ضجة بعد انتحار خباز فرنسي إثر ارتفاع فواتير الطاقة.. والغلاء “يقلّص أعمار” سكان بريطانيا (فيديو)

نقل الإعلام الفرنسي قصصًا كثيرة، لخبّازين يعانون من الارتفاع الكبير لفواتير الكهرباء داخل مؤسساتهم الصغيرة

صورة المخبز في مرسيليا نشرها باسكال أوتيكسييه على موقع "لينكد إن"

أثار انتحار خبّاز فرنسي داخل فرنه صدمة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وغضبًا من سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي عدّه كثيرون مسؤولًا بشكل غير مباشر عن هذه الحادثة المأسوية.

وبثّ الخبّاز والناشط الفرنسي ستيفان رافاكلي، مقطع فيديو عبر حسابه على منصة إكس، نعى فيه صديقه “باسكال أوتيكسييه” الذي انتحر داخل فرنه في مارسيليا جنوبي البلاد بسبب كثرة الديون وارتفاع الفواتير.

وتحدث رافاكلي خلال الفيديو وهو يغالب دموعه ويروي كيف كان صديقه محبًّا للخير ويساعد مختلف الفئات الهشّة داخل المجتمع، موجّهًا رسالة شديدة إلى السياسيين من أجل مساعدة الخبّازين لتجاوز الأزمة الاقتصادية.

وحظي فيديو رافاكلي برواج وصدى قوي عبر المنصات، بين النشطاء والسياسيين وزعماء الأحزاب الذين اتهموا ماكرون بالتسبب في هذه المأساة، في حين دعا آخرون إلى التحرك وإيجاد حل قبل أن يمتد الأمر إلى حوادث أخرى.

وكتب الناشط والصحفي كميل عبد الرحمن عبر منصة إكس “في اليوم التالي لخطاب ماكرون، الذي لم يقدم أكثر من ترك الفرنسيين يموتون طالما ما زالت توتال إنيرجيز تملأ جيوبها، شنق خباز من مرسيليا نفسه بعد أن عاد غير قادر على تحمل التكاليف”.

ودوّن النائب جيلبرت كولار “إلى هنا تقودنا إليه القرارات السياسية المجنونة: في مرسيليا، شنق الخباز باسكال أوتيكسييه نفسه، ولم يعد قادرًا على دفع فواتير الطاقة. بالنسبة للبعض، التضخم هو مجرد أرقام على منحنى، وبالنسبة للآخرين هو الموت”.

وقال السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفيه فور “الرجل مات، شنق نفسه بسبب يأسه وديونه كخبّاز حِرفي، علينا أن نخرج من حالة الإنكار. حِرفيونا ومُزارعونا بحاجة إلى دعمنا”.

وهدد خبّازون فرنسيون، مطلع العام الحالي بترك مهنتهم نهائيًّا، أو تغييرها بسبب فواتير الكهرباء التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة، ففاقت 12 ألف يورو، بعد أن كانت لا تتجاوز 2000 يورو.

ونقل الإعلام الفرنسي قصصًا كثيرة، لخبّازين يعانون الارتفاع الكبير لفواتير الكهرباء داخل مؤسساتهم الصغيرة، وهو ما قد يجعلهم عاجزين عن مواصلة المهنة، أو حتى دفع أجور عمالهم.

وأقرت وزارة الاقتصاد الفرنسية، مساعدات عاجلة للخبازين، من أجل تسديد فواتير الغاز والكهرباء، خصوصًا في المخابز التي يقل عدد عمالها عن 10، وتبلغ مبيعاتها السنوية أقل من مليوني يورو.

بريطانيا

وتوقعت دراسة نشرتها مجلة (بي إم جيه بابليك هيلث)، الاثنين، ارتفاع نسبة الأشخاص الذين “يموتون قبل أوانهم” (تحت الـ75 عامًا) في المملكة المتحدة بنحو 6.5% بسبب استمرار ارتفاع الأسعار فترات طويلة وبخاصة فواتير الطاقة، مع احتمال أن تشهد الأسر الأكثر فقرًا عددًا من الوفيات أعلى بـ4 أضعاف.

وقد يتسبب التضخم في رفع نسبة الوفيات بـ5% في المناطق الأقل فقرًا، و23% في المناطق الأكثر فقرًا، بحسب الدراسة التي أشارت إلى انخفاض هاتين النسبتين إلى 2% و8% إذا تدخّلت الدولة، مع معدّل إجمالي بلغ نحو 6.5%.

وأشارت الدراسة إلى أنّ متوسط العمر المتوقع الإجمالي سينخفض أيضًا في كل حالة، وقال الباحثون إن “دراستنا تساهم في توفير دليل على أهمية الاقتصاد لصحة السكان”، وأن “تنفيذ سياسات الحكومة ليس كافيًا لحماية الصحة ومنع تفاقم عدم المساواة”.

وتباطأ معدل التضخم في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع في أغسطس/آب إلى 6.7% بعدما كان 11.1%، لكنّه يبقى الأعلى بين دول مجموعة السبع. وكان للإغلاق بسبب جائحة كورونا وبريكست وحرب أوكرانيا، دور في تغذية هذا التضخم.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية