يشترون أقلاما ودفاتر مع بداية كل عام دراسي.. أطفال سوريون يحلمون بالذهاب إلى المدرسة (فيديو)

يحلم رياض (6 سنوات) وهو طفل سوري لاجئ بمخيم في عكار بشمال لبنان، بأن يصبح طبيبا، لكنه لم يذهب إلى المدرسة حتى الآن، ولم يجلس على مقعد دراسي قَط.

لا يعرف رياض ولا أطفال مخيم “السمونية” بمختلف أعمارهم القراءة والكتابة، لبُعد المدرسة عنهم، لكنهم مع بدء كل موسم دراسي يشترون أقلاما ودفاتر ويحاولون اكتشاف الحروف.

وقال طفل آخر من المخيم لكاميرا الجزيرة مباشر، إنه يتمنى الذهاب إلى المدرسة وإنهم تلقوا وعودا كثيرة بتخصيص مدرسة لهم قريبة من المخيم، لكنها لم تتحقق.

لا يعرف الطفل ما المهنة التي يريد ممارستها عندما يكبر، ولأنه لم يذهب إلى المدرسة لا يعرف ما يمكن أن يكون المرء بعد إتمام دراسته.

تحلم أسيل (13 سنة) وهي طفلة أخرى من المخيم بأن تكتب وتقرأ فقط، وهو حق يمارسه أقرانها عبر العالم، لكن الحرب في سوريا حرمتها سقفا تعيش تحته وآخر تدرس في حمايته.

وقال سكان المخيم للجزيرة مباشر إن منظمات دولية وعدت بمدارس متنقلة داخل مخيمات اللجوء، في حين يخاف بعض الآباء على أطفالهم من إرسالهم إلى مدارس بعيدة من خطر الطرق والتنقل بمفردهم.

وأفاد المسؤول عن مخيم السمونية للاجئين السوريين في شمال لبنان بأن 70 تلميذا وصل أغلبهم إلى 11 سنة دون أن يعرفوا كتابة أسمائهم أو يجيدوا القراءة.

وطالب المنظمات الدولية بتخصيص خيمة داخل المخيم وتعيين معلمين لتعليم الأطفال حتى يحاربوا الجهل.

وقال المتحدث إن كثيرا من اللاجئين بالمخيم يضطرون إلى تشغيل أطفالهم حتى يوفروا لقمة العيش.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) من كارثة تعليمية في لبنان بسبب انقطاع الأطفال عن التعليم، نتيجة إغلاق المدارس الرسمية وإضراب المعلمين طلبًا لتحسين أوضاعهم، موضحة أنه إن لم تفتح المدارس بسرعة، فإن الآثار الفورية والطويلة المدى على التعلم والازدهار المستقبلي ستكون خطيرة.

وحثت اليونيسف الحكومة اللبنانية على إعطاء الأولوية لحلول طويلة الأجل من خلال ميزانية الدولة لعام 2023، واتخاذ خطوات لدعم المعلمين وتحديد دخل لهم يحفظ كرامتهم ويساعد الأطفال على تعليم جيد وآمن وشامل.

ويستضيف لبنان 660 ألف طفل سوري لاجئ في سن الدراسة، وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن نحو نصفِهم لم يتمكنوا من التعلّم في المدارس.

وبحسب تقييم للأمم المتحدة، فإنّ 30% منهم، أي 200 ألف، لم يذهبوا إلى المدرسة قطّ، و60% لم يُسجّلوا في المدارس خلال السنوات الأخيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر