ذلك العام، بانطلاق مسيرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت للقمع الشديد من الشرطة، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة.

وكان قمع السلطات الإسرائيلية أشدّ وسقط خلالها قتيل وعشرات الجرحى، وأدى انتشار خبر مقتل المتظاهر، إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.

وتركزت المواجهات في منطقتي الجليل والمثلث شمالي إسرائيل ولا سيما قرى وبلدات عرابة ودير حنا وسخنين، وصحراء النقب في الجنوب، وأدت إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جرّاء عنف الرد الإسرائيلي.

ورغم استمرار السياسات الإسرائيلية في مصادرة الأراضي وسرقتها، فإن الفلسطينيين يعتبرون معركة الأرض مستمرة حتّى هذا الوقت، وسط اتساع رقعة العدوان.

قوات الاحتلال تقمع متظاهرين فلسطينيين يحتجون على سياسة الاستيطان (epa)

استمرار مصادرة الأراضي

وتسيطر إسرائيل بحسب تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية على 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية، و68.7% من مجمل المناطق المصنفة (ج) وهي المناطق التي تخضع للحكم الاحتلالي الإسرائيلي، وتبلغ مساحتها 61% من مجمل مساحة الضفة الفلسطينية.

وتبلغ مساحة المناطق المصنفة (أ) 17.6% من مساحة الضفة الغربية، والمناطق المصنفة (ب) 18.4% من المساحة الإجمالية للضفة الغربية.

ومنذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 بلغ مجموع مساحات الأراضي الفلسطينية التي أعلنتها أراضي دولة نحو 1700 كم، وهو ما يبلغ 29% من مجمل أراضي الضفة الغربية، وقد تم تخصيص أجزاء منها لإقامة المستوطنات.

وبلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية 740 ألف مستوطن، يتمركزون في 184 مستوطنة، و194 بؤرة استيطانية، منها 90 بؤرة زراعية رعوية تمنع وصول المواطنين إلى أكثر من 410 آلاف دونم معظمها في الأغوار والسفوح الشرقية، وتعادل أربعة أضعاف مساحة المستوطنات القائمة.

فلسطيني من منطقة مسافر يطا يحمل أوراقا تثبت ملكيته لأرضه (غيتي)

المزيد من البؤر الاستيطانية

وفي عام 2023 وحده أقيمت 18 بؤرة جديدة، وبلغ عدد المواقع الاستيطانية الخدماتية والصناعية وغيرها 52 موقعًا، إلى جانب 94 موقعًا عسكريًّا و40 كلية عسكرية.

وأشار تقرير الهيئة إلى أنه في العام الماضي عملت سلطات الاحتلال على إقامة أكثر من 18 ألف وحدة استيطانية جديدة، 8 آلاف منها تمت المصادقة عليها، و10 آلاف وحدة جرت عملية إيداعها للمصادقة اللاحقة.

وبين التقرير أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي يزرعها المستوطنون بلغت 120 ألف دونم، واستولت سلطات الاحتلال عام 2023 وحده على أكثر من 48 ألف دونم من أراضي المواطنين تحت مسميات مختلفة.

وبلغ مجموع إخطارات الهدم التي تم توزيعها عام 2023 ما مجموعه 1330 إخطارًا شملت إخطارات هدم ووقف بناء، وقد تركز 60% من هذه الإخطارات في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله.

وهدمت إسرائيل 659 منشأة معظمها في محافظات القدس والخليل وأريحا، وأصدرت قوات الاحتلال 32 أمرًا عسكريًّا تقضي بوضع جيش الاحتلال الإسرائيلي يده على مساحة 619 دونما.

دعا سموتريتش وبن غفير عدة مرات إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وعودة المستوطنين إلي القطاع
دعا سموتريتش وبن غفير عدة مرات إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وعودة المستوطنين إلى القطاع (رويترز)

سياسة التهجير

وأدت إجراءات الاحتلال إلى تهجير 25 تجمعًا بدويًّا فلسطينيًّا تتكون من 266 عائلة تشمل 1517 فردًا من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، وقد جرى تهجير 22 من تلك التجمعات قبيل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأوضح التقرير أن إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين منعت وصول المواطنين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية.

ورصدت الهيئة عمليات اعتداء على أكثر من 21 ألف شجرة فلسطينية بالتكسير والاقتلاع والتسميم، منها أكثر من 18 ألف شجرة زيتون في عام 2023 وحده.

وأشارت هيئة مقاومة الاستيطان، إلى أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغ 700 حاجز عسكري وبوابة، منها أكثر من 140 بوابة وُضعت بعد السابع من أكتوبر.

ويفيد تقرير هيئة مقاومة الاستيطان، بأن جدار الفصل الإسرائيلي المقام عام 2002 لا يزال يعزل أكثر من 295 كيلومترا مربعا من أراضي المواطنين الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات