من مخلفات النباتات.. نازحون سوريون يبتكرون جدرانا لخيامهم تصدّ عنهم لهيب الشمس (فيديو)

ابتكر نازحون سوريون في مخيم “يازي باغ” بريف حلب، طريقة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة داخل خيامهم الملتهبة.

وبنى سكان الخيام جدرانا من الطين والمخلفات النباتية (اللبنة) تصدّ عنهم الحرارة، وقال أحدهم لكاميرا الجزيرة مباشر “كنا نشعر كأن الشمس تقف فوق رؤوسنا”.

وأوضح النازح أن عملية البناء مكلفة وإن كانت بمكونات بسيطة، مشيرا إلى أن عرض الحائط لا يتجاوز 10 سنتمترات، مضيفا أنهم اشتروا الماء المستخدم في البناء، وأن سعر الخزان الواحد منه يصل إلى 150 ليرة (6 دولارات).

ويحصل النازحون في المخيم على الطين من الأرض المحيطة بهم، إذ يحفرونها لأخذ التراب وخلطه بالماء، ثم إضافة المخلفات النباتية إليه ثم بناء جدران لا يتجاوز طولها 15 سنتيمترا.

جدران من الطين والمخلفات النباتية (الجزيرة مباشر)

لا يقدر النازحون على توفير هذه المبالغ وإن بدت بسيطة بسبب ضيق الحال وانعدام فرص العمل، إذ كان أغلبهم يعتمد على المساعدات الإنسانية المنقطعة عن الشمال السوري منذ أشهر.

وأفاد نازح للجزيرة مباشر أنهم كانوا يهرعون بأطفالهم إلى الطبيب كل يوم، بسبب ضربات الشمس التي تتسبب لهم في أمراض قد تصل خطورتها إلى الإعاقة.

وأضاف أنهم يعيشون في الخيام نفسها منذ عام 2017، وأنها اهترأت حتى أصبحت لا تحميهم من برد ولا حر، وتمسك عنهم مياه الأمطار في الشتاء. وتُصنع الخيام من النايلون والبلاستيك مما يجعلها ملتهبة كلما ضربتها أشعة الشمس.

وأظهرت كاميرا الجزيرة مباشر أطفالا ينامون على أرضية إسمنتية دون أفرشة، وقال الأب إنها إحدى وسائل مواجهة موجة الحر الشديدة، إذ لا يستطيع سكان الخيام استخدام الأفرشة والأغطية.

وقال نازح آخر إنه من لم يتمكن من شراء “شوادر” أغطية للخيام، يصير وكأنه يعيش بالعراء، “في الشتاء تتساقط عليه الأمطار وفي الصيف تخترق أشعة الشمس رأسه”.

ويعيش النازحون أوضاعا متردية تزيد صعوبتها بارتفاع درجات الحرارة وانعدام الكهرباء والمياه وانقطاع المساعدات الغذائية.

واشتكى النازحون في مخيم “يازي باغ” من انقطاع المساعدات خلال السنة الجارية، وقال أحدهم للجزيرة مباشر إنهم لا يتمكنون من توفير الخبز أيضا.

عصر الغليان العالمي

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين في نيويورك الشهر الماضي، إن عصر الاحترار المناخي العالمي انتهى وحلّ عصر الغليان العالمي، بحسب وصفه.

وحذّر أرفع مسؤول أممي قائلًا “التغير المناخي هنا.. وهو مرعب وهذه مجرد البداية”، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات سريعة وقوية لوضع حد للانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس إنه “من المرجّح جدًّا أن يكون شهر يوليو/ تموز 2023 -أكثر شهر يوليو سخونة- وأكثر الشهور المسجّلة سخونة على الإطلاق”.

المصدر : الجزيرة مباشر