“بلاط”.. حي بإسطنبول تعايش فيه “يهود الأندلس” مع المسلمين أصبح وجهة سياحية (فيديو)

تعود جذور حي “بلاط” في القسم الأوروبي من إسطنبول إلى القرن 15 في عهد السلطان العثماني بايزيد الثاني عندما وافق على هجرة اليهود من الأندلس هروبا من الاضطهاد البيزنطي.

وكانت المنطقة مثالا حيا على التعايش بين اليهود والمسلمين والمسيحيين أيضا في تلك الفترة، وأطلق عليه الحي اليهودي، إذ لا يزال بعضهم يعيش في الحي إلى الآن.

وسكنت الحي الأقليات الأرمنية والرومانية أيضا، وعلى أعلى تلة في الحي توجد كنيسة للطائفة الأرثوذوكسية التي عاشت في الحي، وهي الآن مدرسة للرهبان.

يغلب على شكل منازل الحي المعمار التاريخي، وهو الآن وجهة سياحية للزوار من مختلف بقاع العالم.

وعرف الحي تغيرا طبقيا إذ تعيش فيه أسر غنية وأخرى فقيرة، ففي بداية نشأة الجمهورية التركية في القرن العشرين لاحظت السلطات أن الحي يغلب عليه طابع الفقر، ثم عرضت على بعضهم بيع منازلهم وجرى تحويلها إلى معمار حديث حتى يقصدها السياح.

يتميز الحي بمنازله الملونة ومقاهيه المختلفة (الجزيرة مباشر)

وتضع بلدية إسطنبول شروطا لشراء منازل حي بلاط، وهو عدم تغيير شكلها المعماري حتى تظل متسقة ومتوافقة مع الطابع العام للحي، وتتميز منازل الحي بألوانها المختلفة والمتناسقة التي تشكل لوحة فنية تسر الناظرين.

وتتميز مقاهي الحي الكثيرة التي يقصدها السياح بكثافة، بأنها على الطرازين القديم والحديث مع الحرص على اتساقها مع الشكل المعماري العام للحي.

وتعرف مقاهي الحي بألوانها المختلفة أيضا فيما تعرض بعضها تحفا تجذب السياح، فيما يتفنن أصحابها في عرضها وجعل المقاهي من الداخل غير عادية، وتشتهر بتقديم وجبات الفطور التركي المتنوع لزوارها.

اشتهر الحي أيضا بتصوير الأعمال الدرامية وأشهرها مسلسل “الحفرة”، ما يجعل عشاق الدراما التركية يتعقبون المشاهير في بلاط لالتقاط صورة معهم أو إلقاء التحية عليهم.

المصدر : الجزيرة مباشر