“سياسي مغمور”.. من هو أنوار الحق كاكر رئيس الحكومة الانتقالية في باكستان؟

أنوار الحق كاكر رئيس الحكومة الانتقالية في باكستان

تولى أنوار الحق كاكر، عضو مجلس الشيوخ عن بلوشستان الولاية الأقل كثافة سكانية في باكستان، رئاسة الوزراء اليوم الاثنين، لحين إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقبلة المقررة خلال أشهر.

ويأتي تنصيب السياسي غير المعروف في وقت تمر فيه باكستان بأزمة سياسية واقتصادية منذ إبعاد عمران خان، أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد، من رئاسة الحكومة في إبريل/نيسان 2022 بموجب تصويت لحجب الثقة.

وأدى كاكر اليمين أمام الرئيس عارف علوي في حفل بث مباشرة عبر التلفاز، بعد تقديمه استقالته من منصبه كعضو في مجلس الشيوخ الأحد.

ويتوجب على كاكر (52 عاما) تسمية حكومة موقتة لحين إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا لم تؤجل حتى العام المقبل.

ووفقا للقانون والدستور الباكستاني، فإن الحكومة المؤقتة يتم اختيار رئيسها بالتشاور من أجل تسيير أمور البلاد خلال المدة القانونية بين حل البرلمان وانتخاب حكومة جديدة، ويكون من أهم مسؤولياتها مراقبة الانتخابات وضمان أن تكون حرة ونزيهة.

وتم حل البرلمان رسميا الأسبوع الماضي. وبموجب القانون، يتوجب إجراء الانتخابات في غضون 90 يوما بعد ذلك. لكنّ حكومة شهباز شريف أشارت الى أن إرجاءها أمر مرجّح.

وأنوار الحق كاكر هو سياسي باكستاني من مواليد عام 1971 في مدينة “مسلم باغ” التابعة لمنطقة “كيلا سيف الله” في إقليم بلوشستان جنوبي غربي البلاد، وينتمي لقبيلة كاكر من عرقية البشتون، التي تنتشر بشكل كبير في المناطق الغربية لباكستان والمحاذية لأفغانستان المجاورة.

تلقّى تعليمه الأساسي في مدرسة سانت فرانسيس بمدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، ثم التحق بكلية “كاديت” في مدينة كوهات في إقليم خيبر بختونخوا شمالي غربي باكستان.

وحصل كاكر على درجة الماجستير في العلوم السياسية وعلم الاجتماع من جامعة بلوشستان الوطنية، وبدأ حياته المهنية بالتدريس في مسقط رأسه.

ويعد كاكر من الخبراء في الجغرافيا السياسية بجنوب آسيا، وخاصة في العلاقات الباكستانية الأفغانية. كما أن كاكر عضو زائر في هيئة التدريس بكلية القيادة والأركان في كويتا وجامعة الدفاع الوطني بإسلام آباد، حيث يُلقي محاضرات حول العلاقات الدولية والقضايا المتعلقة ببلوشستان.

من جانبه قال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن كاكر “مسيرته السياسية محدودة وليس له وزن معتبر في المشهد السياسي الباكستاني. قد يكون هذا بمثابة ميزة بالنسبة له لأنه ليس لديه ارتباط قوي بالأحزاب السياسية الرئيسية”.

ولكنه تدارك “نظرا لأنه سياسي مغمور، قد يجد صعوبة في التعامل مع المشكلات التي سيواجهها من دون أن يحظى بدعم المؤسسة العسكرية”.

أما المحللة عائشة صديقة فرأت أن كاكر سبق أن تلقى دورات في جامعة الدفاع الوطني، مشيرة إلى أنه سيكون “مقربا من المؤسسة”، في إشارة إلى الجيش.

وأضافت “يبدو أن المؤسسة عثرت على شخص سيحافظ على مصالحها بدلا من مصالح السياسيين”.

ويرى المحلل رسول بخش رايس، أن كاكر يعد “أفضل خيار ممكن في ظل ظروف” باكستان اليوم.

وقال “إنه متعلم جيداً ومن إقليم يعاني من شعور مرتفع جدًا بالحرمان”، مضيفًا أن هناك نقطة أخرى لصالح رئيس الوزراء الجديد وهي أنه “لا يحمل الكثير من الأعباء السياسية” التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صورته.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية